Powered By Blogger

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

جبل صبر ... وحكاية الثلاث ليّات !

                     جبل صبر  ... وحكاية الثلاث ليّات ! 


لابد يوماً ما وانك وبفضول سياحي قد رأيت النجوم واستمتعت بضوئها الساحر .. لكنك لن ولن تصل إليها مهما غامرت في الاعجاب.. الوضع يختلف هنا واستثناء عن كل مكان ، في الحالمة في مدينة النجوم كل شيء تحلم به يمكنك أن تغمض عينيك لتراه ، في تعز ولياليها الساحرة يطل عليك جبل صبر شهياً وقابلاً لإبداء الاعجاب ، فهو ليلاً يطل عليك كالنجوم المتلألئة لن تشبع رغبتك إلاّ بصعودك إلى جوار هذه النجوم وبعد وبالتأكيد كل شيء سيصبح بجوارك وكأنك أصبحت الجار الجديد للنجوم.هكذا هي بكلمات بسيطة الوصف للجبل الشامخ صبر..صبر هو أعلى جبل في مدينة تعز يصل ارتفاعه إلى ما يقارب (3000) متر عن مستوى سطح البحر .. صبر الذي يحضن مدينة تعز وهي تحتمي بهذا الشامخ.إدارياً صبر يضم ثلاث مديريات هي :صبر الموادم  ومشرعة  وحدنان  والمسراخ  وهذه الأخيرة خلف الجبل.عند وصولك إلى تعز كسائح أو كزائر لا يمكنك أن تغمض عينيك دون الصعود إلى صبر .. وعند قرارك بالصعود إلى صبر فإنك ستبدأ باختراق أزقة وحواري المدينة حتى الوصول إلى أول الخطوات بالطريق الاسفلتي الذي يتوشح الجبل كعقد من ريحان وياسمين على عنقك وصدر الفاتنة ذات المشقر..في بدايات الصعود سيطلق سراح كلماتك الغزلية ، لإبداء الاعجاب بالمدينة التي تتراءى أمام عينيك والتي كلما أوغلت في الصعود فإنها تبرز فاتنة أكثر وأكثر وتبرز ملامحها جميعاً.في بداية الجبل وفي اللفّات الأولى يمكنك أن ترتاح في المنتزهات الصغيرة والتي هي عبارة بيوت لسكان الجبل حولت إلى أماكن سياحية للجلوس وأخذ الراحة.أما إذا قررت مواصلة السير فبالتأكيد عليك بأمرين هامين ان تتريث أثناء الصعود حتى تستمتع بكل التفاصيل وأن تجعل كاميرتك في وضع الاستعداد فلن تستغني بعد ذلك عن منظر اخترق عدسة كاميرتك واستقر في الذاكرة.فما هي إلا دقائق من التوغل في بطن الجبل وكانها فترة استعداد للمشهد الأبرز بعد ذلك ليس مطلوباً منك ربط الأحزمة وإنما مطلوب منك الاستعداد لمقابلة تعز بكامل حلتها وأنت تكاد تصل إلى الثلث الأول من الجبل.يا إلهي ... هكذا هو الجمال وواصل صعودك حتى تصل إلى المعلم السياحي الأبرز في الجبل وهو منتزه الشيخ زايد فهناك يمكنك أن تضع قليلاً من متاعب رحلتك الشهية إلى صبر.في منتزه الشيخ زايد تبدو تعز من خلاله في المشهد كاملاً تتراءى أمام عينيك المدينة بكامل تفاصيلها الكبيرة .. ويبدو الجبل أمامك مفعماً بالحيوية وقابلاً للاكتشاف..بعد منتزة الشيخ زايد لازال الجبل سعيداً بقدومك ومازالت الرحلة متواصلة ستخترق بعد كافة الخضرة التي تغطي الجبل صعوداً إلى أعلى قمة فيه.عناق ضبابي حارفي قمة العروس أعلى قمة في جبل صبر هناك فرصة لمعانقة الضباب والسحاب التي تمر من بين يديك بينما يمسح الضباب عنك الغبار لكنك لن تكون خارج دائرة الارتجاف من البرد ولست معفي من التجمد.أصحاب الكهفمن المعالم الموجودة في الجبل ما يجرى على الألسنة من أن قبر أصحاب الكهف موجود في الجبل لكن بين التصديق بالمكان فعلاً وبين الروايات التي كلا يدلي بدلوه في وجود أصحاب الكهف في عدة مناطق كل حسب تأويله هو وجود المسجد الذي يعتقد أنه مسجد أهل الكهف.الليلة الأولىهناك قول شعبي يصف الجبل بالقول ..جبل صبر ملوي ثلاث لياتلية بنات وليتين غصون قاتهناك شيء ملفت للنظر وهو ما تنفرد به المرأة الصبرية في نشاطها الزراعي وهو ما يمثل الجبل كمنطقة زراعية بامتياز وبين حنكة ومهارة المرأة في تسويق المنتجات الزراعية والخضار والقات وغيرها.في جبل صبر كموروث ثقافي في الأزياء وما يميزها هو زي المرأة الصبرية الفريد وما يحويه من تشكيلات لكن الأجمل من هذا كله هو ما سمي المشقر .. والذي هو عبارة عن مجموعة من الأزهار فبعد أن تضع المرأة المقرمة وهي عادة ما تكون بغير لثامة تضع المشقر تحت المقرمة مدلية واجهة الزهور للأمام في أحد جهتي «مقدمة» الرأس لكن المشهد الرائع هو تلك الأطفال بما يحملنه من براءة وبما يمثلنه من ابتسامة ممزوجة بالمشقر !الليتان الثانية والثالثة:جبل صبر هو جبل زراعي بامتياز يكثر فيه زراعة الفواكه والحضروات وأيضاً زراعة الورود والتي تلقي رواجاً في الجبل أو في تسويقه في المدينة.لكن الأشهر والغالب من كل هذه المزروعات هو القات الصبري الشهير الذي يسوق في المدينة تعز ويباع أيضاً في أغلب مناطق الجبل لذلك كان وصف الشاعر دقيقاً في وصف ليات الجبل.صورة تذكارية:جولتك في صبر لن تخرج منها خالي الوفاض فهناك مناظر عديدة .. تستحق منك أن تلتقط صورة تذكارية .. تحتفظ بها وربما هي منبه للعودة إلى الجمال الرائع في المدينة الحالمة.العودة ليلاًِ:إذا كانت رحلتك إلى جبل صبر متسلسلة هكذا فإن الأجمل أن تترك الجبل وفي طريق عودتك إلى احضان المدينة أن يكون ليلاً عندها ستضيف مشهداً أكثر من رائع للمدينة التي تتلألأ أمام عينيك وأنت تقترب منها والجبل يبتعد عنك ويصعد ونجومه تزداد بريقاً.الحكاية ذات تفاصيل كثيرة وجميلة في الصعود إلى جبل صبر ربما اختصرتها لك في ثلاث ليّات لكني أحسب أنك لن تفارقها عند زيارتها وتكتشف فيها المئات من الليّات المبهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق