مسجد أهل الكهف .. جبل صبر
كانوا في « الجند » ولجأوا إلى « المعقاب » هرباً من « دقيانوس »
أهل الكهف..في جبل صبر
مناصيب وروحانية عجيبة.. وروايات عن كرامات وفيوضات تحدث من وقت لآخر
مدوّنات وقرائن هامة تدلل على أن موضع أهل الكهف في اليمن وليس في غيرها من البلدان
- استطلاع وتصوير/توفيق حسن آغا ..
ـ
على ارتفاع 2300 قدم فوق سطح البحر تقع قرية «المعقاب» أو كما عرفت منذ
القدم بقرية أهل الكهف، نسبة للقصة التي جاء ذكرها في سورة «الكهف» في محكم
الكتاب بقوله الله سبحانه وتعالى: [وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله
فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا] «الكهف
16».. وتماشياً مع ايحاءات هذا النص القرآني جاءت تسمية هذه القرية في سفح
جبل صبر الأغر بقرية أهل الكهف حيث تمتد في تلك البقعة الخضراء في تلك
السلسلة الفاتنه لشواهق جبل صبر وكأنها صدفة معلقة بين الأرض والسماء وبذلك
تكون قرية أهل الكهف في جبل صبر هي القرية الوحيدة التي حباها الله بصفات
قلّ أن نجد مثيلاً لها.
روحانية عجيبة
ـ في تلك البقعة الجغرافية
المميزة من الدنيا قرية المعقاب والتي ربما اكرمها الله أن تكون بهذه
الصفات وهذه السكينة وذلك لدورها في ايواء أهل الكهف لتظل منذ قديم الأزل
وحتى اليوم في هذا العبق العجيب وخصوصاً أن ماء ينبوعها اشبه ما يكون
بالسلسبيل أو الكوثر والشربة الهنية التي لا يماثلها إلا ماء الجنة وهذا هو
السر المكنون عند زيارة المرء لجامع أهل الكهف في قرية المعقاب حيث يعجز
الزائر عن فك طلاسمه بل قد يكون الدليل للوصول إلى حقيقة مكان القصة
القرآنية المرتبطة بأهل الكهف أمام تلك الاكتشافات والرؤيات المختلفة حول
اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم والتي منها تلك الاشارت الاثرية
في العقود الماضية إلى بعض الكهوف المكتشفة في عمان بالأردن أو أفسوس بآسيا
الصغرى وغيرها إلا أن بعض الروائيين والذين زاروا كهف منطقة سحاب بالأردن
وكهف قرية المعقاب بقمة جبل صبر يجدون أن روحانية وصفات مسجد أهل الكهف في
اليمن هو الاقرب للقصة القرآنية وهناك روايات متناقلة من اسلافنا تؤكد
بركات ودلالات هذا المسجد.. على الرغم من اختلاف بعض الروايات التي اختلف
حولها كثير من المؤرخين حول حقيقة أهل الكهف ومكان تواجدهم حيث ذهب بعضهم
إلى الشام أو إلى الأردن وغيرها من مواقع البلدان الأخرى غير أن البعض من
الناس مقتنع تماماً بأن أهل الكهف كانوا في رحاب قرية المعقاب هذه القرية
الروحانية المدلله بعطاء الخالق عزوجل وبكثير من النعم وإن كانت خارجة عن
دائرة الأهتمام والانظار فهي على طبيعتها وفي تلك القمة تروج لنفسها بقبلة
جامع وكهف من يسارها كان مأوى اختبأ فيه أهل الكهف من الملك «دقيانوس»
فصارت هي الاعجوبة التي ليست بحاجة إلى تلك الاساطير التي ينسجها البعض من
حولها.
قرائن أهل الكهف
- مع هذا النفس البديع لقرية المعقاب حول قصة
أهل الكهف كان لقاؤنا في البداية بالحاج الشيخ/محمد عبدالله غالب ـ ليتحدث
عن هذه القصة الاسطورة حيث قال:
ـ قصة أهل الكهف في جبل صبر متداولة عن
اسلافنا ومتناقلة منذ عهد قديم وبعمر هذا المسجد الاثري الذي يعود بناؤه
تكريماً لهذه القصة القرآنية ويعود ذلك ربما للفترة التي تم فيها بناء مسجد
الجند الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل.. وهذا متناول وليس من نسج
رواية أو خيال وموضع الكهف في قرية المعقاب بصبر هو الموضع المطابق للقصة
القرآنية من حيث شروق وغروب الشمس وكما اخبرنا الله سبحانه وتعالى في قوله
بسم الله الرحمن الرحيم [وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين
وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله
فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً] صدق الله العظيم.
وليس
كما يقال أو يشار إلى الأردن أو غيره من المواضع التي يروج لها بين الناس
خارج اليمن.. لأن معظم هذه المواضع الذي يشار إليها هي منافية عن هذه
الدلالة القرآنية لأهل الكهف في جبل صبر.. لأنه كما وصفها لنا بعض الناس من
قصدوا الأردن واتوا بعد ذلك لزيارة جامع أهل الكهف في جبل صبر يشيرون إلى
أن هذا الاختلاف يكمن في إن الموضع هناك هو ضمن مساحة أو موضع يقع ضمن
امتداد مدينة وهو عبارة عن غار مكشوف أو موضع منحدر يقيم فيه جامع وهناك
كما يقولون توجد اوجه الشبه من حيث العمارة للجامع هنا وهناك أما ما يتحدد
لموقع الكهف فهنا الاختلاف وكما قالوا أنه ليس سوى غار مكشوف ليس فيه ما
يدلل على أن أهل الكهف اختبأوا فيه كما قال الله تعالى في قصتهم :[ولبثوا
في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً] صدق الله العظيم.
بناء على هذا
فموقع أهل الكهف في هذا الموضع من جبل صبر وهذا هو الصحيح وقد حقق الأولون
فيه قبل ان تظهر هذه الاكتشافات في السنين الماضية ووجدوا أن موضع أهل
الكهف في صبر وليس في موضع آخر غير اليمن.
قصص الأولين عن موقع الكهف
ـ كما اشرت هناك ذكر عند الأولين حول هذه القصة القرآنية وما يدلل عن موقع الكهف في صبر... هل هناك مدونات لهؤلاء الأولين؟
ـ
الذين حققوا في كتاب ابن المجاور وهذا أحد المحققين الذي حقق عن موضع جبل
صبر: فيقول: «هو جبل مدوّر وفيه كذا وكذا من القرى والحصون والصعود إليه في
اربعة مسالك».. إلى آخر ما اشار إليه إلى أن يصل ويقول عن جبل صبر: بأنه
جبل طيب وفيه انشدت شمس النهار بنت أحمد بن سبأ بن ابي السعود ويقال سبأ بن
سليمان تقول عاتبتني فقالت: كيف طاب لك النأي وخليت الوطن يترك الحبيب
حبيبه ويطلب الاقامة في عدن واعتضت عن صيد الظباء صبور ارباب السفن واعتضت
صبره عن صبر سلطات اجيال اليمن.
ومن ثم يقول: في بعض كهوفها أي كهوف جبل
صبر اصحاب الكهف واسماؤهم مكسليمنا ويمليخا وسمرطوس وكسر طويوس وفرورس
محمسمينا وبقية الأسماء التي ذكرها وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد وعلى باب
الغار مسجد وعلى باب المسجد عين تسمى عين الكوثر وهذا مطابق لهذا الموضع
الذي نحن فيه والماء الذي شربته من هذه البئر التي وصفها ابن المجاور وإلى
أن يشير إلى دقيانوس فيقول هو الملك الذي اسسس مدينة الكدراء وسكن الجند.
وكان القوم من أهل الافسوس.. فلما خرجوا من مدينتهم صعدوا جبل صبر فأووا إلى الكهف.
قرية الكدراء وحقيقة الاسطورة
ـ أين هذه الكدرة المدينة الذي ذكرها ابن المجاور ربما هي المدينة الاخرى التي تقع في الأردن؟
ـ
الكدراء موضع في تهامة أو في منطقة المراوعة وقد حققها لسان اليمن المؤرخ
حسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني في كتابه صفة بلاد جزيرة العرب وفي اشارة
اخرى للمخلافي في كتاب «مرآة المعتبر في فضل جبل صبر» وذلك عندما اشار إلى
أنه قد بولغ في الكلام عن أهل الكهف فمن بالغ وطرح أنهم بالشام وضعف من
يقول أنهم في جبل صبر وفي هذا شرح طويل حتى يشير إلى ما اشار إليه أحد
العلماء من اصحاب السير كما جاء على لسانه حيث يقول: إنهم من أهل اليمن،
يعني أهل الكهف وكانوا في مدينة الجند على عهد «دقيانوس» وهو من ملوك اليمن
وفي ذلك صرح الحافظ الربيع في كتابه «المفيد في تاريخ زبيد» أو غيره من
أهل التواريخ وذلك ليصل إلى هذا الدليل بأنهم من أهل اليمن.
مناصيب جامع أهل الكهف
ـ أما عن حكايات خدمة جامع أهل الكهف في جبل صبر فيتحدث في ذلك الحاج/محمد يحيى عقلان ـ منصوب الجامع الحالي في قرية المعقاب فيقول:
ـ
منذ القدم ونحن مناصيب على جامع أهل الكهف اباً عن جد والأخبار المتناقلة
عن أهل الكهف هي من اجدادي والآن عمري يزيد على السبعين عاماً أو اكثر
وبجانبي اولادي ونحن قائمون على هذا المسجد.. وفي الحقيقة هناك مدد من الله
تعالى لهذا المسجد حيث أنه في إحدى المرات جفت العيون وانقطعت الأمطار في
كل نواحي صبر.. فأتوا من بيت الطيب وأهل الحدقه إلى الجامع مستغيثين بالله
تعالى بقلوب خاشعة ولم يبرحوا المسجد إلا والمطر يسقى الأرض.
بركات عين الكوثر
- فما قصة عين الماء في هذا المسجد؟
ـ
قصتها أنها مباركة من عند الله تعالى وهذه العين فيها ماء مبارك ويقصدها
كثير من الزوار حتى أن بعض النصارى من السياح يأتون إلى هنا ليشربوا من ماء
أهل الكهف وكأن عندهم علماً عن بركتها من كتب قديمة وعندما يأتون يسألون
بلغة مكسرة «مئكاب» أي «معقاب» فنحن نفهم أنهم يقصدون قرية المعقاب وعندما
يكونون على مشارف الجامع يسألون عن هذه العين فينزلون إلى عين الماء
ليشربوا.. كما أن هناك كثيراً من الأسر من السعودية ودول الخليج يأتون إلى
هنا ليشربوا من هذه العين في قرية المعقاب ويأخذوا من مائها ويقولون أنه
علاج.
معالم وآثار قائمة
- وعن موقع الكهف من المعالم وما ترويه القصص فيقول:
ـ
الموضع الحالي والقائم عليه الكهف والمسجد كما ترى هو بوضعه كما قام منذ
مئات السنين وكما قام عليه اجدادنا.. فالقفص بجانب المحراب ليس قفص ضريح
وإنما هو الفاصل لموضع الكهف.. فالكهف يتوسط الجامع وعين الماء يعني بين
الشرق والغرب لكن عندما تم بناء الجامع شمل سقفه كما ترى سقيفة مداخل الكهف
في القمة وباب الكهف الذي صعدوا إليه ليس هنا بل هي فتحة لكهف هي نهاية
الكهف في قمة الجبل.. فمدخل الكهف في قرية المديهمي بمدينة ثعبات وكانت
تسمى مدينة الثعبان وأول ما نجا أهل الكهف من الملك دقيانوس وصلوا اولاً
إلى ثعبات من الجند قاصدين صعود الجبل وعند هذه القرية صادفوا في طريقهم
راعي غنم فسألوه أن يعطيهم شربة لبن.. فقال لهم الراعي: الغنم كما ترون
جائعة وبلا ماء ولا يوجد فيها لبن.. فإذا أحدهم يضرب بموضع في هذا المكان
وكأنه يضرب بضربة فأس.. فإذا بقدرة الخالق الواحد الأحد تنبع من المكان عين
ماء ثم شربوا الماء من هذا الينبوع بعد هذه الضربة ومازالت عين الماء هذه
موجودة حتى اليوم وهي تعتبر العلامة الأولى لمدخل الكهف في قرية المديهمي
في ثعبات.. أما العلامة الثانية هي حجر سوداء معلقة عند مدخل الكهف في قرية
المديهمي وهي التي ارادها الله تعالى أن تكون العقبة أمام جيش دقيانوس
ليتوقف عن ملاحقتهم داخل الكهف بعدما صعدوا فيه إلى الجبل ومروا عبر هذا
المدخل صعوداً حتى وصلوا قمة جبل صبر حيث هذا الموضع وهذا المسجد.
تمتلئ
المدن اليمنية بعشرات المساجد التي تعود لعصور مختلفة، لكن “مسجد أهل
الكهف”، الواقع في أعلى قمة “جبل صبر” في مدينة تعز جنوبي البلاد، يعد
واحدا من أبرز المساجد المثيرة للجدل، والحاوي للكثير من الأسرار.
وتذهب
روايات تاريخية إلى أن المسجد الذي يقع في بلدة “المعقاب” على أعلى قمة في
جبل صبر، والتي ترتفع 3 آلاف متر عن سطح البحر، تم بناؤه على “رفاة أهل
الكهف” الذين ذكروا في القرآن الكريم، استدلالاً ببراهين وروايات وإن كانت
ليست قطعية.
ويسود جدل بين المؤرخين حول المكان الذي نام فيه أهل الكهف
المذكورون في سورة قرآنية باسمهم، فإلى جانب “جبل صبر” في مدينة تعز
اليمنية تتعدد الروايات بوجود “الكهف” الذي آوى إليه الفتية المذكورون في
السورة في تركيا أو سوريا أو الأردن.
ويحتوي مسجد أهل الكهف، في جبل صبر، على فتحة المغارة التي يعتقد أنها توصل إلى الكهف المذكور في القرآن.
ولا
يُعرف التاريخ الحقيقي لبناء المسجد القديم، لكن مؤرخين وسكانا محليين
قالوا إن شكله الحالي يعود إلى عصر الدولة الرسولية (سلالة مسلمة حكمت بلاد
اليمن منذ 1229 حتى 1454م).
وقال قيّم المسجد (المسؤول عنه) عبد الله
محمد يحيى لوكالة الأناضول إن “جميع المعلومات الخاصة بالمسجد نتوارثها من
الأولين، وهي معلومات تاريخية على الباحثين التأكد من صحتها”.
وأشار إلى بعض الترميمات التي أجريت للمسجد قبل عقدين من الزمن وشوّهت ملامحه بشكل كبير.
ويعيش
المسجد حالة إهمال كبيرة من قبل السلطات المختصة والسكان المحليين في
المنطقة، فبإلاضافة إلى عملية الترميم التي شوهت ملامحه غزت المنازل
الحجرية كافة المساحات المحيطة به وبات بلا متنفس، بحسب يحيى.
وأضاف
يحيى أن “المسجد يشمل ضريحا لباحث جزائري يدعى “عبد الرحمن بن بكر
الجزائري”، جاء من بلده للبحث عن الموقع الذي أشارت إليه الآية القرآنية في
سورة الكهف”، دون أن يوضح ميقات قدومه إلى اليمن.
ووفقاً لقيّم المسجد،
فإن الكتب الموجودة لدى المؤرخين من أبناء المنطقة أشارت إلى أن
“الجزائري” ظل يتتبع شروق وغروب الشمس حتى تأكد له أن الموضع المذكور (أسفل
المسجد) هو المكان الحقيقي لأصحاب الكهف.
وفي حين تقول روايات تاريخية
إن “أصحاب الكهف” هربوا إليه من ظلم الإمبراطور “دقيانوس” حاكم مملكة
“أفسوس”، أشار الخبير الأثري اليمني في تعز “العزي مصلح” إلى أن المؤرخ
اليمني “أبو الحسن الهمداني” أشار في كتابه “صفة جزيرة العرب” إلى أن أفسوس
هي “مدينة الجند” حالياً (21 كيلومترا شمال شرقي مدينة تعز).
وقال
“مصلح”، وهو مسؤول سابق في مكتب الآثار بتعز، لوكالة الأناضول: “لدينا جذور
تاريخية في اليمن تثبت أن مسجد أهل الكهف يعود لموضع أهل الكهف حقيقة، وأن
روايتنا لم تكن آتية من فراغ، ولم يتم ابتداعها كما ابتدعتها بلدانعربية
من أجل استقطاب السياحة”.
وأضاف أن “مسجد أهل الكهف، الخالي من النوافذ
وذا الغرف المستطيلة، كان لوقت قريب مزاراً لجماعات دينية، وخصوصاً
الصوفية، التي تقيم فيه موالد ومناسبات خاصة”.
وكشف مصلح أن القائد
التركي “حسين بن حسن باشا” قد رصف الطريق المؤدي إلى “جامع أهل الكهف” خلال
توليه حكم تعز في العام 1002هجرية، الموافق 1593م، لافتا إلى أن “الإهمال
بات يلف هذا الموقع الأثري النادر، والذي لابد من وضع حماية له، ومتنفس
جنائني”، بحسب قوله.
يشار إلى أن اليمن وقعت تحت الحكم العثماني من عام 1539 وحتى 1911هـ.
وقال
بلال الطيب، وهو صحفي من أبناء المنطقة التي يوجد فيها المسجد، لوكالة
الأناضول “حاليا الكهف مطمور، ولا أحد يستطيع دخوله، لكن روايات الأجداد
تقول إن مشايخ صوفية دخلوه، وقاموا بتدوين شهادتهم عنه، ومنهم الشيخ الصوفي
الشهير عبد القادر الجيلاني (١٠٧٧ - ١١٦٦م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق