جبل صبر .. الطبيعة والبــركات
جبل صبر.. الطبيعة والبــركات
صبر الموادم بكل فواتنها الربيعية تعشقها
الطبيعة بين فصل وآخر بود الغنج والمداعبة الساحرة، وجدت وامتدت وتوسعت
وتحولت بتضاريسها القاسية إلى استراحة سياحية بكل الألوان، وحتى بالمغنى
والمرقص والتغريد، الجميع غرد وغنى لصبر بلحن وترانين ومهجل منفرد.. بل
يزداد صبر أعجوبة بموروثه كعلاقة يمنية متميزة في كل التفاصيل، بالمشقر
والقميص، وبهاء الوجه الصبري الآية في الجمال والورش الآدمي الذي من رآه
قال: سبحان الله!!.
أيضاً الأعجوبة في صبر الموادم تعود للبركات التي لا
ينقطع مردّها لهذا الجبل اليماني الذي جعل منه الله سبحانه تعالى «قرية
المعقاب» مأوى لأهل الكهف لتتخلد حكايتهم بقصة قرآنية دونتها سطور بقول
الحق وهناك يأتي المكان بياناً لهذه القصة السماوية عن ذكر قصة أهل الكف
حين يتلمس ويرى المرء أو الزائر مأوى أهل الكهف في موضع بيت الله المعمور.
وهنا
ونحن نشتم روائح أهل الكعف الطيبة بتلك النسائم الفوّاحة من فتحة غارهم
حيث تقرأ الفواتح بالنيات حسنة لمن أرادها من الصادقين والمؤمنين.
الاهتمامات وأولويات التخطيط
فما
مدى الاهتمام بهذه المديرية السياحية وما التوجه المستقبلي من التخطيط
هذا؟ ما أجاب عليه الأخ عبدالباري الحمودي مدير عام مديرية صبر الموادم في
حديثه معنا والذي استهله قائلاً:
كما تعلم إن مديرية صبر الموادم كغيرها
من المديريات تحظى باهتمام خاص من قبل قيادة المجلس المحلي بالمحافظة
والمجلس المحلي بالمديرية وخصوصاً في الجانب السياحي، إلى جانب الاهتمام
بالجانب التنموي والخدمي من حيث التخطيط والأولويات التي يوليها المجلس في
إعداد برنامجه الاستثماري السنوي.
وهنا لابد من أن أشير إلى أنّ ثمار
تجربة السلطة المحلية لهذه المديرية أو لغيرها من المديريات الريفية ذات
التضاريس الجبلية المعقدة والتي قدرت على النهوض بفضل هذه التجربة عمَّا
تريده من تخطيط تنموي وخدمي بل قد عززت التجربة لمديرية صبر الموادم رؤيتها
المستقبلية وجعلتها تمتلك الخطوط العريضة للتخطيط السليم إلى جانب نقل
جميع الصلاحيات للمديريات في تعزيز اللامركزية وهذه سمة عظيمة لهذه التجربة
أن تنقل هذه المديرية إلى الالتفات لخصوصيتها السياحية، وكما تعلم بعد أن
جبل صبر مقصد الزائرين سواء من الأجانب أو المحليين وأول من يأتي إلى مدينة
تعز وينظر إلى هذا الجبل الذي يحتضن مدينة تعز، يتطلع إلى زيارة هذه
المنطقة التي تعتبر من أهم المناطق السياحية على مستوى المديرية
والمحافظة.. لما يتمّيز به جبل صبر من تنوع في المناخ حيث يعتبر المناخ
متعدد بحسب المسافات، بحيث أنه كلما ارتفع المرء إلى منطقة أعلى يجد أنّ
الطقس يختلف من مكان إلى آخر، وبالتالي فهو يتناسب مع كافة الزائرين كلٍ
بحسب بيئته التي جاء منها.
ولهذا فإن المجلس المحلي قد وضع في أولويات
مهامه فيما يتعلق بالجانب السياحي ابتداءً من وضع خطة وفقاً لتوجهات الأخ
القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي وهي تشمل
البدء بتنفيذ مشروع تحسين وحماية طريق صبر الموادم ضمن برنامج تأهيل جبل
صير سياحياً وبيئىآً، وهذا المشروع تم تنفيذ مرحلته الأولى المتمثلة بإنشاء
أحواض زينة ومتسلقات على جوانب الطريق للحفاظ أولاً على الجزر مابين
المنعطفات وعدم البناء فيها للحفاظ على المنظر الجمالي للجبل بشكل عام.
جامع أهل الكهف
ماهي المعالم الأثرية والسياحية الأخرى إلى جانب الأعمال الأخرى التي تشمل المرحلة الثانية لتأهيل جبل صبر؟
ـ
بالنسبة للمرحلة الثانية سيبدأ تنفيذها خلال هذا العام حيث تمتاز المديرية
بكثير من المعالم السياحية والأثرية وأهمها جامع أهل الكهف في قرية
«المعقاب» إلى جبل العروس، ويولي المجلس المحلي هذا المعلم الأثري الهام
الاهتمام الكبير حيث وضع في خطته لهذا العام 2008م إدخال جامع اهل الكهف
ضمن الترميم بما لا يؤثر على طابعه المعماري والجانب الأثري بالنسبة للمواد
المبنية منها الجامع وبما في ذلك رصف الطريق المؤدية إلى الجامع، ووضع
لوحات ارشادية تعرّف بهذا الجانب الأثري المهم حتى يتم التعريف بهذا الجامع
على المستوى المحلي والعام اضافة إلى الاهتمام الزراعي بمديرية صبر
الموادم، هذه المديرية التي كانت كما يقال بأنها تمتلك من الحواجز والبرك
بعدد أيام السنة، وهناك سواق أثرية تمتد إلى أغلب المناطق والى مدينة تعز
وأغلب المدن المجاورة ما زالت آثارها باقية حتي الآن.. فقد تنبه أجدادنا
الأوائل في صبر فيما يتعلق بالمشكلة القائمة هذه الأيام وهي مشكلة المياه
والتي تعتبر عالمية، وتنبهوا لهذا الجانب، وبدأوا آنذاك بإيجاد الحلول
المناسبة والتي تمثلت بإنشاء عدد من الحواجز والبرك، وهذه البرك سيتم إعادة
تأهيلها بالتنسيق مع مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة في تعز
والذي قد نُفّذ في نطاق المديرية نحو 25 مشروعاً.
مرحلة التحسين وإزالة التشوّهات
ماهي الاجراءات التي اتخذها المجلس المحلي لترتيب وتنظيم الأماكن أو الاستراحات السياحية التي انتشرت على ربوع جبل صبر مؤخراً؟
ـ
تمثل هذا الترتيب أولآً ــ كما قلناــ في تنفيذ المرحلة الأولى من تحسين
جبل صبر وتأهيله سياحياً وبيئياً في الأحواض الزراعية وأنتم تلاحظون في
بداية المنعطفات الأولى.. أيضاً إزالة كل التشوهات والدعايات الانتخابية
والكتابات العشوائية وطلاء الجدران الساندة بالألوان البيضاء وقد كانت من
قبل تعكس انطباعاً سيئاً وحتى نفسياً لكل زائر حتى من حيث الجانب الجمالي
للطريق وإنشاء سلل للنظافة إلى جانب اللوحات الارشادية وكان لها مردود
ايجابي وبدأت بالتدريج استقبال الزائرين وأبناء المنطقة الذين كانوا عادة
ما يعيثون بهذه الجزر والأماكن التي كان يفترض أن يتم تحسينها في السابق،
ولكن حالياً تم ضبط الأمور بهذا الجانب وتم أيضاً ضبط البناء العشوائي وكان
هناك يتم بناء وانشاء استراحات بشكل عشوائي وبدون دراسة ودون ترتيب لمواقف
السيارات والخدمات التي ستقدم للزائرين، الأمر الذي أدى إلى بروز اشكالية
مع الاستراحات التي أنشئت سابقاً بدون دراسة حيث أن كثرة الوافدين إلى هذه
الاستراحات تسبب اختناقاً كبيراً جداً وخصوصاً في الصيف ــ مثل هذه الأيام
ــ وهذا الاختناق يؤدي إلى عرقلة السير وتوقفه أحيانآً.
ونحن الآن نفكر
بوضع حلول لإنشاء مواقف للسيارات وكما تعرف طبيعة الجبل صلبة وتحتاج إلى
إمكانية ودراسة لإيجاد هذه المواقف وإن شاء الله ستحل هذه الإشكالية إلى
جانب خطة المجلس في الترويج السياحي بشكل عام.
وضع منتزه الشيخ زايد
ماهو حال منتزه الشيخ زايد؟
ـ
الوضع القائم على مايبدو أنه تم تسليمه للمستثمر شوقي أحمد هائل حيث أنه
تم إعادة تأهيله سياحياً بكافة الجوانب التي يتطلبها الزوار الأجانب
وحالياً يمثل متنفساً سياحياً لأبناء المحافظة بشكل عام وبماتضمنه من تأهيل
أعطى مردوداً إيجابياً على مستوى المحافظة من حيث توفر الخدمات التي نعاني
منها حالياً على مستوى الجبل، وكما قلنا إن الاستراحات التي تمت كانت بدون
دراسة وبالتالي وفّر المنتزه الخدمات التي يُحتاج إليها.
خدمة السائح
فما نصيب الاستراحات القائمة من الخدمات؟
ـ
وضعها لا يخدم السائح وكما أشرت على الأقل البوفيات أو الحمامات العامة لا
توجد وأحياناً الزائر يصل إلى الجبل ويستمتع بالهواء الطلق وبمنظر الطبيعة
ولكن ربما لا يجد الخدمة التي تشجعه على أن يعود إلى المكان أو يستمر فترة
أطول للترويح على النفس وقضاء اجازته بالشكل المطلوب.
مورد السياحة أولاً
فهمنا أن مديرية «صبر الموادم» تعتبر السياحة مورداً أولاً .. فماهو المورد الآخر؟
ــ
نعم المورد الرئيس بعد الواجبات ومورد الواجبات يأتي بالدرجة الأولى ولكن
نحن الآن نركز على الجانب السياحي؛ لأنه الأهم وكما تعلم أن موضوع جبل صبر
بالذات لا يخص المجلس المحلي بمديرية صبر الموادم فقط وإنما نظراً لشحة
الإمكانات وقلة الموازنة في المديرية فإن القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ
محافظة تعز قد تنبه إلى هذا الجانب منذ فترة طويلة وكان له الدور الأكبر
في توفير هذا المنجز الكبير الذي هو منفذ لعدد من طرق المديرية وكان له
الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى بتوفير هذا المشروع، وأيضاً كان له دور
كبير في منتزه الشيخ زايد فيما يتعلق بإعادة الترميم وعدد من الأمور وكما
قلت ليس اهتمام المجلس المحلي فقط بالمديرية وإنما ضمن اهتمام المجلس
المحلي بالمحافظة وان شاء الله سيدعم الجانب المادي فيما يتعلق بتنفيذ
المشاريع التي نطمح إليها.
سلة غذائية
يقال إن جبل صبر ــ وحتى زمن قريب ــ كان سلة غذاء لتعز وأصبحت اليوم معظم بساتينه تزرع القات فما تعليقكم على هذا الخصوص؟
ـ
نحن في المجلس المحلي نركز على هذا الجانب وكما أسلفت أن صبر الموادم كانت
المنطقة التي تغطي تعز والمنطقة بمعظم الثمار والفواكه، وأيضاً الحبوب
والخضار كالفول والعدس والشعير والحبوب بمختلف أنواعها وكانت مخزوناً
غذائياً لأغلب سكان المحافظة بشكل عام وبالتالي بدأت تقل منتوجاتها وقلّت
الاهتمامات بهذا الجانب الزراعي.
ونحن طلبنا من مكتب الزراعة في
المديرية وحثيتهم في هذا الجانب بالقيام بالدراسات والعمل على وضع تقرير عن
أسباب اختفاء بعض الفواكه والمزروعات الغذائية وكانت احدى الأسباب تتعلق
بالهجرة والاغتراب.. الهجرة من مناطق صبر الموادم إلى المدينة، وثانياً
لربما قلة المياه واستخدامها للشرب أكثر من الزراعة وأيضاً عدم ترميم كثير
من الحواجز التي كانت تغطي أغلب المساحات الزراعية ونحن الآن نبحث عن كيفية
اعادة الوضع السابق إلى ما كان عليه وإن شاء الله سنجد حلولآً قريباً لهذا
الجانب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق