Powered By Blogger

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

روايـة تظهـــر فيهـا معالـم تعــز بمفاتنهـا الجميلــة

الحالمـة تعـز ..


رواية  جديدة عن مدينة تعز تظهر فيها معالم تعز التاريخية والعلمية والاجتماعية والثقافية والدينية. والصناعية .
تعريف
تعز تعتبر من أهم المدن التاريخية والدينية  والعلمية والثقافية والصناعية وهي مقسمة إلى شعب وأماكن مشهورة في الزمن وهي مرتبطة بين البحرين، البحر العربي والبحر الأحمر حيث ترتبط البحرين باب المندب ومن المدن مدينة المخاء  وزبيد وعدن ولو تمعنا التاريخ جيداً نجد أن تعز قد مرت بمراحل تاريخية وحروب وكوارث  لحقبة من الزمن الغابر منذ فجر التاريخ الإسلامي ومنذ أن وطأ الرجل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه مدينة الجند، وتقع تعز بين جبال ووديان وهضاب وسهول ممتدة عند قاع الجند ولها وديان كثيرة مشهورة منها وادي الضباب ووادي ورزان ووادي البركاني ولها من السهول الممتدة شمالاً والجبال العالية جنوباً مثل جبل صبر والعروس ومشرعة وحدنان، وهناك من الهضاب الممتدة شرقاً مثل هضبة ثعبات والمرزح وقراضة وغرباً وادي الضباب وأكمة هزيم ووادي القاضي والبركاني  وغيرها وحاولت تقسيم المدينة إلى عدة أقسام حتى يسهل للقارىء  معرفة الأماكن ومعرفة القاطنين بها وأسندت الى تاريخ قديم.                              
  المدينة القديمة..
 (وتسمى ذي عدينة) سواء كانت دينية او تاريخية وقد رأينا تقسيم المدينة إلى أربعة أقسام شمالية وجنوبية وشرقية وغربية.
وتعز كانت تسمى ذي عدينة وهي المدينة القديمة ثم طغى عليها إسم تعز  وحصن تعز يعتبر منفصلاً عن المدينة .أما المدينه القديمة واسمها ذي عدينه اسمها الحميري،  فعندما تأتي الذال في مقدمة الإسم يكون اسماً حميرياً مثل ذي أشرق، ذي ناعم وغيرة وتعز سميت تعز بعد احتلال الدولة الرسوليه للحصن الذي كان يسمى تعز أما القاهرة فقد سميت بعد احتلال الأيوبيين مدينة تعز وقد بدأت الدولة الرسولية ببناء الأماكن الدينية مثل الجامع المظفر الذي ينتمي اسمه إلى الملك المظفر والمدرسة الأشرفية المسماة إلى الملك الأشرف الرسولي . والمدرسة المعتبية والتي سميت باسم زوجته وأماكن دينية كثيرة، فعندما احتلت المدينة القديمة من قبل الدولة الطاهرية واحتلال الاتراك المدينة هرب أهلها إلى الجبال فغلب الاسم تعز على الاسم القديم وكان هروبهم إلى الجبال  الجنوبية للغزو التي كانت تتعرض له المدينة باستمرار  وتحصنوا بحصن تعز فتوحدوا ضد ذلك الغزو فقالوا كلمتهم المشهورة (تعز علينا تعز) وسميت تعز. وتعز مدينة جبلية متعرجة الوديان قليلة السهول بها وهي عبارة عن تباب ووديان وسوائل. وعندما تمطر تعز تسري مياهها إلى الأسفل إلى وديان عصيفرة وغيرها من الوديان الصغيرة. وتوجد في تعز مقبرة كبيرة يتم بها دفن الموتى (تسمى الاجيناد وحرف اسمها الى الأجينات) ويقال إنها كانت تسمى جنات أهدتها الملكة جنات وحرف اسمها الى الأجينات . كما توجد بها أودية مثل وادي القاضي ووادي الضباب ومزرعة عصيفرة التي كانت تزرع بها بعض الفواكه المعدومة كما توجد في تعز أودية أخرى مثل وادي البركاني وحمام البركاني المشهور وكذلك لا ننسى قلاعها وآثارها التاريخية والدينية. كما توجد بها شعب أخرى مثل ثعبات التي كانت استراحة للمماليك وبنيت فيها القصور،  ومنطقة صالة التي يوجد به قصر الإمام اتخذه متنفساً له وهو قريب من منطقة ثعبات. ووادي المحبة وغيرها. أما الجبال المطلة على تعز هي جبال صبر والعروس ومشرعة وحدنان من الجنوب تفصلهم قلعة القاهرة او الحصن  ومن الغرب وادي الضباب وأودية صغيرة تصب بها المياه ومن الشرق جبال منها جبل الضبوعة والعرضي ومن الشمال جبال العدين ومذيخرة وغيرها من الجبال الصغيرة حتى الجند السهل الممتد الى جامع معاذ في الجند. هذا الجامع الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي أرسله رسول الله في السنة التاسعة من الهجرة والآن يعتبر هذا الجامع  رمزاً للمسلمين وهو ثاني مسجد بني بعد الجامع الكبير بصنعاء،  لأن الإسلام بدأ من هذا المسجد حيث كان القاطنون في هذه المنطقة ينتمون الى المسيحية واليهودية وظل هذا الجامع حتى الآن ولقد هبط سطحه من الأعلى و قد يكون سبب هبوطه  هزة أرضية  التي تعرضت لها تعز قديما)
 البداية
  الخباز .. والبنات
الساحة ممتدة من باب موسى الفاتح فاه نحو الداخل الى المدينة القديمة ذي عدينة والداخلون والخارجون يمدون أرجلهم متجاوزين عتبة الباب إنها مدينة الرسوليين .وفي الخارج الساحة فارغة والشجرة الفاردة ذارعيها تؤوي القادمين إليها في هذا المساء،  تؤوي القادمين من خارج المدينة إنها شجرة الجنبيز أو الطالوق  بالهجه العامية) والسائلة القادمة من منطقة صينة المرتبطه بجبل صبر ومشرعة وحدنان لقدوم السيول في الصيف, الخباز يستعد ليومه الجديد فتح دكانه وأيقظ اهله (أصبحنا وأصبح الملك لله) تقوم بناته الأربع يحملن مهماتهن صباحاً لإيقاد التنور وخيرية تكنس وبدرية تأخذ الدقيق لعجنه وسلمى تحضر المكان للقدمين. الخباز ينظر إلى الخارج، الضوء لايزال معتماً لم يطلع حتى الآن والشجرة التي عند باب موسى تحجب رؤيتها عن القادمين وباب المدينة مغلق أبوابه بعد يوم من السبات. الليل لازال جاثماً ومؤذن الفجر يصطح بأذانه الأول. تنهض الجمالة والحمارة مستعدين ليومهم الجديد. لازال الخباز يعمل بهمة مع بناته الأربع. بعد أن جهزت البنات مهماتهن الموكلة لهن (ينظر الخباز الى الخارج يرسل أغنيته المعهودة (صباح الخير خيرية على سلمى وبدرية)  العسكري عند باب موسى يفتح البوابة للقادمين من الخارج والداخل يبدأ توافد الناس على المقهى بعد ما أخذ الصباح طريقه إلى المدينة يفرد الصباح جناحه ترى الناس خارجين من باب المدينة لصلاة الفجر، ينجلي الصباح بعد فتح باب المدينة يذهب الناس بعد أعمالهم. يتوافد الناس الى مقهى الخباز. يبدأ الخباز بوضع أول عجينة في فم التنور. تنهض الجمالة بعد أن أعطى جمالهم وجبة الصبوح للاستعداد للسير لبيع بضاعتهم داخل المدينة. يبدأ الناس بالاتجاه إلى المقهى لتناول طعام الإفطار  الرعوي الذي لم يعرف المدينة لأول مرة ينبهر بتلك الفتيات فاتح فاهه لما يشاهد من عمل متواصل  الخباز يجدد اغنية (صباح الخير خيرية على سلمى وبدرية) تتجاوب البنات مع الأغنية، بدأت الشمس تظهر تتخللها نسمات الصباح. الطيور تحط عند باب الخباز تنتظر وجبتها المعتادة الساحة تمتلىء بالقادمين ببهائمهم وبضاعتهم  عند الساحة الفارغة. اليوم خميس سوق المدينة المعتاد. وزغط الحمير يستقبل رواده  من كل أنواع الحمير. في هذا الصباح الزغط لا تسمع الداعي من المجيب من نهيق الحمير . والطاحونة التي في السائلة تستقبل القادمين بطعامهم لطحنه. والفتاه القابعة عند باب الطاحونة  تنتظر  دورها. ترتفع الشمس إلى السماء، بدأ الناس بالذبول. والخباز وبناته الأربع يكملن عملهن اليومي، ينفد الخبز والقهوة ويغلق أبوابه. البنات يأخذن راحتهن بعد يوم من العمل المتواصل، المدينة تعود  إلى سكونها بعد يوم حافل بالمحبة لتبقى الشجرة قابعة عند باب موسى دون حركة تستقبل روادها من القادمين في هذا المساء. وعسكري الإمام ينتظر من يعطيه رشوة للدخول إلى المدينة بعد الغروب.  وينهض الناس بعد انحدار الشمس إلى الغرب . والفتاة تأخذ طحينها للرواح الى منزلها. وينفض زغط الحمير من تلك المشاجرة والمعارك التي لم تنته.  ويهدأ الناس ويغلق السوق أبوابه ليحل الظلام على مدينة ذي عدينة مرة أخرى  ويغلق باب المدينة من جديد ليوم قادم.
ذي عدينة
قال له وهو يحدثه:  هذه هي المدينة القديمة التي تسمى ذي عدينة ومعالمها كثيرة وتحتوي على الأماكن الدينية والعلمية والثقافية والصناعية تملك من المقومات ماتفخر به تاريخياً والعمران يشهد لها بذلك حتى الآن .وأبناء المدينة القديمة ذي عدينة يفخرون به وخاصة زيهم الذي لايزال الى الآن. وثقافتهم ولهجتهم المميزة  لكن هناك أماكن في الخارج سأحدثك عنها هناك في الجهة الشرقية أماكن منها، العرضي وثعبات وصالة ووادي الضباب وعصيفرة وجبل صبر وغيرها  هي عبارة عن أماكن مرتفعة عن المدينة   و سهول وميدان يستعمل للاحتفالات فهو قريب من القصر الملكي كما كان يستعمل في إعدام الضباط الأحرار والمشائخ الذين يخرجون عن طوق الإمام. في هذا الميدان أعدم الثلايا وغيرهم من الأحرار في هذا الميدان. والميدان هو المتنفس الوحيد للاحتفالات وغيرها كما تقام به لعبة كرة القدم وهو قريب من المقام الشريف (والمتحف حالياً أو كلية الآداب) وكلية الآداب أنشئت بعد الوحدة. بعد تحويل المركز الحربي الى عدن وشعبة التجنيد الى مكان آخر ويتفرع منه بعض الأماكن طريق الى الجحملية بعد حرف اسمها الأصح الجهملية كما أن هناك طريقاً الى قصر صالة قصر الإمام ويوجد في العرضي فرن للكدم يصنع به خبز للجيش ولايزال على حاله .كما يوجد به حمام تركي يوقد بالحطب أو بروث البهائم .
حصن القاهرة  أو  تعز
هذا هو المعلم التاريخي لتعز حيث يعتبر حصن القاهرة الأعلى وهو عبارة عن مكان محصن به أماكن كثيرة ومنتزه كانت تستعمله الدولة الرسولية مقراً لحكمها واستعمله الإمام احمد سجن الأحرار،  حيث لا يوجد به سوى منفذ واحد للخروج وهناك فوق الحصن او القاهرة دار يسمى دار النصر والحصن هو مقر الدولة الرسولية وهو مقر حكمهم. حيث ترك ملوكها المدينة القديمة (ذي عدينة) وأنشأوا في المدينة معالم دينية واجتماعية،  دار للعبادة  مثل الجامع المظفر والمدرسة الاشرفية. والمدرسة المعتبية والمدرسة المجاهدية الرسولية وكثير من المدارس كما أقامت الدولة الرسولية  بتجديد سور دور عدينة في المدينة القديمة وجلب المياه إليها من الجبال المطلة عليها. وبعد انتهاء الدولة الرسولية جاءت بعدهم الدولة الطاهرية التي امتدت إلى نواحٍ كثيرة، امتدت إلى الكثير من أجزاء تعز  وربطت تعز بحصن الدعكر بمحافظة إب ثم مدينة زبيد في محافظة الحديدة. لكن بقيت تعز تفتخر بلونها التاريخي والديني رغم انقراض الدولة الظاهرية والرسولية . وبقيت الأماكن بأسمائها التي سميت بها وسمي الحصن بالقاهرة بعد قدوم الدولة الايوبية الى اليمن بعد مرورها بتعز وبقية تعز متمسكة باسمها وتعز تعتبر مركزاً سياحياً وتجارياً لاقترابها من مدينة المخاء ومدينة عدن باعتبارهما مدناً بحرية .ومرتبطة بطريقين سهلين هما البحران،  البحر العربي والبحر الأحمر هل عرفت الآن؟.

 مايسمّى مقام الإمام
المقام هو أقرب الى  الميدان – العرضي وكانت الدولة الرسولية قد وضعت به أماكن للنزهة حيث كان قريباً من ثعبات وبعد ذلك  وضع الإمام فيه سجناً للرهائن بعد بناء ملحق به يكون سجناً وقريباً منه للذين يأخذهم الإمام من المشايخ الذين يتمردون عليه وقد وصفه القاص المرحوم زيد دماج في كتابه الرهينة . والمقام كان يستقبل به المشايخ والأعيان . وبهذا المكان كانوا يمكثون أشهراً حتى يطلبهم الإمام  ومنهم من يفلح ومنهم من يخيب. وقد بنى الإمام جامعاً له قريباً من المقام ليصلي به الجمعة ولكن كان أكثر صلاة الجمعة في الجامع المظفر وللإمام جواسيس يأتون له بالأخبار التي تدور في الاسواق وكان المخبر يأتي بالاخبار بعد ان تصل إليه من زبانيته المقربين ليقولوا ان الامام معه جن حتى لايكذب المخبر.                              
الشبكة «والمدرسة»
قال له اليوم نحن في  الشبكة. قال هذه مدرسة نعم أعرف ذلك وكنت طالباً فيها قديماً وهي عبارة عن سجن ومدرسة في المدينه القديمة هيي معي لترى عن قرب سترى بأم عيناك. هذه هي المدرسة  التي تحولت الآن إلى مدرسة حقيقية.
أنشأ الإمام أحمد مدرسة لأبناء المدينة. مدينة عدينة  «المدينة القديمة» ليكون رديفاً للسجن الكبير الذي كان في القلعة والمقام والذي كان يحفظ به الرهائن . استطاع أن يضع بهذا السجن بعض الأشخاص الذين ليسوا متهمين بجرائم كبيرة وكان هذا السجن الذي يعتبر مدرسة مرتبطة بأقسام الشرطة والتي كانت بشكل بدائي. وبجانب السجن مدرسة تسمى مدرسة النجاح يدرس بها أولاد المدينة وكان مدير المدرسة يزج بالأولاد في هذه المدرسة الى الشبكة عند المشاغبة كما توجد بجانب المدرسة شجرة كبيرة فاردة ذراعيها للقادمين من البادية لبيع حاجاتهم من حطب وسمن وبيض وحبوب.
باب المداجر
في هذا اليوم حدثته نفسه لزيارة باب المداجر والذي هو في الجهة الجنوبية وزيارة بعض الأماكن الأثرية لم يترك صاحبه، قال له:  هناك في جانب هذا الباب المدرسة التي بناها شهاب الدين الرسولي فلم يجد شيئاً مما ذكره التاريخ. تخطى الى الخارج باب المداجر يوجد اسم الباب أما البناء فلم أجد له أثراً نظر الى أعلى كانت التبة المقابلة قائمة ليس بها شيء يذكر أنها تبة السراجية والمدينة هاجعة مفلسة من سكانها الأصليين فلقد رحلوا منها إلى الخارج أو أماكن أخرى. وذي عدينة هامدة من سكانها الأصليين. الاشرفية قائمة بشموخها الأزلي تنظر الى عهد الرسوليين لتذكر عهدهم الأزلي. ولقد بنيت في تعز بعض السماسر لتؤوي الناس القادمين من خارج المدينة وهي عبارة عن مقهى يبات به المسافرون مثل سمسرة ابن الأمير.
 الجندي القائم عند باب المداجر يعيد ذاكرته الى عهد بعيد يحمل في عنقه طوقاً من النحاس مكتوباً عليه عسكري نظامي تامل حال نفسه وراح يطوي سجل الماضي بكل مافيه. تسلق السور القديم وراح ينظر الى ذي عدينه النائمة في حضن جبل صبر. اخرج نهدة وسكت ,أريد ان أحدثكم عن اشياء قد تجهلونها. بعد مقتل الإمام يحيى في صنعاء تحرك ولي العهد إلى صنعاء لإخماد الثورة فلجأ إلى حجة ثم صنعاء. فأخمد الثورة وعاد الى تعز وذلك بعد ستة عشر يوماً حيث أعدم قائد الانقلاب في تعز وتوطد حكم أحمد في تعز.
 الأشرفية
اليوم قام بزيارة إلى جامع الأشرفية الذي أنشأه الاشرف اسماعيل بن عباس في السنة 800ه تعتبر بمثابة العرجون الشامخ للمدينة . تأمل ما فيها من تصدع في الداخل والخارج طاف فيها وصلى ركعتين واتجه الى الأسفل حيث القبور المبعثرة نظر إلى جدران المسجد كان متصدعاً ولم يعجبه منظرها. خرج وهو مطأطىء الرأس.
 قال له احد القائمين على شؤون المدرسة والجامع: انت لاتعرف الاشرفية. فتح له باباً في الأسفل رأى  أشياء لم يرها من قبل، إنها قبور تكاد تندثر، راح يتأملها يقرأ مافيها من سطور كانت القبور تعلواعن بعضها البعض، قال: هذه قبور ملوك وأمراء الدولة الرسولية، هذا قبر الاشرف الذي بنى هذا الصرح، وهذا قبر زوجته الاميرة المعتبية وهناك مدرسة باسمها شبيهة للاشرفي . نظر الى الداخل كانت القبور مبعثرة لايعرف من النائمون بها خرج يجر أذياله، يتخبط أين يطرح رجليه؟  في الداخل كان العمال يقومون بإعادة تلك الزخرفات التي محاها الزمن.                                     
الفريق الأجنبي يدرس تلك الزخارف ليعيدها الى زمانها الأول، مسح دمعة اخرى وهو يبكي تلك القبور والآثار، خرج الى صرح الاشرفية ليرى مسجد المعتبية، راح يحس تلك الآثار التي ستندثر دون ان يراها أحد . أخرج قلمه وبدأ يكتب بعض المعالم الدينية والتاريخية وجد أن هناك 27حياً من أحياء مدينة تعز قد انقرضت زمان الدولة الرسولية، أما القصور حدّث ولا حرج حوالي 20 قصراً من ثعبات جنوباً الى باب المداجر جنوباً تذكر مسجد النورية الذي لم يبق له أثر والموجود في باب المداجر الذي انشأه السلطان نور الدين عمر ابن رسول أما مسجد المظفر فقد بناه يوسف بن عمر بن رسول الملقب بالملك المظفر وهو مفخرة المدينة للمصلين الذين يصلون إليه من كل مكان لصلاة الجمعة.
 بائعة النرجس والفل  
 حطت حملها من على رأسها، افترشت الرصيف الترابي بلباسها الصبري المميز، القميص المزركش والسروال الفضي و المقرمة الهندية التي على رأسها يتدلى من خديها المشقر الطري من النرجس المخلوط بالفل، أكمام القميص مربوطة عند رقبتها راحت تشد سروالها لتظهر عضلات ساقيها، فتحت أجبها واستمرت بالبيع، راح يتأملها بقوامها تظهر نهديها وأقراص الذهب،  تأملها وأخذ نظرة الى مفاتنها والى منارتي الاشرفية. وحطت اختها تحمل البلس الصبري قال: جبل صبر عالي على المدينة يامن معه محبوب الله يعينه, قفز مسرعاً يأخذ غصناً من النرجس ليضعه في رأسه في مشدته الرشوانية. أكملت بيعها مع اختها قال : فراسكك واصبر حالي مايسبب ضرس, واتجهتا نحو الاسفل نظر إليهما وهما شامختان كشموخ مآدن الاشرفية. عبد الستار يفصح باسمه هذه المرة ويكتب مذكراته بقلم رصاص كما هي الآثار التي امتحت. استمر يكتب، يتأمل مابقي من المدينة (ذي عدينة) الفتاتان تنفظان ثوبهما، يظهر منها مفاتنهما وكان ذي عدينة عائدة من جديد, الشمس تتجه نحو الغروب. تأمل التباب والاماكن الاثرية وكل شيء قد تصدع، الشمس ترحل لتضع ظلالها المتبقية تحجبها بعض السحب والجبال والأبنية يقف عند جامع المظفر ينظر الى الخلف كان حصن تعز يفرد أجنحته يحجب ما تبقى من آثار وقصور ليسدل الليل رداءه ، يدخل الجامع يؤدي صلاة المغرب , يصدح المؤذن بصوته لأذن المغرب ويسدل الليل رداءه.
خرجا مسرعين بعد الصلاة ليعودا الى منازلهما يحملون هموم يومهم.....
يوم جديد مشرق
قرروا هذا اليوم اخذ جولة حرة للمدينة القديمة  ذي عدينه ابتداءً من حارة باب موسى وقبة عبد الهادي وباب موسى ظل يسأل من يجده أمامه عن الأماكن الأثرية ويضع لها رسماً بقلمه الرصاصي بدأ رسم معالم المدينة. وراح يسأل عن المعمرين في ذي عدينة. وممن وجدهم  الحاج سيف طربوش والحاج عبد الستار الأموي ونعمان الترب كان عبد الستار قد بلغ من العمر فوق المئة وسيف طربوش مئة وثلاثين. كانت صلاة الظهر قد دخل وقتها اصطحبهم الى أقرب جامع في المدينة القديمة. يكاد المسجد ان يندثر.
قال له عبد الستار هذا جامع الجمالية ويعد من المساجد الاثرية القديمة، جلس يحدثه عن تاريخ بعيد عن الدولة الرسولية والدولة الطاهرية التي تعاقبت على هذه المدينة، كان اذان الظهر قد ارتفع من أعلى مئذنة مسجد الجمالية.
قال له: ان السور الذي تشاهده الآن كان ملتصقاً بالمسجد لكن تعرية الزمن اخذت منه الكثير. وقد ينتهي هذا المسجد.. اذا لم يجد من يصلحه. أردف يقول: لقد تعاقبت على هذه المدينة دول كثيرة منها الدولة الرسولية والدولة الطاهرية والدولة الايوبية والعثمانيون وكل دولة لها باع، لكن الدولة الرسولية كان لها الباع الاكبر في النهضة العمرانية والدينية. واخذت الدولة الرسولية من معالم دينية وثقافية وتاريخية أبهرت العالم وما نشاهده الآن من مساجد وغيرها هو من تأسيس الدولة الرسولية سواءً في زبيد غرباً او في عدن جنوباً.
انقضت صلاة الظهر وراحوا عن مكان يبحثون عنه ليستريحوا. هبت الرياح وبدأ البرق والرعد لينعموا بمطر يغطي  ذي عدينة. كان الجو بارداً وربيع تعز قادماً.
قال عبد الستار: من جد وجد ومن زرع حصد  أسند رأسه الى جدار المسجد المتناثر وهو يتأمل الى المطر المتساقط على المدينة، قال سيف طربوش: لقد أوجز عبد الستار مانريده غداً نلتقي. انصرف الجميع . إلى  اللقاء غداً لاستكمل الحديث. رجع عبد الستار الى منزله واحمد طربوش ايضاً قال في نفسه: غداً سأقوم بتدوين جميع الاماكن الاثرية في هذه المدينة. باب موسى وقبة الحسينية  وغيرها.
الباب الكبير
هو شرق مدينة ذي عدينة وهو اكبر باب لمدينة تعز، اتفقا على ان يعطيانا نبذة عن الباب الكبير . قال احمد طربوش: إن هذا الباب بناه الأتراك على ما أظن منذ عهد بعيد لاتتذكرة وهذه البوابة كانت تغلق في المساء عندما يحل الظلام على المدينة كل الابواب تغلق هو وباب موسى في الجهة الشمالية من المدينة. اعترضه عبد الستار وقال: ان هذه الأبواب بنيت ايام المطهر شرف الدين انظر الى هذه الغرفة هي سكن لحماية المدينة من جنود جندرمه لحظة من فضلك، ماهو جندي الجندرمه؟ هم جنود يخدمون فترة وكما نسميهم الاحتياط وكان الإمام لديه جيش من البراني والدفاعي والنظامي وكان يضع جنوداً من النظامي مع الحراس في هذه الأبواب والحارسي الذي في الباب يحمل فوق عنقه طوقاً من نحاس يسمى النظامي، يلبس لباساً عادياً واي أناس يتشاجرون في السوق يفصل بينهم هنا كما يوجد سجن لتلك القضايا. علماً إنه لا توجد سيارت بل البهائم هي وسيلة المواصلات في تلك الفترة،
لم يتغير شيء من الباب الكبير. بدأ السير على الأقدام الى المدينة ذي عدينة. قال له عبد الستار: انظر الى هنا هذا باب آخر في المدينة يسمى باب المخلولة، لكنه صغير لا تمر به السيارات سابقاً الآن وسع الباب وأصبح يباع به الجبن البلدي والتمور وكان هذا الباب يستعمل للسيول القادمة من الجبل نحو عصيفرة. ساروا على الاقدام نحو الغرب، قال عبد الستار هذا سوق الاقمشة ينفذ الى باب موسى ومقابله سوق  الشنيني  توجد به انواع البهارات والحبوب ولايوجد سوق مثله  الشمس بدأت تأخذ مسارها نحو الغرب والسحب المتراكمة على جبل صبر تفرد أجنحتها ليوم قادم ممطر . خفت اقدامهم الى الكنان،  قال احمد طربوش: الكنان الكنان ويوم حافل بالمطر على ان يواصلوا رحلتهم في ذي عدينة غداً.
النهضة العلمية والثقافية
شهدت تعز في بداية  القرن العشرين نهضة علمية وثقافية. سنقوم اليوم  بزيارة بيت علي  الوزير الذي كان رمزاً للنهضة العلمية والثقافية ولقد كان شاعراً ومثقفاً في  تلك الفترة كان اهل المدينة يحترمونه ويجتمعون ويقولون الشعر والغناء  والأماكن العلمية والثقافية تشهد بذلك. وكان بعض الشعراء والأدباء يخرجون الى بعض اودية تعز ويتدارسون ويقولون الشعر ويمضغون القات الصبري،  هل عرفت الآن؟
 عاماً حامية وحاسمة  
بعد ان استطاب الامام احمد في تعز وأخذ زمام الحكم وخروج ابن الوزير من تعز عمل الامام احمد على  تغيير بعض الاشياء. سكت عبد الستار وكأنه يتذكر بعض الأماكن وهذه الحوادث.
قال له مقبل علي: شوقتنا صف لنا هذه الأحداث.
 قال: كانت تعز قد نهض مجدها اثناء الأمير علي الوزير الذي لم يحدث شيئاً في العادات والتقاليد ولكن احدث نهضة علمية وثقافية. قال: اسرد حكايتك؟ في الفترة مابين 1950 وصل التلفون ثم انشئت الكهرباء وتم حفر بير للمياه وبدأت الصحف تصدر منها صحيفة سبأ وصحيفة النصر  الإماميتان  حيث خلف الاتراك مطبعة لطبع الصحف كما خلف الاتراك مطبعة لصك العملة الفضية وأنشأ بعض المدارس حتى يمحو ماتركه ابن الوزير لتعز لكن هذه النهضة لم تدم فلقد بدأ الامام بالامساك بخيط المملكة فأحكم قبضته وبدأ بزج الاحرار في السجون وفر من فر ومنهم النعمان والزبيري وغيرهما الى عدن فأنشأوا هناك صحيفة معارضة هي صوت اليمن. سكت عبد الستار ووضع عمامته امامه وهو يتذكر الأحداث. كانت الشمس قد بدأت بالغروب والشفق الاحمر قد اختلط بشعاع الشمس الواهية وبرد تشرين بدأ يدخدخ النفوس. اوقف عبد الستار كلامه ورفع مشدته الى رأسه. وهو يقول: غداً سنواصل.
تمرفز مقبل علي ولم يعر احداً أي اهتمام وخرج.
 اليوم خميس سوق المدينة
هذا اليوم سيكون له طعم خاص فهو سوق المدينة لكل القادمين، الجولة ستكون طويلة فيه تشمل داخل المدينة وخارجها. فالمدينة تستقبل كل القادمين من الريف ومن الجبل، فتاة الجبل تحمل فواكه الصيف والقات الطري وأصحاب الريف يملأون المدينة بكل أصناف الريف من بيض وسمن وبهارات ومأكولات وأحطاب على رؤوسهم وعلى ظهر بهائمهم.
قال عبد الستار: من أين نبدأ؟ .قال احمد طربوش من نهاية البارحة قال عبد الستار : سنترك الموضوع الى جلسة مقيل. بدأت رحلتهم من الباب الشمالي . انه باب موسى. سمي هذا الباب باسم موسى الاشرف لكن الباب ليس باسمه ولقد بني بزمان المطهر ووسعه الاتراك. كانت البهائم جاثمة تحت شجرة التولق الكبيرة التي تضم كل القادمين من الارياف ليتم التوزيع الى داخل المدينة. قال له: هذه سائلة صينه المياه القادمة من الجبل  والمغربه تصب هنا لتذهب الى عصيفرة والوديان الاخرى عرّفه على كثير من الاماكن خارج المدينة منها مقبرة الاجيناد التي حرفت أخيراً الى اسم الاجينات تؤدي هذه الطريق الى وادي الضباب واودية اخرى  بدأت السحب تتجمع ليحل الخير على مدينة تعز. وبدأت السيارة تظهر تواكب العصر الجديد وتتدفق على المدينة من عدن سيارات كبيرة ومتوسطة تحمل معها انواع البضائع . بصوتها وآلة الصوت المميز.
 الصبرية تفترش الطريق
نظر الى الطريق الطويل المؤدي الى باب المداجر كانت نازلة بأجبها المليء بوريقات طرية التي قطفتها من تلك الاشجار العالية كانت تلبس لباسها الصبري. قال له: انظر الى الحيوية اليوم ياعبد الستار قاتنا عليك هذا اليوم وعند التبة العالية افترشت الطريق وانزلت مافي رأسها وربطت اكمام قميصها الى  الخلف وطرحت نفسها اخذت نفس آآآآآآآآآآآآآه وكأنها تشكو الزمن، فرح عبد الستار وراح يحك قفا رأسه،  نظر اليه احمد وأخرج ضحكة بالية وراح يجلس امامها لعله يجد ضالته اخذ يفتش ما أحضرته وقال: ياصبرية ياكحله  ابي ضربني من سبك لك رصاصه تقلبك .ضحك الجميع ، انصرفوا وتركوا الصبرية تفترش الارض تبيع ماتبقى معها من وريقات القات. خرجا من باب المداجر متجهين نحو السراجية. يبحثان عن شجرة تظلهما وجدا ضالتهما فلقد كان وادي الحقر ووادي المعسل ينتظرهم فهو  يحتوي على كثير من الاشجار حيث اخرج عبد الستار قلمه الرصاص وراح يتذكر أهم الاحياء والحارات في المدينة ويتذكر القصور وأماكن الملوك والامراء اخذ احمد طربوش رديفه وانتفض الجميع على ان يلتقوا صباحا حمل عبد الستار قلمه ووضعه في جيبه مع الورقة التي تحمل اسماء الأماكن لمدينة عدينة.
التقى الجميع  عند باب  موسى
عند شجرة التولق التي خارج باب موسى  جلسوا، اخرج عبد الستار ورقته وقلمه. وهو يسرد الأسماء والأماكن المنسية. واخرج مقبل علي آلة التصوير ليثبت بعض الأماكن التاريخية والدينية المتبقية.
قال: هناك اسماء واماكن لم نذكرها وقصور تناساها الزمن. تذكروا معي  في ورقتي سبعة وعشرون موضعاً في تعز وعشرون قصراً في تعز  اكثر هذه الاماكن قد انقرضت ولا نتذكرها حتى نحن كبيري السن. مثل الوسطة ذي عدينة  اسفل جبل السراجية وهي حارة المعتبية الآن وحارة الدهمه التي حول اسمها الى حارة الدمة في سكان  باب النصر والجهملية التي حول اسمها الى الجحملية وكثير من الاسماء والاجيناد التي حول اسمها الى الاجينات وكثير من الحارات  اما القصور حدث ولا حرج . مثل دار السرور اين هو الآن؟دار السلام و دار السعيدة والحبيل شرق  دار الإمارة في الحصن  وهناك اماكن كثيرة في صالة وثعبات وكانت اماكن تتخللها اشجار وفواكه وغيرها عطف ورقته وقال أين نبدأ اليوم؟ قالوا جميعاً نبدأ من السور.
سور .. ذي عدينة  
لاتستغربوا اذا قلت لكم موضوعاً ..هل تصدقونه!! ما اقول  لكم؟ ان سور تعز لم يبنيه الأتراك او الدولة الرسولية او الطاهرية فلقد تعرضت تعز لكثير من الغزوات ونهب أسواقها وكثير من دورها وهدمت بعض دار العبادة وسبيت النساء وبيعت في الأسواق ولذا فكر اهلها ومن له العقل والرأي على عمل شيء للمدينة. فلما دخل المطهر بن شرف الدين الى مدينة تعز دخلت المدينة عهدا ًجديداً ليس في وضعها الاجتماعي وانما في وضعها الحربي فبدأ المطهر في بناء سور للمدينة يرتبط بالحصن يكون اماناً للمدينة بالجهة الغربية والشمالية ويضع له منافذ يخرجون منها اهل المدينة فكان الباب الكبير شرقاً ومخلولتي شمالاً للسيول وباب المداجر للقادمين من الجبل وباب موسى وباب اخر كان صغيراً .وسع بعد قيام الثورة وبدأ العمل بهذا السور سنة 941 هجرية  ونتهى سنة 950هجرية وبهذا السور حفظت المدينة من الغزو وكان باب موسى صغيراً ملتوياً فوسع الباب والذي وسعه محمود باشا وظل كماهو الآن. توقف عبد الستار قليلاً وقال: هل تعرفون الغزاة الذين غزوا المدينة كثيرون لكنهم لم يفلحوا باقتحامها قال احمد الذي يفتح فاهه لأول مرة كنت اظن ان الاتراك هم الذين بنوا السور قال عبد الستار التاريخ يحفظ لهذا الرجل هذا العمل. في هذه الفترة بدأ سكان تعز بالخروج من سور المدينة رغم وجود الحيوانات المفترسة. فاتجهوا شمالاً نحو الضربة وآخرون شرقاً وتوسعت المدينة وتركت ذي عدينة. قال: هل تريدون تاريخاً آخر. سكت الجميع وهم مرجلون الى الباب الكبير. غداً سنكون في صالة سنكون ضيوفاً عند الشيخ راوح. احك لنا ماتريد !!! .
صالة
بدأ الكلام احمد طربوش، مكان جميل يشرف على اودية كثيرة شمالاً وادي صالة وأودية العدين والحوبان اما جنوباً فجبل العروس المنشق من صبر ثم وادي ثعبات والحصن اما شرقاً التعزية والحوبان ونجد ألصبري وأما غرباً فمدينة تعز  الوقت يمر من ذهب والشمس تعكس ظلالها والطيور تغرد والفلاحون يحرثون أرضهم. وبنت البادية تحمل فوق رأسها خبزاً تأكل الطير منه. يصل راوح ليخبرنا عن موعد صلاة الظهر ثم الغداء أدوا صلاة الظهر ثم اتجهوا الى دار راوح قال عبد الستار : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً . تناولوا غداءهم واتجهوا الى المقيل. شاهدوا بعد ذلك قصر صالة الذي بناه ولي العهد الإمام احمد في الاربعينيات وشاهدوا الأسد الذي في القصر وبعض الحيوانات بدأ الجو يعطي طراوته ومتمتعين برحلتهم، استأذنوا الشيخ راوح وانصرفوا.
قال لهم الشيخ راوح: لقد أعددت لكم مكاناً للمبيت لأن غداً ستكون في ضيافة الشيخ قاسم في ثعبات، هز أحمد طربوش رأسه بالموافقة واتجهوا الى المقيل والمبيت  والفرح بادٍ عليهم.
ثعبات .. والقصور الغائبة
صحى الجميع على أذان الفجر وكلهم نشاط يتطلعون الى رحلة جديدة، ادوا صلاة الفجر واتجهوا الى بلاد القصور الغائبة. كان الجو لطيفا تتخلله زقزقة العصافير بدأ الفجر يظهر والشمس المخباة تطلع متسللة من الجبال الشرقية . احمد طربوش يسرع بخطواته رغم كبر عمره المديد وكانه ابن العشرين . تقترب ثعبات منهم وشمس الضحى ترسل خيوطها الذهبية على سفوح الجبال المطلة وجبل العروس يحتضن منطقة ثعبات كطفل ولدته امه توا . كان الشيخ قاسم في انتظارهم . تعرف عليهم وقدم لهم الفطور من البن والتمر والخبز من الذرة قال احمد ياعبد الستار اخرج دفترك وقلمك قال لاداعي الشيخ قاسم دليلنا بعد ان تناولنا الفطور الجامد نبدأ رحلتنا قال الشيخ قاسم هنا كانت تعشعش قصور الدولة الرسولية والدولة الطاهرية بنوا بعض القصور وكانت متنفساً لهم وخاصة في فصل الصيف لمدينة تعز ولم تبق من هذه القصور سوى الاطلال وقد بنوا مكانها دوراً للمواطنين الذين نزحوا الى المنطقه ولم اتذكر سوى قصر المعقلي . جلسوا يتاملون المنطقة بجوها الساحر . تبدأ الشمس بالرحيل وهم لايحسون بها . جاء موعد طعام الغداء . كان المطر ينهال عليهم وهم يلتهمون طعامهم ,في عام 1036هـ رحلوا الاتراك من اليمن  وكان الرحيل الاول وظلت اليمن بالاخذ ورد حتى عام 1914م  اثناء الحرب العالمية الاولى عندما استقلت اليمن استقلالاً ذاتياً من العثمانيين. هذه معلومة حتى لاننسى التاريخ .وظل الشطر الجنوبي من الوطن محتلا بدأو يتخطون المسافة المتبقية إلى المدينة بيومهم الذي قضوه .
قال احمد طربوش صدقت يااخي وكنت اريد ان اتذكرك بتواريخ منها عام 936ه عندما حصل صراع بين الدولة الرسولية والطاهرية . وحصل الجوع والجدب في المدينة ومات كثير من سكانها من اطفال ونساء .
قال عبد الستار لاتذكرني لتلك الايام . هيا نرحل الى اماكن نمتع به حالنا.
وادي الضباب
وادي الضباب ماءك غزير سكاب نصفك سيول والباقي دمع الاحباب رحم الله الاستاذ عبدالله عبد الوهاب الذي عشق الضباب وكان الحب كله . وادي الضباب له سحر آخر من حيث المياه والجو الساحر تكثر به الاشجار العالية. حيث تزرع به شجرة البن والموز . ترى البلابل تصدح لكن هذا الوادي يفتقد الى مشروع سياحي يحيى ذلك الوادي وعندما تزور وادي الضباب تجد بائعة الجبن البلدي والخبز البلدي . انه وادي حيوي .
قال عبد الستار هذا الوادي يربط بنهر البركاني والحمام  ومنطقة المعافر بالحجرية وشجرة الغريب المشهورة بدبع  . جلسوا يتناولون الفطير المصنوعة من الذره الهندي او الشامي  (و الجبن الحالي ) الطري . هبت الامطار على الوادي لينهضوا للعودة  
سري تداخلت الأفكار لديه وهي لا تريد أن تنفك عن ملازمته. أفكاره تقوده إلى مكان يريح بها نفسه في هذه الساعة والناس في هذه الظهيرة ينظرون إلى أحوالهم التي يرثى لها .. تناول وجبة الغداء وقرر أخيراً زيارة المدينة القديمة بدأت الشمس تحجب ضوءها والناس لا هم لهم سوى مضغ القات وإلقاء بقاياء المخلفات الى الشارع  .. سيارات تمر من جانبه مسرعة.. والموتر سيكل يجرف ما يحصل من أمامه لا يهمه من القادم .. الناس بلهاء في هذه الساعة بعد مضغ القات المختلف أصنافه  .. بدأت الشمس بالاحتجاب من شدة الغبار الملتصق بها من شدة الحرارة وعدم هطول الأمطار .. الجبل المثقل بالغبار تراه هامداً من كثرة ما لصق به من أتربه، البائعون المتجولون يقطعون الطريق بعربياتهم اليدوية إلى باب المدينة الكبير  ، يحملون فاكهة الصيف العالقة بالغبار وقلة الماء ..انقطاع التيار الكهربائي زاد الطين بله .. وجبل ( صبر ) يشكو حاله من العطش المفرط المفرش بائع السفرجل  يصيح بكل صوته.. وأخر بلح اليمن .. وآخر تين شوكي أقترب من البائعين .. رمان يا عمو .. ( هذا الصيف قل امطاره ستنتهي الفواكه قبل وقتها) سكت وراح يواصل طريقه .. تين شوكي .. بلح .. قرر الدخول من الباب الكبير للمدينة إلى جوف المدينة المثقلة بالهموم وما تصدع منها .. موز .. اخترق الشارع يتأمل أوجه الناس البائسة.. إنه يعرفهم من زمن بعيد ..  الرياح تجرف ما تبقى من أكياس النايلون المتطايرة في السماء وعجاجة قادمة تخفي وراءها رائحة المطر القادم . هو لايريد إن يمضغ القات هذا اليوم .جولة حرة داخل المدينة التاريخية .
الشارع يطول أمامه .. الباصات مكتظة عند الباب الكبير. هكذا يسمونه العكبار  . يعرفه كل الناس .. الهيس والعكبار . عرضي مدينة صالة الجبل.. كل لون له اتجاه  من كثرة البائعين المتجولين صدر الشارع لا يتسع لأحد  أخذ يمشي بصعوبة جمة اخترق الجموع عند الباب الكبير ..
إلى أين أنت ذاهب يا حاج .. لم يرد بكلمة واحدة .. أخذ اتجاهاً نحو المعالم الحضارية القديمة اركب رقم واحد بلون ..... غاب عنه الصوت .. يريد زيارة المعالم القديمة في المدينة «لا تسمع الداعي من المجيب» رصيف الشارع ملي بالبائعين بدأت رائحة المدينة تظهرله .
الأشرفية «المعتبية» عبدا لهادي ..جامع الملك المظفر وغيرها .. من معالم الدولة الرسولية .
لابد من زيارة قلعة القاهرة قلعة الرسوليين والايوبيين  يوم آخرالمسافة بعيدة السير على الاقدام  . لقد عمل حسابه لزيارة القلعة .
نظر إلى المدينة القديمة قال في نفسه أين الدولة الرسولية ؟ .. أين المدينة ؟ تأمل الزمن الماضي وراح يقطف ثمار الحاضر الدخول هنا بالأقدام . تابع خطاه وتجول قليلا  قال لابدأ من زيارة المعالم الحضارية القديمة .. قدماه تأخذه  بداءً من باب المدينة يتحسس الناس القادمين بائع الجبن وبائع التمر .. لا يفترقان .. هذا باب المخلولة لقد تهدم هو أيضاً  .. أصبح ممراً للناس .. هو يعرف بباب البخلولة  وهو معلم من معالم المدينة تماماً .. هنا بائعة الخبز والملوج والكدم بدأت الشمس تأخذ مسارها إلى الغروب .. والجبل لا زال يحمل في طياته الجاثم على صدره المتخم بالهموم ذرات الغبار في هذا الصيف القارض حجبت منظر المدينة  .. لا يستطيع الناس النظر إلى المدينة القديمة كانت يتيمة .. متصدعة فلقد رحل أكثر سكانها ، إما إلى العالم الآخر وأما إلى خارج المدينة  .
قال في نفسه : مسكينة أنت ( يا ذو عدينة )اسم لمدينة تعز قديما _ وضع لنفسه خطة لزيارة بعض المعالم القديمة  .. مدرسة المعتبيه والأشر فيه .. وادي المحبة .. المظفر.. وغيرها من المعالم القديمة التي تجعله يحس بالماضي.
بدأ الخطى .. كانت الشمس قد أخذت بالغروب تركته يهيم ليكمل جولته .
بدأ السواح يتأملون المدينة .. يأخذون صور تذكارية لمعالمها .. مد رجليه ليرى معالم الدولة الرسولية .. هذه هي الأِشرفية ..  عالم آخر .. وفن زاخر من الجمال .. إنه مدرسة ومسجد . دخل المسجد .. أدى ركعتين شكراً لله .. صحبه مقيم المسجد .. تعال انظر إلى هذا.
.. فتح له باب إلى أسفل المسجد تدفق السواح يأخذون الصور للقبور القديمة التي ظلت هاجعة  يتأمل الزمن الماضي تحكي حروف التاريخ القديم «لتقول هل من مصير لهذه المدينة» . قال له هذا هو قبر الأشراف ألرسولي  .هذا الصرح شامخاً وهذه زوجته قال: ومن هي ؟
قال : المعتبيه . لا زال جو المدينة مشحوناً بالأتربة والغبار أسرار كثيرة قالها له .. تأمل القبور  وخرج مسرعاً. بعد ان تامل قلعة القاهرة
( كانت القاهرة بقلعتها تحكي حصار من زمن بعيد ) نزل وهو يحمل نفسه على قدميه كإنسان مكبل بالحديد معلناً أن المدينة لا زالت يتيمة (تحتاج إلى من يصونها رن جرس التلفون  في جيبه وهو يتراجع الى الخلف  .. كان التلفون صامتاً كما هي القبور  .. قال له هل تحفظ السر .. قال من أنت؟  نعم أحفظ السر..  ما هو السر؟ سكت في نفسه وأخذ يقلب الماضي قال له السر .. رفع رأسه شامخاً ونظر إلى المدينة وهي راقدة في حضن الجبل كطفل في حضن أمه .. تراجع قليلاً إلى الخلف .. نظر كل شيء وشاهد الأشرفية بقببها التي نفخر بها الدولة الرسولية .. قال هل تحفظ السر .. قال نعم .. قال : سري للغاية قال : وما هو .. قال : هل بجانبك أحد .. قال: سواح  يتأملون تلك العظمة ويأخذون صوراً تذكارية .. تراجع عن إعطائه السر ..
قال : وما هو أمامك الآن .. قال: قلعة القاهرة .. وشمالك .. قال: مسجد الأشرفية .. وعن يمينك قال: المدرسة المعتبيه توقف قليلا   ( المعتبية  ؟؟؟)  أنت لاتعرف إلا القليل.
قال : وماهو السر صمت قليلا .. ومن خلفك قال : جامع الملك المظفر .. سكت وهمس في أذنيه : هل تعرف باب المداجر وهل تعرف ؟ .. وهل ؟ .. هل تعرف جبل السراجية ؟ ووادي المحبة وهل تعرف الساقية التي يمر منها الماء إلى ( ذي عدينه ؟) والماء العذب    قال : ومن ذي عدينه ؟ ذي عدينة هي المدينة القديمة (سكت) همس في أذنيه مرة ثانية بكلام جعله يعيد حساباته من جديد .. راح يهرول نحو المدينة القديمة ( ذي عدينه ) بعد ان تغيرت معالمها الاثرية   قال له :  سري للغاية .. هل فهمت  تأمل قليلا كان سور المدينة قد انتهى . بدأ الخبراء في فك رموز النقوش في هذه المدرسة الأثرية وغيرها من العوالم التاريخية والدينية . علما ان تعز تعرت لكوارث طبيعية وحروب من العوامل الطبيعية خسوف الشمس وكسوف القمر وحروب انصبت عليها من الدول المتعاقبة عليها وهناك سر اخر قال ماهو ؟ قال الم تعلم ا ن اول سيارة دخلت تعز هو عام 1926 م وهذا سر آخر احمله لك احفظ التواريخ وهذه السيارة حملت على ظهر بغال وتم تركيبها في تعز . ظهرت السيارة والناس مبهورون بها في حينه .
الحرب الضروس .
نعرضت تعز الى حرب ضروس وذلك لتعنت الإمام يحيى من عدم تسليم الامام لمنطقة الضالع حيث تم التنازع عليها من قبل الامام يحيى والاستعمار .
قال مقبل علي عم احمد احكي لنا هذه الحادثة؟
قال : احمد طربوش حكايه مرت لاتصدعوا راسي.
قال مقبل علي .. احكي لنا هذه الحرب .
قال : بعد صلح دعان سنة 1911 م بين الاتراك والإمام يحيى . بخروج الاتراك من اليمن بقى هناك حامية في تعز ولم يكن الانجليز قد فرض الحدود . اضطر الإمام بضم الضالع الى مملكته وقع في هذه المنطقة مناوشة في منطقة قعطبة التي كانت جزءاً من الضالع . رفض الإمام ذلك مما اطر الانجليز الى ضرب تعز بالطائرات وراح من جراء هذا الضرب خلق كثير وخاصة في نقيل الحقر . الاان الامام اضطر لتسليم الضالع وتم رسم الحدود لكن تعز لم تسكت على ذلك وتم احتلال لحج من قبل الامام.
قال مقبل علي هذه حادثه لاتنسى ابداً .
قال عبد الستار اقروا التاريخ ترون العجب عن تعز .
النزوح الجماعي
بعد كل ماحصل لتعز من غزوات وكوارث وانشقاقات وبقيت ذي عدينه تذوق الامرين سبب تقص المياه وتفرق اهلها لغزوات من الدول المتعاقبة.
بدأ أهالي المدينة القديمة للنزوح الى خارج المدينة فاستوطنوا اماكن كثيرة من خارج باب موسى منها الحصب وضربة علي والمصلى الشرقية والغربية وجبل هزيم هذا من الشمال والغرب اما من الجنوب فقد نزحوا الى منطقة الضبوعة والجبال المطلة الى عصيفرة نحو العدين واصبحت المدينة القديمة شبه خاوية , واقبل الوافدون من الريف يعمرون لهم مساكن خارج المدينة توسع العمران وشقت الطرقات وأصبحت ذي عدينة يتيمة إلا من سكانها الاصليين كان هذا التوسع العمراني تنفس للمدينة القديمة . وسميت حارات جديدة . وبدأت السيارات تصل من الجنوب المحتل رينا السيارات الدش الكبيرة والعنتر ناش وطلعت بعض الكلمات الافرنجية من الجنوب ولكن محرفة مثل جرشبل ودريول وغيرها الذي اوصلها العمال من عدن . وكانت في هذه الفترة قد ظهر التلغراف ( وما يسمى المرسس ).
سحب البساط من تحت الإمام احمد
اليوم المقيل سيكون عند القاضي المجاهد وسنتحدث كثيرا وافق الجميع على هذا الاقتراح . في المقيل قال عبد الستار بعد ان استأذن القاضي المجاهد   سنكمل حديثنا ونعود قليلا الى الورى قال عبد الستار اذا كان هناك اخطاء راجعتني يا  قاضي علي  هز القاضي راسه واعطاه الاذن . بدأ عبد الستار حديثه . بعد اغتيال الإمام يحيى في صنعاء والقضاء على ثورة 48م توج احمد اماما واتخذ تعز مقراً دائماً له وبدأ في زج الاحرار في السجون وفي عام 55م كانت هناك  محاولة الانقلاب على الإمام احمد وهو الانقلاب الذي قام به الثلايا في تعز واعدم قادة الانقلاب ومن بينهم الثلايا وبعد ذلك عمل على البحث عن الاحرار . اخرج ورقة وراح يتذكر الاحداث.. المحاولة الثانية في فبراير لعام 61م في الحديدة قام به العلفي والهندوانة  واللقية لكن الإمام ظل مثخنا بالجراح حتى 18 سبتمبر لعام 62 توفى الامام وتولى ابنه البدر الحكم لكن لم يدم كثيرا .انتفض الاحرار وقامت ثورة 26سبتمبر.
 قال عبد الستار نعود قليلاً الى الوراء . بعد الاصلاحات التي وضعها الإمام  في تعز .
بدأ المغترب يعود الى وطنه يعمر وشق الطرقات  ويبني له حياة جديدة لكن الإمام ظل مسيطراً على حكم البلاد مماجعل البلاد تغرق في ظلام دامس . وعاد المواطن من حيث أتى عاد أكثرهم الى الحجاز وعدن .                     
 قال عبد الستار . شعبنا ظلم , فبدأ الاحرار بالتحرك من جديد وهرب من هرب من المثقفين وانعدم التعليم  وكانت في تعز مدرسة واحدة هي المدرسة الاحمدية في حارة الجزارين  ومدرسة اخرى هي النجاح عبارة سجن في المدينة . وبداء سحب البساط من تحت اقدام الإمام بالمحاولة الاخيرة فضحى الشعب بخير رجاله وشبابه .سكت عبد الستار ونفض المقيل . بعد ان ارتاح مقبل علي من كلام عبد الستار قال القاضي علي المجاهد لقد اجدت يامعمر تعز .
اضراب الطلاب في تعز
اضرب الطلاب في تعز . وكانت بداية الثورة الحقيقية في تعز .
قال عبد الستار بعد عودة الامام احمد من روما مثخن بجراحه من محاولة الاغتيال التي قام بها االعلفي  والهند وانه في الحديدة  . اضرب الطلاب في تعز  وذلك في نهاية 1961م اغلقت المدرسة وضرب الطلاب من قبل عسكر الإمام وهرب الطلاب الى ضربة علي وجلست مغلقة  حتى قيام الثورة عام 1962م . وقامت الثورة توافد الناس من كل صوب وحدب للدفاع عن الثورة وكان الشباب بمثابة الدرع الواقي للثورة المباركة . وبنت الفنادق والحدائق وشقت الطرقات وقدمت السيارات الكبيرة والصغيرة تحمل الشباب بحراً وبراً وتحمل الخيرات .
 ثورة26 من سبتمبر
قامت الثورة يوم  الخميس 26من سبتمبر  وانخرط الشباب في سلك الجندية للدفاع عن الثورة كان الشباب يصلون الى تعز من الشطر الجنوبي من الوطن حاملين رؤوسهم على اكفهم. ولاقت الثورة والجمهورية مالاقت من الإجهاض من قبل اعداء الوطن لكن عجلة التاريخ لم تتوقف يدا تبني ويدا تحمل السلاح . قال مقبل علي انا كنت من بين الذين التحقوا بالحرس الوطني في حينه . حملت السلاح وتدربت عليه .
المدارس تفتح ابوابها
بعد قيام الثورة فتحت المدارس ابوابها وتجند الشباب والتحقوا بالحرس  الوطني وبالألوية المقاتلة للدفاع عن الثورة حيث تكالب الاعداء على الثورة . لكن الجمهوريه صمدت ضد الاعداء وضحى الشباب بروحه  حيث شيد المصانع وشق الطرقات وبدأ تحرير الجنوب المحتل حيث قامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني ورحيله عام 67.م
فتحت مدرسة الاسلحة وفتحت الكلية الحربية وكلية الشرطة وتخرج الطيارون وكونت الألوية القتالية التي تدربت في مصر للدفاع عن الثورة .
هائل سعيد في تعز
بداء الحاج هائل سعيد بانشاء مكاتب له للتجارة. فكان ابنه احمد رأس حربه . فتح له مقرات للتجارة .ثم حول التجارة الى مصانع . فأنشأ مصنع البسكويت في الحوبان وتزايدت المصانع وكانت تعز منبراً للصناعة ثم تبعه الاصنج ثم مجموعة الشيباني وكانت تعز قلعة للصناعة ياتي هذا من عام 67م وحتى الثمانينات . أنشئت بعد ذلك الاذاعة ودخل التلفون  . قال احمد طربوش لقد امتد بي العمر ورأيت مارأيت  فكانت اذاعة تعز منبراً للعلماء والمثقفين والفنانين . وجاء مطار تعز في الجند ليستقبل الطائرات ووصلت السيارات الضخمة تحمل البضائع ونهضت نعز وتوسعت الى مشارف القاعدة وحذران . ثم جاء الاستقلال وطرد الاستعمار من جنوب اليمن المحتل . يومها هتفت الجماهير في  الشمال والجنوب عاشت اليمن .
قال عبد الستار . اليوم الواحد يموت قرين العين بعد ان توحدت اليمن . اتكى احمد على حجر وهو يشم رائحة النرجس من على خد الصبرية الجاثمة امامه . واخذ حفنة من التراب ووضعها في جيبه . ولاتعرف المجموعة لماذا هذه الحفنة من التراب  ضحك الجميع على عبد الستار .
ركب عبد الستار سيارة فاخرة يرافقة احمد طربوش ومقبل علي وآخرون متجهين الى عدن ثغر اليمن الباسل كان الطريق امامهم سهلا ميسرا ومقبل علي يصف لهم الطريق والاماكن وفي الشريجه اخرج  عبد الستار التراب الذي في جيبه ورش منه عند الحدود وفي كرش عمل كذلك وسكت . قال لهم مقبل علي هذه هي الحدود .كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يصف لهم الأماكن , هذه عدن هذا الشيخ عثمان وهذا الجسر وهذه المنطقة الحرة وهذا البحر وهذه الصهاريج التي كانت مهراً للسيدة بنت احمد الصليحي . وهذه قلعة صيرة لم يتركوا مكاناً الازاروه  عاد الجميع الى تعز بعد رحلة جميلة ممتعة . قالوا جميعا ... تعز علينا تعز.
حبنا للحالمة.. تعز
تجمع الجميع وهم يلبسون أزهى الملابس التعزية مع أولادهم  ونسائهم وصلوا صلاة الجمعة في جامع الجند التاريخي . شهدوا ذلك الزمن الماضي  وتذكروا الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه  الذي اسس اول مسجد في الاسلام في اليمن في السنة التاسعة من الهجرة لتضل اليمن موحدا وتعز رمز التضحية . هل تريدون شيئاً ياأحبابي فالزمن قد قطع مني الكثير وعشت زماناً افخر به لكم مني التحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق