Powered By Blogger

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

محافظة تعز ثالث أهم محافظات الجمهورية اليمنية وعاصمتها الثقافية .


تقع في الجزء الجنوبي الغربي للجمهورية جنوب العاصمة صنعاء 

وتبعد عنها 256 كم بين خطي عرض 14 - 12 شمال خط الاستواء وخطي طول 45 - 43 وتتميز بموقعها المتوسط وتربتها الخصبة ومناظرها 

الطبيعية الباهرة .

أصغرها مساحة مشرعة وحدنان

محافظة تعز يحدها من الشمال محافظة إب وجزء من الحديدة ومن الجنوب لحج ومن الشرق محافظة الضالع وجزء من محافظة لحج أما من الغرب 

فهي تطل على البحر الأحمر وتبلغ مساحتها 96318كيلو متراً مربعاً وتمثل نسبة 1.87 % من مساحة الجمهورية اليمنية وتشمل 23 مديرية 

و234 عزلة و2200 قرية و14000محلة و39 دائرة نيابية و488 دائرة محلية وأكبر المديريات مساحة المخاء وأصغرها مشرعة وحدنان ويبلغ 

عدد سكانها 2.393.404 نسمات بمعدل نمو 2.47 % سنويا ويمثل سكان المحافظة ما نسبته 12.2 % من إجمالي السكان على مستوى الجمهورية 

وفقا لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م ويمثل سكان الريف 82 % وسكان الحضر 18 % من سكان المحافظة الذين 

يعملون في الزراعة والتجارة والصناعة والصيد وفي الأعمال الإدارية الحكومية أما أكبر المديريات من حيث عدد السكان فهي مديرية 

التعزية حيث يبلغ عدد سكانها (198169) نسمة بكثافة قدرها 341 كيلو متراً مربعاً وأصغرها مديرية باب المندب ويبلغ عدد سكانها 

18115نسمة بكثافة قدرها 12كيلو متراً مربعاً .
مقسمة المدينة إلى ثلاث مديريات

عاصمة المحافظة مدينة تعز ومركزها التجاري والثقافي وتقدر مساحتها بحوالي 45 كيلو متراً مربعاً وعدد سكانها يصل إلى 472.777 نسمة 

يمثلون نسبة 21 % من سكان المحافظة ووفقا للتقسيم الإداري، وهي مقسمة إلى ثلاث مديريات هي المظفر والقاهرة وصالة .

مناخ متنوع

تمتاز محافظة تعز بالمناخ المتنوع باختلاف تضاريسها ففي الأجزاء الجبلية والمرتفعات يسودها مناخ بارد شتاء معتدل صيفا أما الأجزاء 

المنخفضة فمناخها معتدل في الشتاء ودافئ الى حار نسبيا في فصل الصيف ، والأجزاء الغربية للمحافظة فمناخها ساحلي صحراوي دافئ 

شتاء، حار صيفا ومتوسط درجة الحرارة في المحافظة يصل إلى 21 درجة مئوية .

وتنقسم تضاريس المحافظة إلى ثلاثة أقسام فهناك سلسلة كبيرة من المرتفعات الجبلية التي تتخللها العديد من الوديان والسهول 

والقيعان ، إضافة إلى مساحات شاسعة في الشريط الساحلي المطل على البحر الأحمر وتحتوي محافظة تعز على العديد من المرتفعات الجبلية 

يتراوح علوها بين 1000 - 3200 متر على مستوى سطح البحر ومن أهم وأشهر هذه المرتفعات جبل صبر وهو جبل هرمي جراتيني من العصر 

الثلاثي يقع جنوب المدينة وهو ثاني أعلى الجبال ارتفاعا في اليمن إذ يبلغ ارتفاعه نحو (3200) متر وفي بعض المصادر 3070 متراً عن 

مستوى سطح البحر ويرتفع عن المدينة بحوالي 1500متر ويدخل جبل صبر ضمن المناطق الجنوبية من اعلى قمة فيه وهي قمة جبل العروس التي 

فيها حصن العروس وتكثر في جبل صبر العيون والينابيع وهو شديد الخصوبة ويجود باصناف الثمار.

أما جبل حبشي فهو جبل مستقيم يقع في الناحية الغربية لجبل صبر ويفصل بينهما وادي الضباب وقد عرف جبل حبشي قديما باسم جبل ذخر، 

وجبل سامع وهو جبل هرمي يقع جنوب جبل صبر، وجبل قدس منيف وهو جبل هرمي يقع جنوب سامع وهناك سلسلة من المرتفعات الجبلية وتقع هذه 

السلسلة في الجهة الجنوبية لمحافظة تعز وتطل على أراضي محافظة لحج ويتراوح ارتفاعها بين 2000 - 3000 متر عن مستوى سطح البحر.
أما جبل الصلو فيقع جنوب شرق مدينة تعز وفيه حصن وقلعة الدملؤة الشهيرة وجبال الوازعية التي تقع في الجهة الغربية من محافظة تعز 

وترتفع حوالي 1000 - 1500متر عن مستوى سطح البحر وجبال شرعب وجبل مقبنة تقع في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة تعز وترتفع 

بحوالي 2000متر عن مستوى سطح البحر .

الأودية

وتعز يوجد فيها العديد من الأودية الزراعية ومن أشهرها وادي نخلة في مديرية شرعب السلام ووادي الزارعي ووادي رسيان ووادي البرح في 

مديرية مقبنة ووادي موزع في مديرية موزع ووادي ورزان في مديرية دمنة خدير ووادي الضباب يفصل بين جبل حبشي وجبل صبر ووادي 

البركاني في المعافر ووادي صافية دبع في الشماتين ووادي الغيل في الوازعية وشواطئ تعز تمتد على شريط ساحلي من باب المندب جنوبا 

حتى شواطئ الملك والزهاري شمالا .

وتعز تسجل تاريخيا عبر مراحل مختلفة ازدهار عدد من المدن التي يرجع بعضها الى فترات التاريخ اليمني القديم ووردت مدينة تعز 

كاقدم مدينة تليها مدينة جبا وورد ذكرهما في النقوش المسندبة اليمنية القديمة فهناك العديد من الشواهد الأثرية والنقشية التي تدل 

على ان المدينة استيطان حضري تعود جذوره الى ما قبل الميلاد.

تعز الحضارة

ومن النقوش نقش قتباني يعود الى القرن الثاني قبل الميلاد إضافة الى العديد من الآثار والبقايا القديمة المكتشفة في حصن «القدم» 

الموجود في المدينة .

اما مدينة «جبا» فهي مدينة أثرية قديمة تقع غرب جبل صبر وبالتحديد في مديرية المسراخ فقد ورد ذكرها في النقوش القديمة باسم جبا 

وهي إحدى الممالك اليمنية التي ظهرت على مسرح التاريخ القديم ، واشتهرت قديما بالتجارة والصناعة ووصفها الهمداني في كتابه «صفة 

جزيرة العرب» بانها كورة المعافر في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر « جبل حبشي » وطريقها في وادي الضباب وتنبا سعة وهي دلال الكرندى 

من بني تمامة إلى حمير الأصغر .

ومع ظهور الدول الإسلامية المستقلة في اليمن عن مركز الخلافة العباسية بدأت مدينة تعز تأخذ دورها في النهوض كمدينة مهمة عند السفح 

الشمالي لجبل صبر حيث جاء الايوبيون الى اليمن خلال الفترة من 626-569 هجرية 1173 - 1229م ومن بعدهم الدولة الرسولية في عام 653هـ 

وقد شهدت المدينة خلال فترة حكم الدولة الرسولية نهوضا حضاريا كبيرا وتطورا إداريا وانتشرت الثقافة وبنيت المدارس وشيدت الحصون 

والقلاع والأسوار ولقصور .

وقد ظهرت مدينة تعز بهذا الاسم بحسب المصادر التاريخية في أواخر القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي وبالتحديد مع وصول توران 

شاه الايوبي الى اليمن 569هـ الا ان مدينة تعز كانت موجودة قبل ذلك بدليل ان توران شاه رتب فيها اميرا بنوبة كما صنع في مدنيتي 

زبيد وعدن وان اخاه سيف الدولة «طعتكين بن ايوب» أعاد بناء حصنها فقد ذكر كتاب «مرآة المعتبر في فضل جبل صبر» ان تعز هي القلعة 

الحمراء التي هي اليوم تسمى «القاهرة» واما ما تسمى اليوم بمدينة تعز التي يضمها السور فيها جامع المظفر فكانت تسمى عدنية .

(23) مديرية

وتنقسم محافظة تعز إداريا إلى ثلاثة وعشرين مديرية هي مديرية المظفر والقاهرة وصالة والتعزية والشماتين والصلو والمخاء والمسراخ 

والمعافر والمواسط والوازعية وجبل حبشي وحيفان ودمنة خدير والمندب وسامع وشرعب السلام والرونة وصبر الموادم وماوية ومشرعة وحدنان 

ومقبنة وموزع .

وتتسم محافظة تعز بالعديد من المقومات السياحية وهو ما يؤهلها لأن تحتل مكانة متميزة ضمن محافظات الجمهورية فتمتلك مناظر طبيعية 

جميلة ومناخاً لطيفاً معتدلا وودياناً وجبالا وسهولا خضراء وتنوعا بيئيا نباتيا .

كما يوجد في المحافظة عدد كبير من الآثار التاريخية ذات الطابع العمراني المتميز كالقلاع والحصون والمباني الأثرية إضافة الى توفر 

الأضرحة والمساجد والمدارس الإسلامية المناسبة من أجل سياحة دينية مزدهرة كما تعيش محافظة تعز تطورا اقتصاديا وتجاريا وعمرانيا 

حديثا وتتوافر فيها مقومات حديثة لازدهار الحركة السياحية وتعمل على جذب السياح فهناك العديد من الفنادق السياحية المصنفة 

المؤهلة لاستقبال المجاميع السياحية التي تقدم خدمات حضارية متميزة لنزلائها إضافة إلى وكالات السفريات والسياحة المنتشرة في 

المدينة وشبكة من وسائل المواصلات تغطي كافة أحياء المدينة مع بعضها وتربط المدينة بكافة المحافظات الأخرى وكذا معارض بيع التحف 

والهدايا والمصنوعات الحرفية والأزياء الشعبية والمتنزهات والمطاعم السياحية المصنفة والأسواق الشعبية وتقنية الاتصالات الحديثة.

مقومات السياحة العلمية

كما تمتلك مقومات السياحة العلمية والثقافية وسياحة المؤتمرات فتعز المعروف عنها بكونها العاصمة الثقافية لليمن تشهد طوال العام 

حركة ثقافية وعلمية وتنوعا في فعالياتها وأنشطتها الثقافية كما أنها تمتلك مؤسسات ثقافية مهيأة بأحدث الوسائل والتجهيزات الفنية 

وهو ما يؤهلها لاستقطاب الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية الكبرى ولعل أهمها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة .

والصناعات الحرفية واليدوية تعتبر من أهم عناصر الجذب السياحي في المحافظة إذ تنتشر فيها العديد من هذه الصناعات التقليدية 

المتوارثة منذ القدم ومنها «صناعة الحلي والمجوهرات والفضة التقليدية والمنسوجات اليدوية والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية 

والحجرية وصناعة الحصير من أشجار النخيل ».

وتتمتع محافظة تعز بثروة كبيرة من الفنون الشعبية التي يتخذها المواطنون وسائل معبرة عن حياتهم ومعيشتهم وأفراحهم وأحزانهم 

وطموحاتهم وأحلامهم وفي مناسبتهم وتتنوع بتنوع وتعدد المناطق والمديريات ولكل مديرية طابعها الخاص بها رقصات وأغاني وألعاباً 

وأزياء شعبية .

الأسواق الشعبية

وتتميز تعز بالعديد من الأسواق الشعبية التي تقام أسبوعيا في عدد من مناطق المحافظة وتلبي احتياجات المواطنين من البضائع 

والمشتريات وتمثل هذه الأسواق كرنفالات أسبوعية تعكس نمط الحياة السائد فيها وتعتبر احد عوامل الجذب السياحي في المحافظة ومن أهم 

الأسواق : سوق الشنيني يقام في تعز يومي الأحد والخميس من كل أسبوع ويقع على الطريق التي تربط بوابتي المدينة القديمة وباب موسى 

(الباب الكبير) وهذا السوق يحتوي على المنسوجات والأقمشة المستوردة والمجوهرات الفضية والجنابي والخناجر والسيوف والأواني 

الفخارية والبهارات والعطور، وسوق الضباب يقام يوم الأحد من كل أسبوع على ضفاف وادي الضباب جنوب مدينة تعز وعلى بعد كيلو مترات 

قليلة منها ويحتوي هذا السوق على مجموعة من المنتجات المحلية وسوق للماشية بكافة أنواعها .

وكذا سوق النشمة في مديرية المواسط يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وسوق دمنة خدير يقام في مديرية دمنة خدير يومي الثلاثاء 

والاربعاء من كل أسبوع وسوق الاربعاء في مدينة التربة ويقام يوم الاربعاء من كل أسبوع في هذه المدينة وسوق الخلة يقام في مديرية 

حيفان يوم السبت من كل أسبوع وسوق موزع يقام في مديرية موزع يوم الأحد من كل أسبوع وسوق هجدة في الثلاثاء من كل اسبوع وسوق ماوية 

يوم الاحد من كل اسبوع وسوق المسراخ يوم الخميس من كل اسبوع وسوق يفرس في جبل حبشي يقام يوم الجمعة من كل أسبوع وسوق البرح يقام 

في مديرية مقبنة يوم الخميس من كل أسبوع وللتسوق والتجوال في أسواق وشوارع المدينة متعة خاصة حيث تجد نماذج من جميع المنتجات 

الزراعية من الخضار والفواكة الطازجة معروضة في الأسواق ومثلها المصنوعات الحرفية والتقليدية الموجودة في أسواق خاصة بها مثل 

الشنيني والمركزي والجملة.

ففي الأسواق الشعبية بتعز تكتشف أصالة النكهة التعزية المنبعثة من روائح الأكلات الشعبية وأنواع الملابس التقليدية والحان الأهازيج 

الريفية فهناك عند مدخل السوق القديم تصطف الفتيات على كراسي صغيرة من الخشب وأمامهن أطباق من جريد النخيل ممتلئة بأنواع من 

الخبز واللحوح والملوج والفطير الكنافة وفي وسط السوق تنتشر العربات اليدوية التي تبيع أنواعا من الحلوى مثل البسبوسة البقلاوة 

والرواني والكفتة وأخرى تبيع المشروبات اللذيذة كالشعير والزبيب المنقع والكركدية والليمون وغيرها.

أما محلات الأزياء الشعبية فتشبه الى حد كبير الملابس الساحلية الإزار المقطب (المعوز) والفوطة والقميص وفي العادة يكون بأكمام 

نصفية والغترة التي توضع عادة على الاكتاف بدلاً من الرأس أما ازياء النساء فلها طابعها الأصيل الجميل وتبدأ من الأعلى مقارم طويلة 

يلف نصفها الرأس والنصف الآخر يغطي الصدر ثم الثوب (الزنة) وتكون طويلة الى منتصف الساق ومصممة بطريقة مناسبة تبرز جمال الجسم، 

والسراويل التعزية فسروال «الحسبة» طابع مميز يوفر عناء البحث عن أصل المرأة المرتدية لها حيث أن المرأة التي تلبس الحسبة هي 

بالتأكيد من تعز.

اصحاب الكهف الشواهد الاكثر تدل على انهم كانوا في جبل صبر باليمن

                                                    قصة اصحاب الكهف


 مازال مكان الكهف الذي وردت قصته في القرآن محل جدل وخلاف بين الخبراء والمتخصصين ، فمنهم من يرى أن كهف الرقيم هو الموجود في 

أبو علندة في عمان بالأردن ، وتتعدد الروايات بوجود الكهف الذي آوى إليه الفتية في تركيا أو سوريا أو الأردن وفلسطين، حيث يحتوي 

مسجد أهل الكهف الذي يستقبل عشرات الآلاف من الزوار والسياح سنوياً في جبل صبر، على فتحة المغارة التي يُعتقد أنها توصل إلى الكهف 

المذكور في القرآن الكريم، وإلى الآن لا يعرف التاريخ الحقيقي لبناء المسجد القديم. يقع الكهف في الأردن في ضمن حدود أمانة عمّان 

الكبرى في قرية الرجيب على بعد 4 كلم شرق مبنى التلفزيون الأردني و 1.5 كم شرق منطقة أبو علندا. اكتشفه عالم الآثار الأردني رفيق 

وفا الدجاني .عام 1963 . الدلائل : الإسم القديم لموقع الرجيب هو الرقيم مما يتوافق مع ما ذكر في القرآن الكريم قال تعالى: (أم 

حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ) (سورة الكهف: 9) وهذا يرجح أحتمالية أنه الموقع الصحيح لأصحاب الكهف بالأخذ 

بعين الأعتبار وجود أكثر من موقع في الشرق الأوسط يعتقد أنه لأصحاب الكهف. ظهر في الكهف ثمانية قبور وبالقرب من باب الكهف تم 

العثور على جمجمة كلب (الفك العلوي فقط) وكان حارسهم. الدلائل التي وجدت في الموقع تشير أن أصحاب الكهف (اذ كان الكهف هو الكهف 

الصحيح) سبعة منهم الراعي ، و ثامنهم كلبهم، و قد دفن الكلب على عتبة الباب حيث كان يحرس، ولم يدفن في القبر الثامن. وثمانية هو 

أحد الأعدد التي ذكرت في القرآن الكريم عن عددهم قال تعالى “سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب 

ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تماري فيهم إلا مراء ظاهراً و لا تستفتي منهم أحداً” سورة 

الكهف. رأي أخر : وذهب رأي آخر الى أن مسجد أهل الكهف”، يوجد في أعلى قمة “جبل صبر” في مدينة تعز جنوبي اليمن يعد واحدا من أبرز 

المساجد المثيرة للجدل، والحاوي للكثير من الأسرار.وتذهب روايات تاريخية إلى أن المسجد الذي يقع في بلدة “المعقاب” على أعلى قمة 

في جبل صبر، والتي ترتفع 3 آلاف متر عن سطح البحر، تم بناؤه على “رفاة أهل الكهف” الذين ذكروا في القرآن الكريم، استدلالاً ببراهين 

وروايات وإن كانت ليست قطعية.ويسود جدل بين المؤرخين حول المكان الذي نام فيه أهل الكهف المذكورون في سورة قرآنية باسمهم، فإلى 

جانب “جبل صبر” في مدينة تعز اليمنية تتعدد الروايات بوجود “الكهف” الذي آوى إليه الفتية المذكورون في السورة في تركيا أو سوريا 

أو الأردن.ويحتوي مسجد أهل الكهف، في جبل صبر، على فتحة المغارة التي يعتقد أنها توصل إلى الكهف المذكور في القرآن. ولا يُعرف 

التاريخ الحقيقي لبناء المسجد القديم، لكن مؤرخين وسكانا محليين قالوا إن شكله الحالي يعود إلى عصر الدولة الرسولية (سلالة مسلمة 

حكمت بلاد اليمن منذ 1229 حتى 1454م). تصريحات جديدة : وقال قيّم المسجد (المسؤول عنه) عبد الله محمد يحيى لوكالة الأناضول إن “جميع 

المعلومات الخاصة بالمسجد نتوارثها من الأولين، وهي معلومات تاريخية على الباحثين التأكد من صحتها”.وأشار إلى بعض الترميمات التي 

أجريت للمسجد قبل عقدين من الزمن وشوّهت ملامحه بشكل كبير.ويعيش المسجد حالة إهمال كبيرة من قبل السلطات المختصة والسكان المحليين 

في المنطقة، فبإلاضافة إلى عملية الترميم التي شوهت ملامحه غزت المنازل الحجرية كافة المساحات المحيطة به وبات بلا متنفس، بحسب 

يحيى.وأضاف يحيى أن “المسجد يشمل ضريحا لباحث جزائري يدعى “عبد الرحمن بن بكر الجزائري”، جاء من بلده للبحث عن الموقع الذي 

أشارت إليه الآية القرآنية في سورة الكهف”، دون أن يوضح ميقات قدومه إلى اليمن. ووفقاً لقيّم المسجد، فإن الكتب الموجودة لدى 

المؤرخين من أبناء المنطقة أشارت إلى أن “الجزائري” ظل يتتبع شروق وغروب الشمس حتى تأكد له أن الموضع المذكور (أسفل المسجد) هو 

المكان الحقيقي لأصحاب الكهف. وفي حين تقول روايات تاريخية إن “أصحاب الكهف” هربوا إليه من ظلم الإمبراطور “دقيانوس″ حاكم مملكة 

“أفسوس″، أشار الخبير الأثري اليمني في تعز “العزي مصلح” إلى أن المؤرخ اليمني “أبو الحسن الهمداني” أشار في كتابه “صفة جزيرة 

العرب” إلى أن أفسوس هي “مدينة الجند” حالياً (21 كيلومترا شمال شرقي مدينة تعز). وقال “مصلح”، وهو مسؤول سابق في مكتب الآثار 

بتعز، لوكالة الأناضول: “لدينا جذور تاريخية في اليمن تثبت أن مسجد أهل الكهف يعود لموضع أهل الكهف حقيقة، وأن روايتنا لم تكن 

آتية من فراغ، ولم يتم ابتداعها كما ابتدعتها بلدان عربية من أجل استقطاب السياحة”. وأضاف أن “مسجد أهل الكهف، الخالي من 

النوافذ وذا الغرف المستطيلة، كان لوقت قريب مزاراً لجماعات دينية، وخصوصاً الصوفية، التي تقيم فيه موالد ومناسبات خاصة”. وكشف 

مصلح أن القائد التركي “حسين بن حسن باشا” قد رصف الطريق المؤدي إلى “جامع أهل الكهف” خلال توليه حكم تعز في العام 1002هجرية، 

الموافق 1593م، لافتا إلى أن “الإهمال بات يلف هذا الموقع الأثري النادر، والذي لابد من وضع حماية له، ومتنفس جنائني”، بحسب قوله. 

يشار إلى أن اليمن وقعت تحت الحكم العثماني من عام 1539 وحتى 1911هـ. وقال بلال الطيب، وهو صحفي من أبناء المنطقة التي يوجد فيها 

المسجد، لوكالة الأناضول “حاليا الكهف مطمور، ولا أحد يستطيع دخوله، لكن روايات الأجداد تقول إن مشايخ صوفية دخلوه، وقاموا بتدوين 

شهادتهم عنه، ومنهم الشيخ الصوفي الشهير عبد القادر الجيلاني (1077 – 1166م). كهف افسوس في تركيا. رويات أخرى : وفقا للاعتقاد 

السائد فإن أصحاب الكهف, الذين أثنت عليهم المصادر الإسلامية والمسيحية, تعرضوا لطغيان الإمبراطور الرومانى ديقيانوس. وفي محاولة 

من هؤلاء الفتية للتصدى لظلم ديقيانوس وطغيانه, حذروا قومهم مراراً من أن يتركوا دين الله. ولكن أمام إعراض قومهم, واشتداد ظلم 

الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل, ترك الفتية مساكنهم. تكشف السجلات التاريخية عن عدد من الأباطرة الذين مارسوا سياسة الاضطهاد والإرهاب 

والتعذيب في حق المؤمنين الأوائل بالمسيحية . و في خطاب أرسله الحاكم الرومانى “بيلونيوس” (690-113 ميلادية) ؛ بشمال غرب الأناضول, 

إلى الإمبراطور “تريانيوس” ,أشار “بيلونيوس” إلى ” أصحاب المسيح ” الذين أوذوا لرفضهم عبادة تمثال الإمبراطور. ويعد هذا الخطاب 

أحد الوثائق الهامة التي تتحدث عن الظلم والقهر الذي تعرض له المسيحيون الأوائل آنذاك. وفى ظل تلك الظروف, رفض هؤلاء الفتية 

الخضوع لهذا النظام الكافر, وعبادة الإمبراطور إلهاً من دون الله (… فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَأوَاتِ والأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَّقَد قُلْنَا 

إِذاً شَطَطاً * هَؤُلآءِ قَومُنا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّولا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً) (الكهف: 14-15). أما 

بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف, فإن الآراء تتعدد وتتباين, ولكن أكثر هذه الآراء اعتدالاً هو مدينتى “إفسوس” و”

طرسوس”. توجد كهوف أهل الكهف في 33 دولة حول العالم منها الأردن وتركيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص، وفي تركيا لوحدها توجد 

ثلاثة أمكنة في ثلاثة مدن مختلفة (طرسوس وأفشين وأفس) و تسمى كلها بكهوف أهل الكهف. وعلى اي حال فإن كهف أهل الكهف الحقيقي غير 

معروف على وجه التأكيد، وما من قرائن تاريخية تشير إلى المكان الذي عاش فيه أهل الكهف على وجه التحديد.

قلعة القاهرة في مدينة تعز

قلعة القاهرة في مدينة تعز


    تطل قلعة القاهرة على مدينة تعز، ويقدر ارتفاعها بحوالي (1500م) عن مستوى سطح البحر، وترجع المصادر التاريخية تأسيسها إلى ما قبل الإسلام، ولم تذكرها في العصر الإسلامي، إلا منذ عهد الدولة الصليحية في القرن (5هـ)، عندما أشارت بان الأمير عبد الله بن محمد الصليحي شقيق الداعي محمد بن محمد الصليحي قد أتخذها منها حصناً له، وأعادها إلى واجهة الأحداث التاريخية ، فقد استولى عليها (توران شاه) سنة (569هـ / 1173م) بعد أن قضى على قوات (عبد النبي الرعيني)، وصارت في عهد الدولة الرسولية حامية لمقر الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول، ثم آلت بعد ذلك إلى الطاهريين في سنة (924هـ / 1518م)، وظلت موقعاً عسكرياً مهماً يسيطر على مدينة تعز بعد ذلك ، وحتى وقت قريب.
    إن قلعة القاهرة قد قامت بأدوار عسكرية وسياسية هامة خلال تاريخها الطويل، وليس ذلك فحسب ، بل إنها أيضاً تمثل تحفة معمارية نادرة بما تحويه من منشآت متنوعة، فضلاً عن موقعها المطل على مدينة تعز، لذا توجهت إليها الأنظار وامتدت إليها يد الترميم والتطوير لصيانتها وتأهيلها، لتستقبل الزوار في منشآتها الترفيهية، كالمنتزهات والمطاعم والشلالات بالإضافة إلى المكتبة والمسرح والمتحف ومرافق أخرى تقدم خدماتها الراقية لمرتاديها.
    إنها مقصداً سياحياً رائعاً ومتنفساً فريداً.

 Al Qahira Citadel in Taiz City

    The alqahira citadel overlooks taiz city, perched at a majestic of 1500 meters above sea level. According to historical sources it was built before the advent of islam. However references do not mention it during the Islamic era, until the salahite state in the fifth century A.H. this point, historical references indicate that emir Abdullah bin Mohamed al salehi, brother of Al da'ei Mohamed bin Mohamed Al salehi, took it as his fort, which brought the citadel back to historical prominence. It was later captured by toran shah in 569 A.H. after he defeated the army of Abdulnabi Al Ro'aini. The citadel became a garrison to king Al muzafar youssef bin omer bin rasul during the rasulid era. Later it fell to the taherites in 924 A.H., and became an important military position that helped control the city of taiz from then on until recent times.
    The Al qahira citadel played important military and political roles throughout the long history of the taiz region. It is also a rare architectural masterpiece with varied facilities. Bacause of its close proximity to the city of taiz, the citadel became the fortunate object of restoration, development and maintenance. These days, visitors in large numbers make a beeline to its many recreational facilities, like its parks, restaurants, waterfalls, library, theater, museum and other facilities.
    Though the citadel is a magnificent recreation center, it is also an authentic tourist destination in its own right.

روايـة تظهـــر فيهـا معالـم تعــز بمفاتنهـا الجميلــة

الحالمـة تعـز ..


رواية  جديدة عن مدينة تعز تظهر فيها معالم تعز التاريخية والعلمية والاجتماعية والثقافية والدينية. والصناعية .
تعريف
تعز تعتبر من أهم المدن التاريخية والدينية  والعلمية والثقافية والصناعية وهي مقسمة إلى شعب وأماكن مشهورة في الزمن وهي مرتبطة بين البحرين، البحر العربي والبحر الأحمر حيث ترتبط البحرين باب المندب ومن المدن مدينة المخاء  وزبيد وعدن ولو تمعنا التاريخ جيداً نجد أن تعز قد مرت بمراحل تاريخية وحروب وكوارث  لحقبة من الزمن الغابر منذ فجر التاريخ الإسلامي ومنذ أن وطأ الرجل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه مدينة الجند، وتقع تعز بين جبال ووديان وهضاب وسهول ممتدة عند قاع الجند ولها وديان كثيرة مشهورة منها وادي الضباب ووادي ورزان ووادي البركاني ولها من السهول الممتدة شمالاً والجبال العالية جنوباً مثل جبل صبر والعروس ومشرعة وحدنان، وهناك من الهضاب الممتدة شرقاً مثل هضبة ثعبات والمرزح وقراضة وغرباً وادي الضباب وأكمة هزيم ووادي القاضي والبركاني  وغيرها وحاولت تقسيم المدينة إلى عدة أقسام حتى يسهل للقارىء  معرفة الأماكن ومعرفة القاطنين بها وأسندت الى تاريخ قديم.                              
  المدينة القديمة..
 (وتسمى ذي عدينة) سواء كانت دينية او تاريخية وقد رأينا تقسيم المدينة إلى أربعة أقسام شمالية وجنوبية وشرقية وغربية.
وتعز كانت تسمى ذي عدينة وهي المدينة القديمة ثم طغى عليها إسم تعز  وحصن تعز يعتبر منفصلاً عن المدينة .أما المدينه القديمة واسمها ذي عدينه اسمها الحميري،  فعندما تأتي الذال في مقدمة الإسم يكون اسماً حميرياً مثل ذي أشرق، ذي ناعم وغيرة وتعز سميت تعز بعد احتلال الدولة الرسوليه للحصن الذي كان يسمى تعز أما القاهرة فقد سميت بعد احتلال الأيوبيين مدينة تعز وقد بدأت الدولة الرسولية ببناء الأماكن الدينية مثل الجامع المظفر الذي ينتمي اسمه إلى الملك المظفر والمدرسة الأشرفية المسماة إلى الملك الأشرف الرسولي . والمدرسة المعتبية والتي سميت باسم زوجته وأماكن دينية كثيرة، فعندما احتلت المدينة القديمة من قبل الدولة الطاهرية واحتلال الاتراك المدينة هرب أهلها إلى الجبال فغلب الاسم تعز على الاسم القديم وكان هروبهم إلى الجبال  الجنوبية للغزو التي كانت تتعرض له المدينة باستمرار  وتحصنوا بحصن تعز فتوحدوا ضد ذلك الغزو فقالوا كلمتهم المشهورة (تعز علينا تعز) وسميت تعز. وتعز مدينة جبلية متعرجة الوديان قليلة السهول بها وهي عبارة عن تباب ووديان وسوائل. وعندما تمطر تعز تسري مياهها إلى الأسفل إلى وديان عصيفرة وغيرها من الوديان الصغيرة. وتوجد في تعز مقبرة كبيرة يتم بها دفن الموتى (تسمى الاجيناد وحرف اسمها الى الأجينات) ويقال إنها كانت تسمى جنات أهدتها الملكة جنات وحرف اسمها الى الأجينات . كما توجد بها أودية مثل وادي القاضي ووادي الضباب ومزرعة عصيفرة التي كانت تزرع بها بعض الفواكه المعدومة كما توجد في تعز أودية أخرى مثل وادي البركاني وحمام البركاني المشهور وكذلك لا ننسى قلاعها وآثارها التاريخية والدينية. كما توجد بها شعب أخرى مثل ثعبات التي كانت استراحة للمماليك وبنيت فيها القصور،  ومنطقة صالة التي يوجد به قصر الإمام اتخذه متنفساً له وهو قريب من منطقة ثعبات. ووادي المحبة وغيرها. أما الجبال المطلة على تعز هي جبال صبر والعروس ومشرعة وحدنان من الجنوب تفصلهم قلعة القاهرة او الحصن  ومن الغرب وادي الضباب وأودية صغيرة تصب بها المياه ومن الشرق جبال منها جبل الضبوعة والعرضي ومن الشمال جبال العدين ومذيخرة وغيرها من الجبال الصغيرة حتى الجند السهل الممتد الى جامع معاذ في الجند. هذا الجامع الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي أرسله رسول الله في السنة التاسعة من الهجرة والآن يعتبر هذا الجامع  رمزاً للمسلمين وهو ثاني مسجد بني بعد الجامع الكبير بصنعاء،  لأن الإسلام بدأ من هذا المسجد حيث كان القاطنون في هذه المنطقة ينتمون الى المسيحية واليهودية وظل هذا الجامع حتى الآن ولقد هبط سطحه من الأعلى و قد يكون سبب هبوطه  هزة أرضية  التي تعرضت لها تعز قديما)
 البداية
  الخباز .. والبنات
الساحة ممتدة من باب موسى الفاتح فاه نحو الداخل الى المدينة القديمة ذي عدينة والداخلون والخارجون يمدون أرجلهم متجاوزين عتبة الباب إنها مدينة الرسوليين .وفي الخارج الساحة فارغة والشجرة الفاردة ذارعيها تؤوي القادمين إليها في هذا المساء،  تؤوي القادمين من خارج المدينة إنها شجرة الجنبيز أو الطالوق  بالهجه العامية) والسائلة القادمة من منطقة صينة المرتبطه بجبل صبر ومشرعة وحدنان لقدوم السيول في الصيف, الخباز يستعد ليومه الجديد فتح دكانه وأيقظ اهله (أصبحنا وأصبح الملك لله) تقوم بناته الأربع يحملن مهماتهن صباحاً لإيقاد التنور وخيرية تكنس وبدرية تأخذ الدقيق لعجنه وسلمى تحضر المكان للقدمين. الخباز ينظر إلى الخارج، الضوء لايزال معتماً لم يطلع حتى الآن والشجرة التي عند باب موسى تحجب رؤيتها عن القادمين وباب المدينة مغلق أبوابه بعد يوم من السبات. الليل لازال جاثماً ومؤذن الفجر يصطح بأذانه الأول. تنهض الجمالة والحمارة مستعدين ليومهم الجديد. لازال الخباز يعمل بهمة مع بناته الأربع. بعد أن جهزت البنات مهماتهن الموكلة لهن (ينظر الخباز الى الخارج يرسل أغنيته المعهودة (صباح الخير خيرية على سلمى وبدرية)  العسكري عند باب موسى يفتح البوابة للقادمين من الخارج والداخل يبدأ توافد الناس على المقهى بعد ما أخذ الصباح طريقه إلى المدينة يفرد الصباح جناحه ترى الناس خارجين من باب المدينة لصلاة الفجر، ينجلي الصباح بعد فتح باب المدينة يذهب الناس بعد أعمالهم. يتوافد الناس الى مقهى الخباز. يبدأ الخباز بوضع أول عجينة في فم التنور. تنهض الجمالة بعد أن أعطى جمالهم وجبة الصبوح للاستعداد للسير لبيع بضاعتهم داخل المدينة. يبدأ الناس بالاتجاه إلى المقهى لتناول طعام الإفطار  الرعوي الذي لم يعرف المدينة لأول مرة ينبهر بتلك الفتيات فاتح فاهه لما يشاهد من عمل متواصل  الخباز يجدد اغنية (صباح الخير خيرية على سلمى وبدرية) تتجاوب البنات مع الأغنية، بدأت الشمس تظهر تتخللها نسمات الصباح. الطيور تحط عند باب الخباز تنتظر وجبتها المعتادة الساحة تمتلىء بالقادمين ببهائمهم وبضاعتهم  عند الساحة الفارغة. اليوم خميس سوق المدينة المعتاد. وزغط الحمير يستقبل رواده  من كل أنواع الحمير. في هذا الصباح الزغط لا تسمع الداعي من المجيب من نهيق الحمير . والطاحونة التي في السائلة تستقبل القادمين بطعامهم لطحنه. والفتاه القابعة عند باب الطاحونة  تنتظر  دورها. ترتفع الشمس إلى السماء، بدأ الناس بالذبول. والخباز وبناته الأربع يكملن عملهن اليومي، ينفد الخبز والقهوة ويغلق أبوابه. البنات يأخذن راحتهن بعد يوم من العمل المتواصل، المدينة تعود  إلى سكونها بعد يوم حافل بالمحبة لتبقى الشجرة قابعة عند باب موسى دون حركة تستقبل روادها من القادمين في هذا المساء. وعسكري الإمام ينتظر من يعطيه رشوة للدخول إلى المدينة بعد الغروب.  وينهض الناس بعد انحدار الشمس إلى الغرب . والفتاة تأخذ طحينها للرواح الى منزلها. وينفض زغط الحمير من تلك المشاجرة والمعارك التي لم تنته.  ويهدأ الناس ويغلق السوق أبوابه ليحل الظلام على مدينة ذي عدينة مرة أخرى  ويغلق باب المدينة من جديد ليوم قادم.
ذي عدينة
قال له وهو يحدثه:  هذه هي المدينة القديمة التي تسمى ذي عدينة ومعالمها كثيرة وتحتوي على الأماكن الدينية والعلمية والثقافية والصناعية تملك من المقومات ماتفخر به تاريخياً والعمران يشهد لها بذلك حتى الآن .وأبناء المدينة القديمة ذي عدينة يفخرون به وخاصة زيهم الذي لايزال الى الآن. وثقافتهم ولهجتهم المميزة  لكن هناك أماكن في الخارج سأحدثك عنها هناك في الجهة الشرقية أماكن منها، العرضي وثعبات وصالة ووادي الضباب وعصيفرة وجبل صبر وغيرها  هي عبارة عن أماكن مرتفعة عن المدينة   و سهول وميدان يستعمل للاحتفالات فهو قريب من القصر الملكي كما كان يستعمل في إعدام الضباط الأحرار والمشائخ الذين يخرجون عن طوق الإمام. في هذا الميدان أعدم الثلايا وغيرهم من الأحرار في هذا الميدان. والميدان هو المتنفس الوحيد للاحتفالات وغيرها كما تقام به لعبة كرة القدم وهو قريب من المقام الشريف (والمتحف حالياً أو كلية الآداب) وكلية الآداب أنشئت بعد الوحدة. بعد تحويل المركز الحربي الى عدن وشعبة التجنيد الى مكان آخر ويتفرع منه بعض الأماكن طريق الى الجحملية بعد حرف اسمها الأصح الجهملية كما أن هناك طريقاً الى قصر صالة قصر الإمام ويوجد في العرضي فرن للكدم يصنع به خبز للجيش ولايزال على حاله .كما يوجد به حمام تركي يوقد بالحطب أو بروث البهائم .
حصن القاهرة  أو  تعز
هذا هو المعلم التاريخي لتعز حيث يعتبر حصن القاهرة الأعلى وهو عبارة عن مكان محصن به أماكن كثيرة ومنتزه كانت تستعمله الدولة الرسولية مقراً لحكمها واستعمله الإمام احمد سجن الأحرار،  حيث لا يوجد به سوى منفذ واحد للخروج وهناك فوق الحصن او القاهرة دار يسمى دار النصر والحصن هو مقر الدولة الرسولية وهو مقر حكمهم. حيث ترك ملوكها المدينة القديمة (ذي عدينة) وأنشأوا في المدينة معالم دينية واجتماعية،  دار للعبادة  مثل الجامع المظفر والمدرسة الاشرفية. والمدرسة المعتبية والمدرسة المجاهدية الرسولية وكثير من المدارس كما أقامت الدولة الرسولية  بتجديد سور دور عدينة في المدينة القديمة وجلب المياه إليها من الجبال المطلة عليها. وبعد انتهاء الدولة الرسولية جاءت بعدهم الدولة الطاهرية التي امتدت إلى نواحٍ كثيرة، امتدت إلى الكثير من أجزاء تعز  وربطت تعز بحصن الدعكر بمحافظة إب ثم مدينة زبيد في محافظة الحديدة. لكن بقيت تعز تفتخر بلونها التاريخي والديني رغم انقراض الدولة الظاهرية والرسولية . وبقيت الأماكن بأسمائها التي سميت بها وسمي الحصن بالقاهرة بعد قدوم الدولة الايوبية الى اليمن بعد مرورها بتعز وبقية تعز متمسكة باسمها وتعز تعتبر مركزاً سياحياً وتجارياً لاقترابها من مدينة المخاء ومدينة عدن باعتبارهما مدناً بحرية .ومرتبطة بطريقين سهلين هما البحران،  البحر العربي والبحر الأحمر هل عرفت الآن؟.

 مايسمّى مقام الإمام
المقام هو أقرب الى  الميدان – العرضي وكانت الدولة الرسولية قد وضعت به أماكن للنزهة حيث كان قريباً من ثعبات وبعد ذلك  وضع الإمام فيه سجناً للرهائن بعد بناء ملحق به يكون سجناً وقريباً منه للذين يأخذهم الإمام من المشايخ الذين يتمردون عليه وقد وصفه القاص المرحوم زيد دماج في كتابه الرهينة . والمقام كان يستقبل به المشايخ والأعيان . وبهذا المكان كانوا يمكثون أشهراً حتى يطلبهم الإمام  ومنهم من يفلح ومنهم من يخيب. وقد بنى الإمام جامعاً له قريباً من المقام ليصلي به الجمعة ولكن كان أكثر صلاة الجمعة في الجامع المظفر وللإمام جواسيس يأتون له بالأخبار التي تدور في الاسواق وكان المخبر يأتي بالاخبار بعد ان تصل إليه من زبانيته المقربين ليقولوا ان الامام معه جن حتى لايكذب المخبر.                              
الشبكة «والمدرسة»
قال له اليوم نحن في  الشبكة. قال هذه مدرسة نعم أعرف ذلك وكنت طالباً فيها قديماً وهي عبارة عن سجن ومدرسة في المدينه القديمة هيي معي لترى عن قرب سترى بأم عيناك. هذه هي المدرسة  التي تحولت الآن إلى مدرسة حقيقية.
أنشأ الإمام أحمد مدرسة لأبناء المدينة. مدينة عدينة  «المدينة القديمة» ليكون رديفاً للسجن الكبير الذي كان في القلعة والمقام والذي كان يحفظ به الرهائن . استطاع أن يضع بهذا السجن بعض الأشخاص الذين ليسوا متهمين بجرائم كبيرة وكان هذا السجن الذي يعتبر مدرسة مرتبطة بأقسام الشرطة والتي كانت بشكل بدائي. وبجانب السجن مدرسة تسمى مدرسة النجاح يدرس بها أولاد المدينة وكان مدير المدرسة يزج بالأولاد في هذه المدرسة الى الشبكة عند المشاغبة كما توجد بجانب المدرسة شجرة كبيرة فاردة ذراعيها للقادمين من البادية لبيع حاجاتهم من حطب وسمن وبيض وحبوب.
باب المداجر
في هذا اليوم حدثته نفسه لزيارة باب المداجر والذي هو في الجهة الجنوبية وزيارة بعض الأماكن الأثرية لم يترك صاحبه، قال له:  هناك في جانب هذا الباب المدرسة التي بناها شهاب الدين الرسولي فلم يجد شيئاً مما ذكره التاريخ. تخطى الى الخارج باب المداجر يوجد اسم الباب أما البناء فلم أجد له أثراً نظر الى أعلى كانت التبة المقابلة قائمة ليس بها شيء يذكر أنها تبة السراجية والمدينة هاجعة مفلسة من سكانها الأصليين فلقد رحلوا منها إلى الخارج أو أماكن أخرى. وذي عدينة هامدة من سكانها الأصليين. الاشرفية قائمة بشموخها الأزلي تنظر الى عهد الرسوليين لتذكر عهدهم الأزلي. ولقد بنيت في تعز بعض السماسر لتؤوي الناس القادمين من خارج المدينة وهي عبارة عن مقهى يبات به المسافرون مثل سمسرة ابن الأمير.
 الجندي القائم عند باب المداجر يعيد ذاكرته الى عهد بعيد يحمل في عنقه طوقاً من النحاس مكتوباً عليه عسكري نظامي تامل حال نفسه وراح يطوي سجل الماضي بكل مافيه. تسلق السور القديم وراح ينظر الى ذي عدينه النائمة في حضن جبل صبر. اخرج نهدة وسكت ,أريد ان أحدثكم عن اشياء قد تجهلونها. بعد مقتل الإمام يحيى في صنعاء تحرك ولي العهد إلى صنعاء لإخماد الثورة فلجأ إلى حجة ثم صنعاء. فأخمد الثورة وعاد الى تعز وذلك بعد ستة عشر يوماً حيث أعدم قائد الانقلاب في تعز وتوطد حكم أحمد في تعز.
 الأشرفية
اليوم قام بزيارة إلى جامع الأشرفية الذي أنشأه الاشرف اسماعيل بن عباس في السنة 800ه تعتبر بمثابة العرجون الشامخ للمدينة . تأمل ما فيها من تصدع في الداخل والخارج طاف فيها وصلى ركعتين واتجه الى الأسفل حيث القبور المبعثرة نظر إلى جدران المسجد كان متصدعاً ولم يعجبه منظرها. خرج وهو مطأطىء الرأس.
 قال له احد القائمين على شؤون المدرسة والجامع: انت لاتعرف الاشرفية. فتح له باباً في الأسفل رأى  أشياء لم يرها من قبل، إنها قبور تكاد تندثر، راح يتأملها يقرأ مافيها من سطور كانت القبور تعلواعن بعضها البعض، قال: هذه قبور ملوك وأمراء الدولة الرسولية، هذا قبر الاشرف الذي بنى هذا الصرح، وهذا قبر زوجته الاميرة المعتبية وهناك مدرسة باسمها شبيهة للاشرفي . نظر الى الداخل كانت القبور مبعثرة لايعرف من النائمون بها خرج يجر أذياله، يتخبط أين يطرح رجليه؟  في الداخل كان العمال يقومون بإعادة تلك الزخرفات التي محاها الزمن.                                     
الفريق الأجنبي يدرس تلك الزخارف ليعيدها الى زمانها الأول، مسح دمعة اخرى وهو يبكي تلك القبور والآثار، خرج الى صرح الاشرفية ليرى مسجد المعتبية، راح يحس تلك الآثار التي ستندثر دون ان يراها أحد . أخرج قلمه وبدأ يكتب بعض المعالم الدينية والتاريخية وجد أن هناك 27حياً من أحياء مدينة تعز قد انقرضت زمان الدولة الرسولية، أما القصور حدّث ولا حرج حوالي 20 قصراً من ثعبات جنوباً الى باب المداجر جنوباً تذكر مسجد النورية الذي لم يبق له أثر والموجود في باب المداجر الذي انشأه السلطان نور الدين عمر ابن رسول أما مسجد المظفر فقد بناه يوسف بن عمر بن رسول الملقب بالملك المظفر وهو مفخرة المدينة للمصلين الذين يصلون إليه من كل مكان لصلاة الجمعة.
 بائعة النرجس والفل  
 حطت حملها من على رأسها، افترشت الرصيف الترابي بلباسها الصبري المميز، القميص المزركش والسروال الفضي و المقرمة الهندية التي على رأسها يتدلى من خديها المشقر الطري من النرجس المخلوط بالفل، أكمام القميص مربوطة عند رقبتها راحت تشد سروالها لتظهر عضلات ساقيها، فتحت أجبها واستمرت بالبيع، راح يتأملها بقوامها تظهر نهديها وأقراص الذهب،  تأملها وأخذ نظرة الى مفاتنها والى منارتي الاشرفية. وحطت اختها تحمل البلس الصبري قال: جبل صبر عالي على المدينة يامن معه محبوب الله يعينه, قفز مسرعاً يأخذ غصناً من النرجس ليضعه في رأسه في مشدته الرشوانية. أكملت بيعها مع اختها قال : فراسكك واصبر حالي مايسبب ضرس, واتجهتا نحو الاسفل نظر إليهما وهما شامختان كشموخ مآدن الاشرفية. عبد الستار يفصح باسمه هذه المرة ويكتب مذكراته بقلم رصاص كما هي الآثار التي امتحت. استمر يكتب، يتأمل مابقي من المدينة (ذي عدينة) الفتاتان تنفظان ثوبهما، يظهر منها مفاتنهما وكان ذي عدينة عائدة من جديد, الشمس تتجه نحو الغروب. تأمل التباب والاماكن الاثرية وكل شيء قد تصدع، الشمس ترحل لتضع ظلالها المتبقية تحجبها بعض السحب والجبال والأبنية يقف عند جامع المظفر ينظر الى الخلف كان حصن تعز يفرد أجنحته يحجب ما تبقى من آثار وقصور ليسدل الليل رداءه ، يدخل الجامع يؤدي صلاة المغرب , يصدح المؤذن بصوته لأذن المغرب ويسدل الليل رداءه.
خرجا مسرعين بعد الصلاة ليعودا الى منازلهما يحملون هموم يومهم.....
يوم جديد مشرق
قرروا هذا اليوم اخذ جولة حرة للمدينة القديمة  ذي عدينه ابتداءً من حارة باب موسى وقبة عبد الهادي وباب موسى ظل يسأل من يجده أمامه عن الأماكن الأثرية ويضع لها رسماً بقلمه الرصاصي بدأ رسم معالم المدينة. وراح يسأل عن المعمرين في ذي عدينة. وممن وجدهم  الحاج سيف طربوش والحاج عبد الستار الأموي ونعمان الترب كان عبد الستار قد بلغ من العمر فوق المئة وسيف طربوش مئة وثلاثين. كانت صلاة الظهر قد دخل وقتها اصطحبهم الى أقرب جامع في المدينة القديمة. يكاد المسجد ان يندثر.
قال له عبد الستار هذا جامع الجمالية ويعد من المساجد الاثرية القديمة، جلس يحدثه عن تاريخ بعيد عن الدولة الرسولية والدولة الطاهرية التي تعاقبت على هذه المدينة، كان اذان الظهر قد ارتفع من أعلى مئذنة مسجد الجمالية.
قال له: ان السور الذي تشاهده الآن كان ملتصقاً بالمسجد لكن تعرية الزمن اخذت منه الكثير. وقد ينتهي هذا المسجد.. اذا لم يجد من يصلحه. أردف يقول: لقد تعاقبت على هذه المدينة دول كثيرة منها الدولة الرسولية والدولة الطاهرية والدولة الايوبية والعثمانيون وكل دولة لها باع، لكن الدولة الرسولية كان لها الباع الاكبر في النهضة العمرانية والدينية. واخذت الدولة الرسولية من معالم دينية وثقافية وتاريخية أبهرت العالم وما نشاهده الآن من مساجد وغيرها هو من تأسيس الدولة الرسولية سواءً في زبيد غرباً او في عدن جنوباً.
انقضت صلاة الظهر وراحوا عن مكان يبحثون عنه ليستريحوا. هبت الرياح وبدأ البرق والرعد لينعموا بمطر يغطي  ذي عدينة. كان الجو بارداً وربيع تعز قادماً.
قال عبد الستار: من جد وجد ومن زرع حصد  أسند رأسه الى جدار المسجد المتناثر وهو يتأمل الى المطر المتساقط على المدينة، قال سيف طربوش: لقد أوجز عبد الستار مانريده غداً نلتقي. انصرف الجميع . إلى  اللقاء غداً لاستكمل الحديث. رجع عبد الستار الى منزله واحمد طربوش ايضاً قال في نفسه: غداً سأقوم بتدوين جميع الاماكن الاثرية في هذه المدينة. باب موسى وقبة الحسينية  وغيرها.
الباب الكبير
هو شرق مدينة ذي عدينة وهو اكبر باب لمدينة تعز، اتفقا على ان يعطيانا نبذة عن الباب الكبير . قال احمد طربوش: إن هذا الباب بناه الأتراك على ما أظن منذ عهد بعيد لاتتذكرة وهذه البوابة كانت تغلق في المساء عندما يحل الظلام على المدينة كل الابواب تغلق هو وباب موسى في الجهة الشمالية من المدينة. اعترضه عبد الستار وقال: ان هذه الأبواب بنيت ايام المطهر شرف الدين انظر الى هذه الغرفة هي سكن لحماية المدينة من جنود جندرمه لحظة من فضلك، ماهو جندي الجندرمه؟ هم جنود يخدمون فترة وكما نسميهم الاحتياط وكان الإمام لديه جيش من البراني والدفاعي والنظامي وكان يضع جنوداً من النظامي مع الحراس في هذه الأبواب والحارسي الذي في الباب يحمل فوق عنقه طوقاً من نحاس يسمى النظامي، يلبس لباساً عادياً واي أناس يتشاجرون في السوق يفصل بينهم هنا كما يوجد سجن لتلك القضايا. علماً إنه لا توجد سيارت بل البهائم هي وسيلة المواصلات في تلك الفترة،
لم يتغير شيء من الباب الكبير. بدأ السير على الأقدام الى المدينة ذي عدينة. قال له عبد الستار: انظر الى هنا هذا باب آخر في المدينة يسمى باب المخلولة، لكنه صغير لا تمر به السيارات سابقاً الآن وسع الباب وأصبح يباع به الجبن البلدي والتمور وكان هذا الباب يستعمل للسيول القادمة من الجبل نحو عصيفرة. ساروا على الاقدام نحو الغرب، قال عبد الستار هذا سوق الاقمشة ينفذ الى باب موسى ومقابله سوق  الشنيني  توجد به انواع البهارات والحبوب ولايوجد سوق مثله  الشمس بدأت تأخذ مسارها نحو الغرب والسحب المتراكمة على جبل صبر تفرد أجنحتها ليوم قادم ممطر . خفت اقدامهم الى الكنان،  قال احمد طربوش: الكنان الكنان ويوم حافل بالمطر على ان يواصلوا رحلتهم في ذي عدينة غداً.
النهضة العلمية والثقافية
شهدت تعز في بداية  القرن العشرين نهضة علمية وثقافية. سنقوم اليوم  بزيارة بيت علي  الوزير الذي كان رمزاً للنهضة العلمية والثقافية ولقد كان شاعراً ومثقفاً في  تلك الفترة كان اهل المدينة يحترمونه ويجتمعون ويقولون الشعر والغناء  والأماكن العلمية والثقافية تشهد بذلك. وكان بعض الشعراء والأدباء يخرجون الى بعض اودية تعز ويتدارسون ويقولون الشعر ويمضغون القات الصبري،  هل عرفت الآن؟
 عاماً حامية وحاسمة  
بعد ان استطاب الامام احمد في تعز وأخذ زمام الحكم وخروج ابن الوزير من تعز عمل الامام احمد على  تغيير بعض الاشياء. سكت عبد الستار وكأنه يتذكر بعض الأماكن وهذه الحوادث.
قال له مقبل علي: شوقتنا صف لنا هذه الأحداث.
 قال: كانت تعز قد نهض مجدها اثناء الأمير علي الوزير الذي لم يحدث شيئاً في العادات والتقاليد ولكن احدث نهضة علمية وثقافية. قال: اسرد حكايتك؟ في الفترة مابين 1950 وصل التلفون ثم انشئت الكهرباء وتم حفر بير للمياه وبدأت الصحف تصدر منها صحيفة سبأ وصحيفة النصر  الإماميتان  حيث خلف الاتراك مطبعة لطبع الصحف كما خلف الاتراك مطبعة لصك العملة الفضية وأنشأ بعض المدارس حتى يمحو ماتركه ابن الوزير لتعز لكن هذه النهضة لم تدم فلقد بدأ الامام بالامساك بخيط المملكة فأحكم قبضته وبدأ بزج الاحرار في السجون وفر من فر ومنهم النعمان والزبيري وغيرهما الى عدن فأنشأوا هناك صحيفة معارضة هي صوت اليمن. سكت عبد الستار ووضع عمامته امامه وهو يتذكر الأحداث. كانت الشمس قد بدأت بالغروب والشفق الاحمر قد اختلط بشعاع الشمس الواهية وبرد تشرين بدأ يدخدخ النفوس. اوقف عبد الستار كلامه ورفع مشدته الى رأسه. وهو يقول: غداً سنواصل.
تمرفز مقبل علي ولم يعر احداً أي اهتمام وخرج.
 اليوم خميس سوق المدينة
هذا اليوم سيكون له طعم خاص فهو سوق المدينة لكل القادمين، الجولة ستكون طويلة فيه تشمل داخل المدينة وخارجها. فالمدينة تستقبل كل القادمين من الريف ومن الجبل، فتاة الجبل تحمل فواكه الصيف والقات الطري وأصحاب الريف يملأون المدينة بكل أصناف الريف من بيض وسمن وبهارات ومأكولات وأحطاب على رؤوسهم وعلى ظهر بهائمهم.
قال عبد الستار: من أين نبدأ؟ .قال احمد طربوش من نهاية البارحة قال عبد الستار : سنترك الموضوع الى جلسة مقيل. بدأت رحلتهم من الباب الشمالي . انه باب موسى. سمي هذا الباب باسم موسى الاشرف لكن الباب ليس باسمه ولقد بني بزمان المطهر ووسعه الاتراك. كانت البهائم جاثمة تحت شجرة التولق الكبيرة التي تضم كل القادمين من الارياف ليتم التوزيع الى داخل المدينة. قال له: هذه سائلة صينه المياه القادمة من الجبل  والمغربه تصب هنا لتذهب الى عصيفرة والوديان الاخرى عرّفه على كثير من الاماكن خارج المدينة منها مقبرة الاجيناد التي حرفت أخيراً الى اسم الاجينات تؤدي هذه الطريق الى وادي الضباب واودية اخرى  بدأت السحب تتجمع ليحل الخير على مدينة تعز. وبدأت السيارة تظهر تواكب العصر الجديد وتتدفق على المدينة من عدن سيارات كبيرة ومتوسطة تحمل معها انواع البضائع . بصوتها وآلة الصوت المميز.
 الصبرية تفترش الطريق
نظر الى الطريق الطويل المؤدي الى باب المداجر كانت نازلة بأجبها المليء بوريقات طرية التي قطفتها من تلك الاشجار العالية كانت تلبس لباسها الصبري. قال له: انظر الى الحيوية اليوم ياعبد الستار قاتنا عليك هذا اليوم وعند التبة العالية افترشت الطريق وانزلت مافي رأسها وربطت اكمام قميصها الى  الخلف وطرحت نفسها اخذت نفس آآآآآآآآآآآآآه وكأنها تشكو الزمن، فرح عبد الستار وراح يحك قفا رأسه،  نظر اليه احمد وأخرج ضحكة بالية وراح يجلس امامها لعله يجد ضالته اخذ يفتش ما أحضرته وقال: ياصبرية ياكحله  ابي ضربني من سبك لك رصاصه تقلبك .ضحك الجميع ، انصرفوا وتركوا الصبرية تفترش الارض تبيع ماتبقى معها من وريقات القات. خرجا من باب المداجر متجهين نحو السراجية. يبحثان عن شجرة تظلهما وجدا ضالتهما فلقد كان وادي الحقر ووادي المعسل ينتظرهم فهو  يحتوي على كثير من الاشجار حيث اخرج عبد الستار قلمه الرصاص وراح يتذكر أهم الاحياء والحارات في المدينة ويتذكر القصور وأماكن الملوك والامراء اخذ احمد طربوش رديفه وانتفض الجميع على ان يلتقوا صباحا حمل عبد الستار قلمه ووضعه في جيبه مع الورقة التي تحمل اسماء الأماكن لمدينة عدينة.
التقى الجميع  عند باب  موسى
عند شجرة التولق التي خارج باب موسى  جلسوا، اخرج عبد الستار ورقته وقلمه. وهو يسرد الأسماء والأماكن المنسية. واخرج مقبل علي آلة التصوير ليثبت بعض الأماكن التاريخية والدينية المتبقية.
قال: هناك اسماء واماكن لم نذكرها وقصور تناساها الزمن. تذكروا معي  في ورقتي سبعة وعشرون موضعاً في تعز وعشرون قصراً في تعز  اكثر هذه الاماكن قد انقرضت ولا نتذكرها حتى نحن كبيري السن. مثل الوسطة ذي عدينة  اسفل جبل السراجية وهي حارة المعتبية الآن وحارة الدهمه التي حول اسمها الى حارة الدمة في سكان  باب النصر والجهملية التي حول اسمها الى الجحملية وكثير من الاسماء والاجيناد التي حول اسمها الى الاجينات وكثير من الحارات  اما القصور حدث ولا حرج . مثل دار السرور اين هو الآن؟دار السلام و دار السعيدة والحبيل شرق  دار الإمارة في الحصن  وهناك اماكن كثيرة في صالة وثعبات وكانت اماكن تتخللها اشجار وفواكه وغيرها عطف ورقته وقال أين نبدأ اليوم؟ قالوا جميعاً نبدأ من السور.
سور .. ذي عدينة  
لاتستغربوا اذا قلت لكم موضوعاً ..هل تصدقونه!! ما اقول  لكم؟ ان سور تعز لم يبنيه الأتراك او الدولة الرسولية او الطاهرية فلقد تعرضت تعز لكثير من الغزوات ونهب أسواقها وكثير من دورها وهدمت بعض دار العبادة وسبيت النساء وبيعت في الأسواق ولذا فكر اهلها ومن له العقل والرأي على عمل شيء للمدينة. فلما دخل المطهر بن شرف الدين الى مدينة تعز دخلت المدينة عهدا ًجديداً ليس في وضعها الاجتماعي وانما في وضعها الحربي فبدأ المطهر في بناء سور للمدينة يرتبط بالحصن يكون اماناً للمدينة بالجهة الغربية والشمالية ويضع له منافذ يخرجون منها اهل المدينة فكان الباب الكبير شرقاً ومخلولتي شمالاً للسيول وباب المداجر للقادمين من الجبل وباب موسى وباب اخر كان صغيراً .وسع بعد قيام الثورة وبدأ العمل بهذا السور سنة 941 هجرية  ونتهى سنة 950هجرية وبهذا السور حفظت المدينة من الغزو وكان باب موسى صغيراً ملتوياً فوسع الباب والذي وسعه محمود باشا وظل كماهو الآن. توقف عبد الستار قليلاً وقال: هل تعرفون الغزاة الذين غزوا المدينة كثيرون لكنهم لم يفلحوا باقتحامها قال احمد الذي يفتح فاهه لأول مرة كنت اظن ان الاتراك هم الذين بنوا السور قال عبد الستار التاريخ يحفظ لهذا الرجل هذا العمل. في هذه الفترة بدأ سكان تعز بالخروج من سور المدينة رغم وجود الحيوانات المفترسة. فاتجهوا شمالاً نحو الضربة وآخرون شرقاً وتوسعت المدينة وتركت ذي عدينة. قال: هل تريدون تاريخاً آخر. سكت الجميع وهم مرجلون الى الباب الكبير. غداً سنكون في صالة سنكون ضيوفاً عند الشيخ راوح. احك لنا ماتريد !!! .
صالة
بدأ الكلام احمد طربوش، مكان جميل يشرف على اودية كثيرة شمالاً وادي صالة وأودية العدين والحوبان اما جنوباً فجبل العروس المنشق من صبر ثم وادي ثعبات والحصن اما شرقاً التعزية والحوبان ونجد ألصبري وأما غرباً فمدينة تعز  الوقت يمر من ذهب والشمس تعكس ظلالها والطيور تغرد والفلاحون يحرثون أرضهم. وبنت البادية تحمل فوق رأسها خبزاً تأكل الطير منه. يصل راوح ليخبرنا عن موعد صلاة الظهر ثم الغداء أدوا صلاة الظهر ثم اتجهوا الى دار راوح قال عبد الستار : آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً . تناولوا غداءهم واتجهوا الى المقيل. شاهدوا بعد ذلك قصر صالة الذي بناه ولي العهد الإمام احمد في الاربعينيات وشاهدوا الأسد الذي في القصر وبعض الحيوانات بدأ الجو يعطي طراوته ومتمتعين برحلتهم، استأذنوا الشيخ راوح وانصرفوا.
قال لهم الشيخ راوح: لقد أعددت لكم مكاناً للمبيت لأن غداً ستكون في ضيافة الشيخ قاسم في ثعبات، هز أحمد طربوش رأسه بالموافقة واتجهوا الى المقيل والمبيت  والفرح بادٍ عليهم.
ثعبات .. والقصور الغائبة
صحى الجميع على أذان الفجر وكلهم نشاط يتطلعون الى رحلة جديدة، ادوا صلاة الفجر واتجهوا الى بلاد القصور الغائبة. كان الجو لطيفا تتخلله زقزقة العصافير بدأ الفجر يظهر والشمس المخباة تطلع متسللة من الجبال الشرقية . احمد طربوش يسرع بخطواته رغم كبر عمره المديد وكانه ابن العشرين . تقترب ثعبات منهم وشمس الضحى ترسل خيوطها الذهبية على سفوح الجبال المطلة وجبل العروس يحتضن منطقة ثعبات كطفل ولدته امه توا . كان الشيخ قاسم في انتظارهم . تعرف عليهم وقدم لهم الفطور من البن والتمر والخبز من الذرة قال احمد ياعبد الستار اخرج دفترك وقلمك قال لاداعي الشيخ قاسم دليلنا بعد ان تناولنا الفطور الجامد نبدأ رحلتنا قال الشيخ قاسم هنا كانت تعشعش قصور الدولة الرسولية والدولة الطاهرية بنوا بعض القصور وكانت متنفساً لهم وخاصة في فصل الصيف لمدينة تعز ولم تبق من هذه القصور سوى الاطلال وقد بنوا مكانها دوراً للمواطنين الذين نزحوا الى المنطقه ولم اتذكر سوى قصر المعقلي . جلسوا يتاملون المنطقة بجوها الساحر . تبدأ الشمس بالرحيل وهم لايحسون بها . جاء موعد طعام الغداء . كان المطر ينهال عليهم وهم يلتهمون طعامهم ,في عام 1036هـ رحلوا الاتراك من اليمن  وكان الرحيل الاول وظلت اليمن بالاخذ ورد حتى عام 1914م  اثناء الحرب العالمية الاولى عندما استقلت اليمن استقلالاً ذاتياً من العثمانيين. هذه معلومة حتى لاننسى التاريخ .وظل الشطر الجنوبي من الوطن محتلا بدأو يتخطون المسافة المتبقية إلى المدينة بيومهم الذي قضوه .
قال احمد طربوش صدقت يااخي وكنت اريد ان اتذكرك بتواريخ منها عام 936ه عندما حصل صراع بين الدولة الرسولية والطاهرية . وحصل الجوع والجدب في المدينة ومات كثير من سكانها من اطفال ونساء .
قال عبد الستار لاتذكرني لتلك الايام . هيا نرحل الى اماكن نمتع به حالنا.
وادي الضباب
وادي الضباب ماءك غزير سكاب نصفك سيول والباقي دمع الاحباب رحم الله الاستاذ عبدالله عبد الوهاب الذي عشق الضباب وكان الحب كله . وادي الضباب له سحر آخر من حيث المياه والجو الساحر تكثر به الاشجار العالية. حيث تزرع به شجرة البن والموز . ترى البلابل تصدح لكن هذا الوادي يفتقد الى مشروع سياحي يحيى ذلك الوادي وعندما تزور وادي الضباب تجد بائعة الجبن البلدي والخبز البلدي . انه وادي حيوي .
قال عبد الستار هذا الوادي يربط بنهر البركاني والحمام  ومنطقة المعافر بالحجرية وشجرة الغريب المشهورة بدبع  . جلسوا يتناولون الفطير المصنوعة من الذره الهندي او الشامي  (و الجبن الحالي ) الطري . هبت الامطار على الوادي لينهضوا للعودة  
سري تداخلت الأفكار لديه وهي لا تريد أن تنفك عن ملازمته. أفكاره تقوده إلى مكان يريح بها نفسه في هذه الساعة والناس في هذه الظهيرة ينظرون إلى أحوالهم التي يرثى لها .. تناول وجبة الغداء وقرر أخيراً زيارة المدينة القديمة بدأت الشمس تحجب ضوءها والناس لا هم لهم سوى مضغ القات وإلقاء بقاياء المخلفات الى الشارع  .. سيارات تمر من جانبه مسرعة.. والموتر سيكل يجرف ما يحصل من أمامه لا يهمه من القادم .. الناس بلهاء في هذه الساعة بعد مضغ القات المختلف أصنافه  .. بدأت الشمس بالاحتجاب من شدة الغبار الملتصق بها من شدة الحرارة وعدم هطول الأمطار .. الجبل المثقل بالغبار تراه هامداً من كثرة ما لصق به من أتربه، البائعون المتجولون يقطعون الطريق بعربياتهم اليدوية إلى باب المدينة الكبير  ، يحملون فاكهة الصيف العالقة بالغبار وقلة الماء ..انقطاع التيار الكهربائي زاد الطين بله .. وجبل ( صبر ) يشكو حاله من العطش المفرط المفرش بائع السفرجل  يصيح بكل صوته.. وأخر بلح اليمن .. وآخر تين شوكي أقترب من البائعين .. رمان يا عمو .. ( هذا الصيف قل امطاره ستنتهي الفواكه قبل وقتها) سكت وراح يواصل طريقه .. تين شوكي .. بلح .. قرر الدخول من الباب الكبير للمدينة إلى جوف المدينة المثقلة بالهموم وما تصدع منها .. موز .. اخترق الشارع يتأمل أوجه الناس البائسة.. إنه يعرفهم من زمن بعيد ..  الرياح تجرف ما تبقى من أكياس النايلون المتطايرة في السماء وعجاجة قادمة تخفي وراءها رائحة المطر القادم . هو لايريد إن يمضغ القات هذا اليوم .جولة حرة داخل المدينة التاريخية .
الشارع يطول أمامه .. الباصات مكتظة عند الباب الكبير. هكذا يسمونه العكبار  . يعرفه كل الناس .. الهيس والعكبار . عرضي مدينة صالة الجبل.. كل لون له اتجاه  من كثرة البائعين المتجولين صدر الشارع لا يتسع لأحد  أخذ يمشي بصعوبة جمة اخترق الجموع عند الباب الكبير ..
إلى أين أنت ذاهب يا حاج .. لم يرد بكلمة واحدة .. أخذ اتجاهاً نحو المعالم الحضارية القديمة اركب رقم واحد بلون ..... غاب عنه الصوت .. يريد زيارة المعالم القديمة في المدينة «لا تسمع الداعي من المجيب» رصيف الشارع ملي بالبائعين بدأت رائحة المدينة تظهرله .
الأشرفية «المعتبية» عبدا لهادي ..جامع الملك المظفر وغيرها .. من معالم الدولة الرسولية .
لابد من زيارة قلعة القاهرة قلعة الرسوليين والايوبيين  يوم آخرالمسافة بعيدة السير على الاقدام  . لقد عمل حسابه لزيارة القلعة .
نظر إلى المدينة القديمة قال في نفسه أين الدولة الرسولية ؟ .. أين المدينة ؟ تأمل الزمن الماضي وراح يقطف ثمار الحاضر الدخول هنا بالأقدام . تابع خطاه وتجول قليلا  قال لابدأ من زيارة المعالم الحضارية القديمة .. قدماه تأخذه  بداءً من باب المدينة يتحسس الناس القادمين بائع الجبن وبائع التمر .. لا يفترقان .. هذا باب المخلولة لقد تهدم هو أيضاً  .. أصبح ممراً للناس .. هو يعرف بباب البخلولة  وهو معلم من معالم المدينة تماماً .. هنا بائعة الخبز والملوج والكدم بدأت الشمس تأخذ مسارها إلى الغروب .. والجبل لا زال يحمل في طياته الجاثم على صدره المتخم بالهموم ذرات الغبار في هذا الصيف القارض حجبت منظر المدينة  .. لا يستطيع الناس النظر إلى المدينة القديمة كانت يتيمة .. متصدعة فلقد رحل أكثر سكانها ، إما إلى العالم الآخر وأما إلى خارج المدينة  .
قال في نفسه : مسكينة أنت ( يا ذو عدينة )اسم لمدينة تعز قديما _ وضع لنفسه خطة لزيارة بعض المعالم القديمة  .. مدرسة المعتبيه والأشر فيه .. وادي المحبة .. المظفر.. وغيرها من المعالم القديمة التي تجعله يحس بالماضي.
بدأ الخطى .. كانت الشمس قد أخذت بالغروب تركته يهيم ليكمل جولته .
بدأ السواح يتأملون المدينة .. يأخذون صور تذكارية لمعالمها .. مد رجليه ليرى معالم الدولة الرسولية .. هذه هي الأِشرفية ..  عالم آخر .. وفن زاخر من الجمال .. إنه مدرسة ومسجد . دخل المسجد .. أدى ركعتين شكراً لله .. صحبه مقيم المسجد .. تعال انظر إلى هذا.
.. فتح له باب إلى أسفل المسجد تدفق السواح يأخذون الصور للقبور القديمة التي ظلت هاجعة  يتأمل الزمن الماضي تحكي حروف التاريخ القديم «لتقول هل من مصير لهذه المدينة» . قال له هذا هو قبر الأشراف ألرسولي  .هذا الصرح شامخاً وهذه زوجته قال: ومن هي ؟
قال : المعتبيه . لا زال جو المدينة مشحوناً بالأتربة والغبار أسرار كثيرة قالها له .. تأمل القبور  وخرج مسرعاً. بعد ان تامل قلعة القاهرة
( كانت القاهرة بقلعتها تحكي حصار من زمن بعيد ) نزل وهو يحمل نفسه على قدميه كإنسان مكبل بالحديد معلناً أن المدينة لا زالت يتيمة (تحتاج إلى من يصونها رن جرس التلفون  في جيبه وهو يتراجع الى الخلف  .. كان التلفون صامتاً كما هي القبور  .. قال له هل تحفظ السر .. قال من أنت؟  نعم أحفظ السر..  ما هو السر؟ سكت في نفسه وأخذ يقلب الماضي قال له السر .. رفع رأسه شامخاً ونظر إلى المدينة وهي راقدة في حضن الجبل كطفل في حضن أمه .. تراجع قليلاً إلى الخلف .. نظر كل شيء وشاهد الأشرفية بقببها التي نفخر بها الدولة الرسولية .. قال هل تحفظ السر .. قال نعم .. قال : سري للغاية قال : وما هو .. قال : هل بجانبك أحد .. قال: سواح  يتأملون تلك العظمة ويأخذون صوراً تذكارية .. تراجع عن إعطائه السر ..
قال : وما هو أمامك الآن .. قال: قلعة القاهرة .. وشمالك .. قال: مسجد الأشرفية .. وعن يمينك قال: المدرسة المعتبيه توقف قليلا   ( المعتبية  ؟؟؟)  أنت لاتعرف إلا القليل.
قال : وماهو السر صمت قليلا .. ومن خلفك قال : جامع الملك المظفر .. سكت وهمس في أذنيه : هل تعرف باب المداجر وهل تعرف ؟ .. وهل ؟ .. هل تعرف جبل السراجية ؟ ووادي المحبة وهل تعرف الساقية التي يمر منها الماء إلى ( ذي عدينه ؟) والماء العذب    قال : ومن ذي عدينه ؟ ذي عدينة هي المدينة القديمة (سكت) همس في أذنيه مرة ثانية بكلام جعله يعيد حساباته من جديد .. راح يهرول نحو المدينة القديمة ( ذي عدينه ) بعد ان تغيرت معالمها الاثرية   قال له :  سري للغاية .. هل فهمت  تأمل قليلا كان سور المدينة قد انتهى . بدأ الخبراء في فك رموز النقوش في هذه المدرسة الأثرية وغيرها من العوالم التاريخية والدينية . علما ان تعز تعرت لكوارث طبيعية وحروب من العوامل الطبيعية خسوف الشمس وكسوف القمر وحروب انصبت عليها من الدول المتعاقبة عليها وهناك سر اخر قال ماهو ؟ قال الم تعلم ا ن اول سيارة دخلت تعز هو عام 1926 م وهذا سر آخر احمله لك احفظ التواريخ وهذه السيارة حملت على ظهر بغال وتم تركيبها في تعز . ظهرت السيارة والناس مبهورون بها في حينه .
الحرب الضروس .
نعرضت تعز الى حرب ضروس وذلك لتعنت الإمام يحيى من عدم تسليم الامام لمنطقة الضالع حيث تم التنازع عليها من قبل الامام يحيى والاستعمار .
قال مقبل علي عم احمد احكي لنا هذه الحادثة؟
قال : احمد طربوش حكايه مرت لاتصدعوا راسي.
قال مقبل علي .. احكي لنا هذه الحرب .
قال : بعد صلح دعان سنة 1911 م بين الاتراك والإمام يحيى . بخروج الاتراك من اليمن بقى هناك حامية في تعز ولم يكن الانجليز قد فرض الحدود . اضطر الإمام بضم الضالع الى مملكته وقع في هذه المنطقة مناوشة في منطقة قعطبة التي كانت جزءاً من الضالع . رفض الإمام ذلك مما اطر الانجليز الى ضرب تعز بالطائرات وراح من جراء هذا الضرب خلق كثير وخاصة في نقيل الحقر . الاان الامام اضطر لتسليم الضالع وتم رسم الحدود لكن تعز لم تسكت على ذلك وتم احتلال لحج من قبل الامام.
قال مقبل علي هذه حادثه لاتنسى ابداً .
قال عبد الستار اقروا التاريخ ترون العجب عن تعز .
النزوح الجماعي
بعد كل ماحصل لتعز من غزوات وكوارث وانشقاقات وبقيت ذي عدينه تذوق الامرين سبب تقص المياه وتفرق اهلها لغزوات من الدول المتعاقبة.
بدأ أهالي المدينة القديمة للنزوح الى خارج المدينة فاستوطنوا اماكن كثيرة من خارج باب موسى منها الحصب وضربة علي والمصلى الشرقية والغربية وجبل هزيم هذا من الشمال والغرب اما من الجنوب فقد نزحوا الى منطقة الضبوعة والجبال المطلة الى عصيفرة نحو العدين واصبحت المدينة القديمة شبه خاوية , واقبل الوافدون من الريف يعمرون لهم مساكن خارج المدينة توسع العمران وشقت الطرقات وأصبحت ذي عدينة يتيمة إلا من سكانها الاصليين كان هذا التوسع العمراني تنفس للمدينة القديمة . وسميت حارات جديدة . وبدأت السيارات تصل من الجنوب المحتل رينا السيارات الدش الكبيرة والعنتر ناش وطلعت بعض الكلمات الافرنجية من الجنوب ولكن محرفة مثل جرشبل ودريول وغيرها الذي اوصلها العمال من عدن . وكانت في هذه الفترة قد ظهر التلغراف ( وما يسمى المرسس ).
سحب البساط من تحت الإمام احمد
اليوم المقيل سيكون عند القاضي المجاهد وسنتحدث كثيرا وافق الجميع على هذا الاقتراح . في المقيل قال عبد الستار بعد ان استأذن القاضي المجاهد   سنكمل حديثنا ونعود قليلا الى الورى قال عبد الستار اذا كان هناك اخطاء راجعتني يا  قاضي علي  هز القاضي راسه واعطاه الاذن . بدأ عبد الستار حديثه . بعد اغتيال الإمام يحيى في صنعاء والقضاء على ثورة 48م توج احمد اماما واتخذ تعز مقراً دائماً له وبدأ في زج الاحرار في السجون وفي عام 55م كانت هناك  محاولة الانقلاب على الإمام احمد وهو الانقلاب الذي قام به الثلايا في تعز واعدم قادة الانقلاب ومن بينهم الثلايا وبعد ذلك عمل على البحث عن الاحرار . اخرج ورقة وراح يتذكر الاحداث.. المحاولة الثانية في فبراير لعام 61م في الحديدة قام به العلفي والهندوانة  واللقية لكن الإمام ظل مثخنا بالجراح حتى 18 سبتمبر لعام 62 توفى الامام وتولى ابنه البدر الحكم لكن لم يدم كثيرا .انتفض الاحرار وقامت ثورة 26سبتمبر.
 قال عبد الستار نعود قليلاً الى الوراء . بعد الاصلاحات التي وضعها الإمام  في تعز .
بدأ المغترب يعود الى وطنه يعمر وشق الطرقات  ويبني له حياة جديدة لكن الإمام ظل مسيطراً على حكم البلاد مماجعل البلاد تغرق في ظلام دامس . وعاد المواطن من حيث أتى عاد أكثرهم الى الحجاز وعدن .                     
 قال عبد الستار . شعبنا ظلم , فبدأ الاحرار بالتحرك من جديد وهرب من هرب من المثقفين وانعدم التعليم  وكانت في تعز مدرسة واحدة هي المدرسة الاحمدية في حارة الجزارين  ومدرسة اخرى هي النجاح عبارة سجن في المدينة . وبداء سحب البساط من تحت اقدام الإمام بالمحاولة الاخيرة فضحى الشعب بخير رجاله وشبابه .سكت عبد الستار ونفض المقيل . بعد ان ارتاح مقبل علي من كلام عبد الستار قال القاضي علي المجاهد لقد اجدت يامعمر تعز .
اضراب الطلاب في تعز
اضرب الطلاب في تعز . وكانت بداية الثورة الحقيقية في تعز .
قال عبد الستار بعد عودة الامام احمد من روما مثخن بجراحه من محاولة الاغتيال التي قام بها االعلفي  والهند وانه في الحديدة  . اضرب الطلاب في تعز  وذلك في نهاية 1961م اغلقت المدرسة وضرب الطلاب من قبل عسكر الإمام وهرب الطلاب الى ضربة علي وجلست مغلقة  حتى قيام الثورة عام 1962م . وقامت الثورة توافد الناس من كل صوب وحدب للدفاع عن الثورة وكان الشباب بمثابة الدرع الواقي للثورة المباركة . وبنت الفنادق والحدائق وشقت الطرقات وقدمت السيارات الكبيرة والصغيرة تحمل الشباب بحراً وبراً وتحمل الخيرات .
 ثورة26 من سبتمبر
قامت الثورة يوم  الخميس 26من سبتمبر  وانخرط الشباب في سلك الجندية للدفاع عن الثورة كان الشباب يصلون الى تعز من الشطر الجنوبي من الوطن حاملين رؤوسهم على اكفهم. ولاقت الثورة والجمهورية مالاقت من الإجهاض من قبل اعداء الوطن لكن عجلة التاريخ لم تتوقف يدا تبني ويدا تحمل السلاح . قال مقبل علي انا كنت من بين الذين التحقوا بالحرس الوطني في حينه . حملت السلاح وتدربت عليه .
المدارس تفتح ابوابها
بعد قيام الثورة فتحت المدارس ابوابها وتجند الشباب والتحقوا بالحرس  الوطني وبالألوية المقاتلة للدفاع عن الثورة حيث تكالب الاعداء على الثورة . لكن الجمهوريه صمدت ضد الاعداء وضحى الشباب بروحه  حيث شيد المصانع وشق الطرقات وبدأ تحرير الجنوب المحتل حيث قامت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني ورحيله عام 67.م
فتحت مدرسة الاسلحة وفتحت الكلية الحربية وكلية الشرطة وتخرج الطيارون وكونت الألوية القتالية التي تدربت في مصر للدفاع عن الثورة .
هائل سعيد في تعز
بداء الحاج هائل سعيد بانشاء مكاتب له للتجارة. فكان ابنه احمد رأس حربه . فتح له مقرات للتجارة .ثم حول التجارة الى مصانع . فأنشأ مصنع البسكويت في الحوبان وتزايدت المصانع وكانت تعز منبراً للصناعة ثم تبعه الاصنج ثم مجموعة الشيباني وكانت تعز قلعة للصناعة ياتي هذا من عام 67م وحتى الثمانينات . أنشئت بعد ذلك الاذاعة ودخل التلفون  . قال احمد طربوش لقد امتد بي العمر ورأيت مارأيت  فكانت اذاعة تعز منبراً للعلماء والمثقفين والفنانين . وجاء مطار تعز في الجند ليستقبل الطائرات ووصلت السيارات الضخمة تحمل البضائع ونهضت نعز وتوسعت الى مشارف القاعدة وحذران . ثم جاء الاستقلال وطرد الاستعمار من جنوب اليمن المحتل . يومها هتفت الجماهير في  الشمال والجنوب عاشت اليمن .
قال عبد الستار . اليوم الواحد يموت قرين العين بعد ان توحدت اليمن . اتكى احمد على حجر وهو يشم رائحة النرجس من على خد الصبرية الجاثمة امامه . واخذ حفنة من التراب ووضعها في جيبه . ولاتعرف المجموعة لماذا هذه الحفنة من التراب  ضحك الجميع على عبد الستار .
ركب عبد الستار سيارة فاخرة يرافقة احمد طربوش ومقبل علي وآخرون متجهين الى عدن ثغر اليمن الباسل كان الطريق امامهم سهلا ميسرا ومقبل علي يصف لهم الطريق والاماكن وفي الشريجه اخرج  عبد الستار التراب الذي في جيبه ورش منه عند الحدود وفي كرش عمل كذلك وسكت . قال لهم مقبل علي هذه هي الحدود .كانت السيارة تسير بسرعة جنونية وهو يصف لهم الأماكن , هذه عدن هذا الشيخ عثمان وهذا الجسر وهذه المنطقة الحرة وهذا البحر وهذه الصهاريج التي كانت مهراً للسيدة بنت احمد الصليحي . وهذه قلعة صيرة لم يتركوا مكاناً الازاروه  عاد الجميع الى تعز بعد رحلة جميلة ممتعة . قالوا جميعا ... تعز علينا تعز.
حبنا للحالمة.. تعز
تجمع الجميع وهم يلبسون أزهى الملابس التعزية مع أولادهم  ونسائهم وصلوا صلاة الجمعة في جامع الجند التاريخي . شهدوا ذلك الزمن الماضي  وتذكروا الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه  الذي اسس اول مسجد في الاسلام في اليمن في السنة التاسعة من الهجرة لتضل اليمن موحدا وتعز رمز التضحية . هل تريدون شيئاً ياأحبابي فالزمن قد قطع مني الكثير وعشت زماناً افخر به لكم مني التحية

يا حاملات الشريم *** والطل فوق الحشائش

دراسة قصيدة وأغنية وا حاملات الشريمـــــــــــــــــــــــــ ــ


قصيدة وا حاملات الشريم
ـــــــــــــــــــــــ
يا حاملات الشريم ***والطل فوق الحشائش
معطرات الزنان*** فوق الصدور الزراكش
هيا اسبقين الطيور***وغردين في الغباشش
لمين حشيش البكور***واطوين سبول على المحاجش
من ندى الخير رشين***قليب ولهان عاطش
وغنيين للبعاد***اللي ترك قلبي فاتش
هجر ولوعة حبيبه***تسكب دموعه دراديش
***
سحابة الفجر سيري***مع حنين المفارق
رشي فؤاد المتيم***ندى سخي العطر عابق
من مخمل الغيم غطي***لواعجي بالبيارق
واللي بهطلك قليب***صبابته كالحرائق
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لواثق
***
يا شارح الحول بشرى***حولك يفتح فراجم
مثل الجنان في سبوله***أخضر بكل المواسم
عراجيش السوم تزهر***ورده بوصلك هائم
والأقحوان متيم***شوقه إليك شوق صائم
أذكر عهود الشواجب***همس العيون والمباسم
عد يا حبيبي لحولك***خير الصراب فيك حالم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
اسم القصيدة : حنين المفارق
اسم الشهرة : وا حاملات الشريم
موضوع القصيدة الحنين والغربة
اسم الشاعر : راشد محمد ثابت
معاني الكلمات :
الشَرِيمْ : هو المنجل ، ويسمى في بعض البلاد ( المحش ) وهو
منشار محدب يقطع به الحشائش وسيقان الذرة وسيقان القمح
وتسمى محليات بــ ( العجور )
الزنان : جمع زنة وهو الفستان أو القميص النسائي في محافظة إب
وكما يطلق اسم الزنة على الفستان يطلق أيضا على الثوب الرجالي
والذي يسمى اليوم بالثوب الأبيض الخليجب
الزراكش : جمع زركشة وهي الزينة التي تضاف لصدر الفستان أو الزنة
اسْبَقِيْنْ : بالفصيح اسبقن فعل امر من ( سبق) مضاف إليه نون النسوة
غَرِدِيْنْ : بالفصيح غردن ومعناها غنين من أغاني الريف
الْغَبَاشِش : جمع غبش وهو بعد صلاة الفجر وقبل انبلاج الصبح
لُمَيْنْ : من لمَى ـ يلملم ـ للملمة ومعناها اجمعن

سَبُولْ : جمع سبولة وعي سنابل القمح والذرة
الْمَحَاجِشْ : جمع مَحْجُشْ وهو الرباط أو الحبل الذي يلف على الخصر
عند الرجال والنساء وعادة يضعه الرجال لتثبيت الإزار وهو بمكان
الحزام في الوقت الحاضر ، ومعنى الكلام يطوقن خصورهن بسنابل القمح
والذرة وهن يجمعن الحشائش
رُشَيْنْ : من رشى يرش رشا
فَاتِشْ : مفزوع ومحروم من النوم
هَجَرْ : سافر واستقر في بلاد بعيدة
دَرَادِش : جمع دردوش وهي المياه الساقطة من الجمبل كالشلال


اقتباس:
يا حاملات الشريم ***والطل فوق الحشائش
معطرات الزنان*** فوق الصدور الزراكش
هيا اسبقين الطيور***وغردين في الغباشش
لمين حشيش البكور***واطوين سبول على المحاجش
من ندى الخير رشين***قليب ولهان عاطش
وغنيين للبعاد***اللي ترك قلبي فاتش
هجر ولوعة حبيبه***تسكب دموعه دراديش
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
سَخِي : غني ، بمعنى ندى غني برائحة العطر
جَنِحِي : غطيه واحفظيه واحجبي عنه الأذى



***
اقتباس:
سحابة الفجر سيري***مع حنين المفارق
رشي فؤاد المتيم***ندى سخي العطر عابق
من مخمل الغيم غطي***لواعجي بالبيارق
واللي بهطلك قليب***صبابته كالحرائق
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لوثق
***
ـــــــــــــــــــــــــ
شَارِح : حارس
عَراجِيش : جمع (عِرْج ) ويقال أحيانا ( عِرْش ) ويجمع بعروش
والمقصود به كثافة الأشجار المتسلقة

سَبُولُهْ : جمع سبولة : وهي سنابل القمح
السَوْمْ : الحافة الخارجية للحول أو الحقل
الشَوَاجِبْ : جمع شَاجِبَهْ : وهي جوانب الحقل أو الحول


اقتباس:
يا شارح الحول بشراى***حولك يفتح فراجم
مثل الجنان في سبوله***أخضر بكل المواسم
عراجيش السوم تزهر***ورده بوصلك هائم
والأقحوان متيم***شوقه إليك شوق صائم
أذكر عهود الشواجب***همس العيون والمباسم
عد يا حبيبي لحولك***خير الصراب فيك حالم


دراسة للقصيدة
القصيدة كما ذكرنا هي حنين ولوعة وغربة وليست غزلية كما يتصور
بعض القراء ، فالشاعر الذي هجر قريته واستقر في بلاد بعيدة حلق
خياله في قريته وفي الحقول الزراعية القريبة من قريته واستعاد
من ذاكرته حركة الناس في قريته وكان متاثرا بالجانب العاطفي الذي كان
يؤنسه في أيام الطفولة وهو الجانب النسائي ، فقد استعاد إلى ذاكرته
مشهد نساء القرية وهن ينطلقن إلى الحقول بعد صلاة الفجر لتجميع
الحشائش كعلف للدواب في وقت الغبش وهو الوقت الذي يكون الطل
عليها لأنه لا يصلح جمع الحشائش بعد شروق الشمس ، أما مشهد
حاملات الشريم فهو وضعه من خلف العنق مربوطا عليه بكمي الزنة
من خلف الرقبة
كانت الزنة النسائية تحتوي على كمين واسعين وإذا خرجت المرأة إلى
الحقل تلم الكمين إلى خلف الرقبة وتربطهما ببعضهما وليس معنى ذلك أن
الساعدين ينكشفان لأنه يوجد من تحت الزنة فنيلة وهذا في الأيام التي
ادركناها في طفولتنا أما قبل أيامنا فلم يكن هناك فنائل بسبب الفقر
فقد استعاد الشاعر مشهد نساء القرية وهن يسرن مع زقزقة الطيور
مسابقات لها وهو مشهد جميل في تلك الحقول وفي تلك القرى
وفي المقطع الثاني تمر سحابة في أجواء الأرض التي هاجر إليها
الشاعر فأثارت في خياله مشهد السحاب في اجواء القرية وأجواء القرى
المحيطة بقريته وقد سماها بسحابة الفجر أي أن الخطاب لسحاب القرية
الموجودة في خياله وليس للسحاب التي يرها في بلاد الغربة فأثارت لديه
أشجان وذكريات
وفي البيت الخامس والسادس يتذكر حبيبا بعينه فرقت بينهما الغربة
حيث يقول :
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لوثق

وفي المقطع ألأخير يحلق في سماء الحقول وبين الزرع والأشجار
واطراف الحقول حيث ذكر ( السوم ، والشواجب والعراجيش )
واستعاد مشهد حارس الحقل وهو يحرس الحقل من أي معتدي
أو ماشية
فقد ابدع الشاعر في تصوير القرية وحياة الناس مع مواشيهم
وزروعهم وسنابل القمح والذرة واجواء الفجر والغبش
فالشاعر هنا ابدع إبداعا رائعا وقد أضاف فنان اليمن الكبير أيوب طارش
عبسي إلى هذا الابداع إبداعا آخر جمع المشهد مع النغمة والإيقاع
ما يجعلك وانت تسمعها كانك في هذا العالم الجميل القرية والحقول

الله يعطيكم العافية
وبارك الله فيكم


الجمعة، 19 سبتمبر 2014

جبل صبر .. شموخ الحالمة

                        جبل صبر.. شموخ الحالمة تعز


 شموخ يطل على مدينة تعز.. ظل الغمام المنساب من بين القمم... بهاء القمر حينما يسكب شعاعه من الأعلى الى الأسفل... روعة المنظر وتحفة المشهد بين أحضان النسيم وشذرات السحر ، إنه جبل صبر “ بفتح الصاد وكسر الباء” الذي يعتبر الفناء الأول للراحة ‏والبهاء. خمسة أشياء جذبت انتباهنا ونحن في طريقنا إليه، أولها تلك الطريق التي تنقل الزائر بمنتهى الدقة من الحالمة تعز إلى قمة ‏الجبل، منتزه الشيخ زايد السياحي، الزي التقليدي الذي يعد الجانب الأجمل ، والوجوه المفعمة بالأشجان، وأخيرا الجو الساحر للمنطقة . ‏
سابقنا الشمس قبل شروقها لننطلق من الحالمة تعز بعد أن جهزنا عدتنا.. وشوقنا ‏يزداد كلما اقتربنا من جبل صبر الذي طال ما اشتقنا لجماله والتجول بين حقوله الخضراء ‏وزهوره الملونة. وبدأنا نصعد أول منعطف من الجبل مودعين المدينة تاركينها لتكمل أحلامها ونومها بكل ‏هدوء وسعادة .. وما هو إلا وقت قصير حتى وصلنا إلى جانب منتزه الشيخ زايد بن سلطان ذو البناء ‏الضخم والمطل على المدينة بالكامل، حيث مكثنا نراقب عن كثب تلك الحركات والوجوه البريئة لأبناء الريف، ‏بعضهم على الرصيف يبيع القات والفواكه والبعض في طريقهم الى العمل في الحقول والمدرجات ‏الخضراء وآخرون نازلون إلى المدينة. لقد اختلط هنا الحظر بالريف في مشهد متناغم جميل يضفي على النفس الواناَ من الراحة و‏المتعة.‏‏وها نحن ذا نواصل سيرنا إلى الأعلى في المنعطفات الإسفلتية المتطورة وعلى يميننا ويسارنا تنتشر ‏المدرجات الزراعية الخضراء زاهية وخلابة للعقول. تتوسط تلك المدرجات منازل تقليدية وأهالي يعملون بكد ونشاط في هذه ‏الواحات الخضراء وكأنها لوحة فنية رسمت بيد فنان مبدع.‏
طابع خاص
للقرى المتناثرة على الجبل طابعها الخاص ولا تزال معظمها محتفظة بعاداتها وتقاليدها القديمة كما لا يزال اهلها محتفظون بالبساطة والاحتفاء بالزائر ‏حيث تصافحك الابتسامات قبل الأيادي. ما من زائر لصبر إلا ويقع أسيرا في عشق تلك المنطقة التي ‏تكسوها الخضرة المتدرجة الألوان، من الأخضر الباهت إلى العميق، كالزمرد تعطيك الإحساس بروح الجمال لهذا السندس ‏الأخضر والنباتات التي تنبثق من بين الأحجار، ناهيك عن أشجار الفاكهة المنتشرة بجوار كل منزل.‏
وفي منتصف الطريق المؤدية إلى قمة الجبل، وقفنا في منطقة (ذي مرين) المتميزة بإطلالتها الواسعة على كافة ارجاء مدينة ‏تعز لنشاهد من هناك تلك المدرجات الزراعية الخضراء القابعة في الأسفل، وقد شد انتباهنا كثرة تواجد السياح في هذا المكان ‏وهم يراقبون حركة المدينة التي تتلألأ وكأنها لمعان الماء في قعر البئر. ‏
مسجد أهل الكهف:
وبينما نحن في شوق ولهفة لنعانق العروس تاج الجبل، سحرتنا شذرات روحانية من يمين ‏الطريق في منطقة المعقاب، وسط واحة واسعة من الخضرة المختلطة بالأزاهير الملونة، تتناثر ‏فيها بعض المنازل التقليدية هنا وهناك.. وكان منبع تلك الشذرات هو مسجد أهل الكهف.‏
‏ استقبلنا في المسجد الحاج قائد بابتسامات بريئة نابعة من وجهه وبدأ يشرح لنا بعض التفاصيل عن ‏المسجد. بني المسجد بأحجار كلسية مطلية بالقضاض الأبيض بشكل مستطيل بمساحة 18 ‏متراً وعرض ‏12 متراً تقريباً, وللمسجد ثلاثة مداخل في المدخل الجنوبي بركة للماء مبطنة بالحجارة ‏والقضاض، وسقف المسجد خشبي مزخرف وأعمدته خشبية متصلة بأحجار عليها نقوش جميلة . وفي زاوية المسجد توجد غرفة صغيرة فيها فتحة الكهف بقطر 70 سم يقال أنها تمتد إلى ‏مدينة ثعبات الواقعة أسفل الجبل من جهة الشرق على بعد عدة كيلومترات وتهب منها رياح ‏أحيانا تطفي الفانوس أو الشمعة كما شرح لنا ذلك الحاج قائد. ويرتبط أسم المسجد بواقعة أهل ‏الكهف التي تعدد ذكرها في القرآن الكريم حسب اعتقاد الأهالي هناك. ويعتبر المسجد مزاراً ‏دينياً حافلاً يزار سنوياً في اليوم العاشر من شهر رجب، وبجانبه مساحة واسعة تستخدم ‏في ذلك اليوم وهي تابعة للأوقاف. ويمكن ان تستغل تلك المساحة في إنشاء استراحة للزوار. وعندما نبتعد قليلاً تطل ‏نظراتنا على شذرات روحانية مشابهة على مدى النظر لمسجد ابن علوان في منطقة يفرس، والذي ‏يرتاده أهالي صبر في ايام الجمع من كل اسبوع، وبنسبة عالية.
 الهواء العليل
بعد طول اشتياق وصلنا إلى رأس جبل صبر الشامخ أعلى مكان في اليمن بعد جبل النبي شعيب، ‏والرياح الباردة واللطيفة تهب علينا من كل جانب، حيث تمتعنا برؤية تلك المدرجات الزراعية الرائعة المنتشرة من حولنا وعلى امتداد البصر شمالاً وشرقاً ‏وجنوباً وغرباً. وها هي ذا انظارنا تسافر بعيداً من هناك لتصل إلى مناطق مشرعة وحدنان، ‏صالة والتعزية، بل وابعد من ذلك إلى دمنة خدير والراهدة حتى قلعة الدملؤة بمنطقة الصلو.
لحظات جميلة لن تنساها، فالهواء العليل يداعب وجنتيك لينسيك الهموم، ويزيدك رغبة للمكوث فترة اطول في هذا المكان الذي قد لا تلقى مثله في أي بقعة أخرى من بقاع الأرض. وما يثير الشجون حقاً هي تلك ‏اللحظات التي تقع فيها عيناك مساءً على اضواء مدينة عدن وهي تتلألأ في بحر من الظلام، فتكاد تطير إليها ‏لتسبح في بحرها الساحر.‏
طيور الجبل:
وقبل ان يمزق ضوء الفجر عباءة الليل، نهضنا باكراً لنستنشق نسيم الصباح، ونتجول بين قطرات الندى التي تملأ اوراق الأشجار، واذا ‏بالطيور والعصافير قد نهضت من أعشاشها محلقةً في الفضاء ومغردةً فوق فروع تلك الأشجار ابتهاجاً بمولد فجر جديد.
وقد لفت انتباهنا صوت مميز لطير (أبو كحيل) وهو يوقظ الطيور من نومها بصوته العالي رغم ‏صغر حجمه، فقد لا تراه إلا بصعوبة فوق أغصان الأشجار الخفيفة. وتجد هناك ايضاً (البلبل الجبلي)، وهو مختلف عن بلبل القيعان حيث يفضل العيش في أعالي الجبال وله صوت شجي ‏وجميل. وعادة ما نرى طائر العقاب الكبير والذي يظهر في موسم البذور في شهر نيسان، والذي يقوم بنبش البذور ‏التي يبذرها الفلاحون، فيقوم البعض منهم بوضع قطعة بيضاء من القماش أوغيرها وسط الحقول لتحركها الرياح فتهرب ‏العقبان منها، ولا يعرف أين تختفي بقية شهور السنة. وهناك طيور أخرى متنوعة وكثيرة ‏مثل الحمام وطير (مريم الراعية) كما يسمى هنا في جبل صبر.
الفواگه والمزروعات:
لا نتناول الفرسك والرمان والبلس إلا ويذكرنا بجبل صبر المشهور بزراعة هذه الفواكه، والتي ‏نراها تباع في الأرصفة في الطريق إلى الجبل. وأكثر ما تزرع في منطقة عبدان المسراخ في شرقي ‏صبر المشهور بوفرة المياه، حيث تخرج منه في الصيف ما يقارب 120 عين ماء إضافية. أما المزروعات فهي ‏التي ميزت الجبل عن غيره وغطته باللون الأخضر، ومن هذه المزروعات الشعير والذرة والثوم ‏والبطاطس والحنطة والفول، والتي يذهب الأهالي لبيعها في مدينة تعز واسواق النشمة، المسراخ يوم الخميس. كما يكثر هناك زراعة المشاقر التي تتزين بها الفتيات .. وهي من النباتات العطرية التي تزرع بأنواع متعددة ‏كالريحان والورد والنرجس، وهي ما تميز الفتاة الصبرية عن غيرها.
الحياة تقليدية:
وللحياة الاجتماعية في جبل صبر إيقاع خاص ،حيث لايزال السكان هناك محافظين على ارتداء ‏الملبوسات الشعبية المتوارثة عن الآباء والأجداد وخاصة النساء اللاتي يرتدين الزي الشعبي والحلي التقليدية، حتى أصبحت ‏صبر مصدر الإلهام والإبداع الفني للعديد من الأدباء والفنانين، الذين استطاعوا تجسيد ذلك في العديد من ‏اللوحات التشكيلية ، الصور الفوتوغرافية ، القصص الأدبية والقصائد الشعرية المغناة.‏
كما لا يزال الأهالي محافظين على نمط الحياة التقليدية القديمة مثل نقل الماء من الآبار فوق ظهور الحمير، و‏استخراجه من الآبار بالطريقة التقليدية بواسطة الدلو، حيث تقوم احدى الفتيات بمساعدة الأخرى في سحب الحبل بنشاط وهن ‏يتغنين بالأهازيج الخاصة بذلك. ولشهرته بالخضرة والزراعة والحياة التقليدية القديمة، فقد أصبح ‏جبل صبر مزاراً يتوافد إليه السياح الأجانب، والزائرون من معظم محافظات الجمهورية إلى جانب سكان مدينة تعز، والذي اصبح بالنسبة لهم المتنفس الأول الذي يجدون فيه الراحة والهروب من ازدحام المدينة.‏
المقالح والفضول في صبر:
حب المعرفة جعلت أديب اليمن الكبير الدكتور/ عبدالعزيز المقالح يزور صبر قبل اكثر من 40 عاماً ليستمتع بما فيها من الجمال ‏وروعة الحياة، حيث بدت له مدينة تعز من هناك كأنها رمانة ياقوتية مفتوحة. وقد ترجم ذلك ‏الإحساس في كتابه الجديد (كتاب المدن) الذي تحدث فيه عن جبل صبر ومدينة تعز.
اما بالنسبة للشاعر الغنائي الكبير الأستاذ/ عبدالله عبدالوهاب نعمان الذي اشتهر بلقب “الفضول” ، فقد قضى جزءاً من حياته في جنبات جبل صبر، فانشد في جماله وروعته أجمل الأشعار التي تغنى بها الفنان ‏الكبير أيوب طارش العبسي. وقد توارث أبناء الفضول من بعده عادة قضاء جزء من حياتهم هناك.‏
جمال مخفي خلف الضباب:
لم تكتمل الى هنا رحلتنا في قمة رأس الجبل المليء بالضباب، وإنما بدأنا بالشوط الأخير منها لنكتشف ما اخفاه عنا ‏الضباب في‏‏ الجهة الأخرى المطلة على الريف. كان الجو أكثر نقاءً والهواء اكثر إنعاشاً، تفوح منه رائحة المدرجات ‏الخضراء التي تتخللها قرى عديدة متناثرة هنا وهناك على ظهر الجبل الشامخ. ومن القرى التي ‏تراها أمامك قرى حَصان النجادة والشقب، التي تنتهي طريقها الرملية في مديرية دمنة خدير، التي نأمل ان يتم تعبيدها في القريب العاجل لكي يتسنى للزائرين والسواح الأجانب الوصول الى الجهة الخلفية من الجبل.‏
لم نرتوي من عبق ونضارة جبل صبر، ومهما أجبرتنا الحياة على أن نفارق من نحب فسنعود إلى أحضانها ‏مرات ومرات. 

#الأقروض،#حصبان_أسفل،#انبيان،#مسفر،#عرش،#وتير،#جارة،#جبل_صبر ،#طالوق،#حصبان_أعلى،#خريشة،#صنمات،#عبدان،
صور_صبر_الموادم،#الجرن،#سيعة،#الذراع،#الضباب،#برداد،#مرعيت،#الحازة،
#برداد، #صور_المسراخ ،
#السلف ،#الموادم،#الجرن،#سيعة،#المعقاب،#العارضة،#النجادة،#تباشعة،
 #العدنة،مرعيت،الذراع،#الحازة،#مديرية_مشرعة_وحدنان،#حدنان،#قرى،
#حدنان،#ذعنقب_نجد،#ذعنقب،#المحرس،#عدن_ديمة،#نمه،#الكشار،
#حدنان،#الحجف،#الاشاني،#ميهال_حدنان،#حدابة القرى لعزلة مشرعة،#مشرعة،#ميهال_مشرعة،#نجد_مشرعة،#وادي_الوجيه
#الصناحف،#المسالية،#المجيرين،#تبيح،#وادي_النصر،#وادي_الضباب،
tedxtaiz# ، tedx taiz ، #تيدكس_تعز ،تعز تيدكس،نشعل الابداع،#نشعل_الابداع، #مشرعة #حدنان ، #صبر ، #جبل ، #مناظر

جبل صبر وقلعته الشامخة وأبوابها التسعة..شهود على مكانتها التاريخية:تعز .. المدينة الزاخرة بتراثها الحضاري ومعالمها السياحية الأثرية


جبل صبر وقلعته الشامخة وأبوابها التسعة..شهود على مكانتها التاريخية:تعز .. المدينة الزاخرة بتراثها الحضاري ومعالمها السياحية الأثرية



ذقيانوس، ذي عدينة، ثغر ، المحروسة، المدينة المعلقة بين النجوم والحالمة.. أسماء لمدينة تعزجامع الصحابي معاذ بن جبل في مدينة الجند أهم المآثر الإسلامية في اليمن
محافظة تعز هي العاصمة الثقافية لليمن ، فقد جمعت عبر التاريخ بين الريادة الثقافية والعلمية والتجارية . وتقع محافظة تعز إلى جنوب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (256) كيلو متراً، وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السكان في الجمهورية، إذ يشكل سكانها ما نسبته (21.2%) من سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها (23) مديرية .
إعداد: أحمد الجبليوتتميز تعز بتنوع نشاطها الاقتصادي؛ حيث يزرع فيها بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضروات، والفواكه، إلى جانب الثروة الحيوانيةوصيد الأسماك في ساحل مدينة المخاء، فضلاً عن ممارسة النشاط الصناعي، حيث يوجد في المحافظة العديد من المنشآت الصناعية،منها: مصنع أسمنت البرح وبعض الصناعات الغذائية. وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن من أهمها النحاس، النيكل، الكوبلت ومجموعة من عناصر البلاتينيوم ..أما معالم السياحة في محافظة تعز فهي كثيرة ومتعددة، منها جامع الجند التاريخي الذي بناه الصحابي الجليل معاذبن جبل بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلعةالقاهرة والمدارس الأثرية كالمظفرية والأشرفية والمعتبية .
ومدينه تعز – عاصمة المحافظة - زاخرة بتراثها الحضاري ومعالمها السياحية الاثريه من حيث مساجدها وأبوابها  وأحيائها القديمة وقلعتها التاريخية المطلة على المدينة , وجبل صبر الحارس لها .
ويقال أن مدينة تعز القديمة مبنيةعلى أنقاض وفوق مدينه سبئية قديمة موجودة على عمق اثني عشر متراً وكانت تعرف باسم مدينة « ذ قيانوس « ولها أيضا أسماء كثيرة منها ذي عدينه  وثغر  المحروسة  تعز  المدينة المعلقة بين النجوم  الحالمة .
الأحجار تقول شعرايقول أحد المتيمين بمدينة تعز وطبيعتها وآثارها التاريخية  :
بقدومك إليها يتراءى لك ثلاثة أحوال لها ، مستلقية على سفح جبل صبر أو متكئة برأسها على الجبل الحاني عليها بكل تواضع وإجلال ، أو أنها فضلت أن تكون منخفضة عنه ليتواءم البشر على العيش معها أكثر فتوفر المأوى والحضن الدافئ لكل قادم ومقيم فيها .
تراها ممشوقة القوام كالكلمة الطيبة ، يلفها النسيم من وادي الضباب وحتى البركاني كقلب خافق بين حنايا الرئتين، تسمع لها تنهدات عند السحر من مآذن المظفر والأشرفية فتتجاوب معها أشعة الشمس القادمة من الحوبان لتلف المدينة إلى عالم الحقيقة ويكشف الغطاء عن جمال اختبأ بستار من الليل، ليتكرر المشهد يوميا بين اغتسال في البحر ليلا على شرفة باب المندب وشراء فل من البرح وهجدة وليكسوها الصباح ثوبا شفافا يبين كافة مفاتنها ، فتراها خجولة كالعروس يمدها وادي الضباب بذلك العبير الذي يتخلل جاءها وكل خصلة من شعرها .
وما أن تطأ المدينة حتى تنتفي عنك وحشة المكان ، ويتلبس بك شعور كأنك وجدت ضالتك , وتتهافت روحك على دوحةمن الأحاسيس لاتعرف لها مثيلا،تردد في أعماقك تلائم الحب في قلبي،وينبري قلمك ليسطر أعذب استغفاراته ، وتمدك المدينة برقة القلب ولين الأفئدة، أسئلة تتزاحم وتُحار في الرد عليها ، ويختالك الشعور أكنت أسيراً في شوارع المدينة وأروقتها وتعاريجها،أم كانت المدينة تسير في مجرى دمي،وهل هذه تعرجات شوارعها أم تعرجات شراييني وأوردتي, لقد خالطتك الحقيقة بالأوهام ومن دهشة المكان استعذت من الشيطان بدلا من تسبيح الرحمن, لقد أفقدك المكان حقيقة نفسه ولم يعد معروفا لديك أكنت الزائر أم المزور؟ إن الأحجار لا تتكلم إلا أنها في تعز تقول شعرا .
أبرز معالمهاجبل صبر هو ابرز معالم مدينة تعز، حيث يعطي المدينة جمالاً ورونقا ويحيط بها من الجهة الجنوبية والشرقية ومن ابرز معالمه قلعة القاهرة ، مديرية الحجرية وتعتبر من أكبر مديريات مدينة تعز الحالمة ، وهي مقسمة لعدة مناطق منها « المسراخ ، المعافره ، بني يوسف ، بني حماد, بني غازي...إلخ «  وقد سكنها العديد من القبائل المعروفة ومن أشهرها المعافره « من تميم « و مذحج وغيرهم ، كما أن الأتراك في تلك الحقبة سكنوا فيها وجعلوا من منطقة التربة قلعة لحصونهم، لأن جوها عليل وبارد والأرض زراعيه على سفوح الجبال فكانت لهم متنزها و قلعة حكم حصين ، وتعد قبيلة « بني حماد «  من القبائل التي لها تاريخ عريق و تعد من أشهر القبائل المنتشرة في دول الخليج ويقال ان بني حماد ينتمون إلى قبيلة تميم .
ويصل ارتفاع جبل صبر المطل على المدينة إلى حوالى ( 3070 متراً ) عن مستوى سطح البحر ، ويرتفع عن مدينة تعز حوالى ( 1500 متراً ) فيزيد المدينة جمالاً إلى جمالها خصوصاً في الليالي المقمرة .
ويدخل جبل صبر طبوغرافيا ضمن مناطق المرتفعات الوسطى والجنوبية ويشكل معلماً تضاريسياً هاماً ويشرف على المناطق الجنوبية من أعلى قمة فيه هي قمة جبل العروس .. هو جبل جرا تيني من العصر الثلاثي، صخوره غنية جداً بالمكثفات بكافة أنواعها وفيها معدن« الهاليت«والفلزات المعدنية،إضافة إلى صخور بركانية منها كوارتز ، والمونزونيت .
يذكره لسان اليمن « الهمداني « في كتابه « الصفة « بأنه حصن منيع وهو من الجبال المسنمة من المعافر ويسكنه الحوا شب ، والسكاسكك ، وفيه آبار وهو ملك الجبال الجنوبية ، ويصفه « ابن المجاور « بأنه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والأخشاب وفيه العديد من القرى والحصون وله أربعة مسالك إحداها الخشبة ، وبرداد ، وعتدان ، وجَبَأ .
وخلال العصر الإسلامي كان لجبل صبر أهميةإستراتيجية من الناحية الدفاعية حيث وردت له إشارات في المصادر التاريخية، ففي فترة الدولة الصليحية كان الأمير«أسعد بن أبي الفتوح بن الوليد الحميري « متولياً على جبل صبر ، وحصن تعز حتى عام ( 514 هجرية ) وتولى بعده شؤون جبل صبر وحصن تعز.
وتحتوي مديريات تعز على آثارمن العصور الغابرة تنطق باسم الدول التي تعاقبت على ما يعرف حديثاً بالجمهورية اليمنية. ولعل أهم المآثر الإسلامية في اليمن جامع الصحابي معاذ ين جبل في مدينة الجند.
قلعة القاهرةتقع قلعة القاهرة على السفح الشمالي لجبل صبر، حيث ترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة، ويقال بأن هذه المنطقة التي بها القلعة هي في الأصل تعز القديمة وسميت بعد ذلك ب « القاهرة«.. بينما تذكر بعض الروايات أنها كانت تسمى حصن تعز وبعد الاحتلال العثماني لليمن أطلقوا اسم تعز على المدينة إلى ان جاء حكم الإمام المطهر بن شرف الدين وغير اسم القلعة إلى قلعة القاهرة .
وبالعودة إلى المراجع التاريخية للقلعة تجد بأن ما توفر عن هذه القلعة ينحصر في مجموعة من النقوش وعدد من الشواهد الأثرية التي تم العثور عليها في القلعة وعدد من المواقع القريبة منها، وهي شواهد تتضمن تماثيل فخارية ورخامية ومباخر يعود تاريخها إلى الحقبة القتبانية، ومذابح من الحجر الكلسي وبقايا أحجار عليها كتابات بالخط المسند وأخرى باللغة الآرامية السامية التي يرجع تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، إضافة إلى بعض النقوش التي ذكر فيها الملك كرب آل وتر، في القرن الثالث الميلادي، كذلك وجدت فصوص من العقيق وخاتم يحمل عنقود من العنب ونقش موجود في الباب الرئيسي للقلعة، مكون من ستة أحرف حور منها أربعة حروف بالخط العربي والحرفان الآخران ما يزالا على حالهما بالحرف الآرامي . وكل هذه الشواهد والمعطيات التاريخية ترُجع تاريخ القلعة إلى عصور ما قبل الإسلام .
غير أن حديث التاريخ يظل بعيدا عن قلعة القاهرة حتى قيام الدولة الصليحية قبل نهاية العقد الثالث من القرن الخامس الهجري وتحديدا في 439-532ه، الموافق ل1045-1138 عندما بادر السلطان عبد الله بن محمد الصليحي شقيق الملك -المؤسس- ببناء قلعة القاهرة، وأقر ذلك المكرم احمد بن علي الصليحي عند توليه الحصن، ثم جاء آخوه أبو الفتوح بن الوليد الحميري ليتولى قيادة الحصن باعتباره موقعا شديد الأهمية.
رافق ذلك استيطان وتجمعات سكنية لذوي المصالح في سفوح الحصن من مختلف الجهات، ليصبح الحصن مقراً للملوك الذين بنوا فيه عددا من القصور لسكناهم وعائلاتهم وتارة كانت بعض مباني القلعة تمثل سجونا للمعارضين للحاكم . وهكذا وتمشيا مع حركة النهضة العمرانية التي شهدتها المدينة خلال الحقبة الصليحية والحقبة الأيوبية ثم الحقبتين الرسولية والطاهرية.
والثابت أن الحصن لعب أبرز الأدوار في نشأة وبناء مدينة تعز حتى بدايات الحقبة الرسولية. وإذا كان السبق في بناء الحصن للسلطان عبد الله محمد الصليحي، فقد كان السبق أيضا للأيوبيين في بناء المدينة عندما وصل شمس الدولة توران شاه أخو الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى اليمن سنة 569ه الموافق 1173م وأتخذها عاصمة لملكه، لكنه لم يلبث أن غادرها بعد ثلاثة أعوام ليحل مكانه أخوه سيف الإسلام طغتكين الذي شرع في بناء أول المدارس في تعز ثم تم انتقال المدينة نهائيا إلى بني رسول عام 626ه، حتى أن الملك المظفر يوسف بن عمر خطى خطوته الأولى في اتخاذها عاصمة لدولته التي وصلت إلى عز ازدهارها وقوة سلطانها ليمتد نفوذها إلى أرض الحجاز .. وقد وصفها المؤرخون والرحالة بأنها قلعة عظيمة وجميلة من قلاع اليمن لها أبراج شاهقة آية في الجمال والقوة، ومنهم ابن بطوطة وياقوت الحموي وادوار فبكودي والكابتن الهولندي بترومان وغيرهم الكثير من الرحالة والمؤرخين القدماء.
حدائق معلقةوتتكون قلعة القاهرة من جزئين : الأول ويسمى « العدينة « ويضم حدائق معلقة على هيئة مدرجات شيدت في المنحدر الجبلي وسداً مائياً وأحواضاً نحتت وشيدت في إحدى واجهات الجبل، فضلاً عن القصور التي تتناثر في أرجائه محاطة بالأبراج والمنتزهات. وفي هذا الجزء توجد أربعة قصور هي: دار الأدب. دار الشجرة. دار العدل. دار الإمارة والأخير كان خاصاً بالملك إلى قصر الضيافة وهو خاص باستقبال الضيوف، بالإضافة إلى الأنفاق التي تربط القصور بالخارج بأنفاق وممرات سرية.
أما الجزء الثاني للقلعة فيسمى “منطقة المغربة ” ويحوي عدد من القصور وأبراج الحراسة ومخازن الحبوب وخزانات المياه. أما سور القلعة فيعد أحد الشواهد التاريخية المهمة على تاريخ مدينة تعز إذ شُيِّد قديما ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يُعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية (القرن السادس الهجري - الثاني عشر الميلادي ) وقد شُيِّد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120مترا وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف حراسة ما يزال بعضها باقياً حتى اليوم.
أما سور القلعة فقد تواصل مع سور تعز القديمة والذي كان له أربعة أبواب رئيسة وهي : الباب الكبير، باب الشيخ موسى، باب المد اجر، وباب النصر. وفوق كل باب برج مخصص لحراس المدينة. كما يوجد تحت البوابة الرئيسية للقلعة من جهة الجنوب منطقة « المؤيد « وتتكون من مدرسة بناها المؤيد في عام 702ه، وقبة صغيرة وبركة وبقايا متنزه الملك المؤيد، ولم يبق من المدرسة سوى « صرحه « صغيرة، أما المنتزه فما يزال باقيا بصورة أوضح حتى اليوم.
ويشار إلى أن قلعة القاهرة قامت بادوار عسكرية وسياسية هامة خلال تاريخها الطويل,وليس ذلك فحسب,بل أنها أيضا تمثل تحفةمعمارية نادرة,بما تحويه من منشآت متنوعة, فضلا عن موقعها المطل على مدينة تعز,لذا توجهت إليها الأنظار وامتدت إليها يد الترميم والتطوير لصيانتها وتأهيل ,لتستقبل الزوار في منشآتها الترفيهية,كالمنتزهات والمطاعم والشلاَّلات,بالإضافةإلى المكتبة والمسرح والمتحف ومرافق أخرى تقدم خدماتها الراقية لمرتاديها،فأصبحت بذلك مقصداً سياحياً رائعاَ ومتنفساً فريداَ.
أبواب مدينة تعز
لمدينة تعز عدة أبواب أشهرها : باب القلعة ويقع جنوب شرق المدينة القديمة ويؤدى الى قلعة تعز قديما أوقلعة القاهرة حاليا . ويؤدى هذا الباب الى داخل المدينة عبر منافذ مدرجة بعضها مخفية بالجبل .. ثم باب الوحدة الذي يقع شرق المدينة القديمة ويؤدى الى داخل المدينة القديمة عبر منطقة وادي المدام داخل سور المدينة القديمة .. فالباب الكبير شمال شرق المدينة القديمة وهو المدخل الرئيسي والتجاري للمدينة القديمة .. باب المخلولة في الجهة الشمالية للمدينة وعليه شباك حديدية لمرور السيول من داخله فقط ..
وباب موسى ويقع شمال غرب المدينة وهو مدخل تجارى للمدينة للقادمين من جهة الغرب وبجواره منفذ صغير للمارة فقط أثناء الليل ..ثم باب المداجر أو باب المحاريق ويقع في الجهة الغربية للمدينة في منتصف سور المدينة القديمة..وباب الشهابية في الجهة الجنوبية الغربية للمدينة تحت قلعة السراجية ..وباب سائلة عبد الكريم ويقع تحت باب النصر في الجهة الجنوبية للسائلة .. وأخيرا باب النصر وهو المنفذ الجنوبي الرئيسي للمدينة القديمة ومنه مدرج رسمي يؤدي الى جبل صبر لدخول وخروج أبناء صبر منه وبجواره باب حائط وادي المحبة والخاص لخروج مياه السيول .
حرف وصناعات تقليديةتشتهر محافظة تعز بالعديد من الصناعات القديمة والحرف اليدوية في المجالات المختلفة والمتوارثة جيلاً بعد جيل .. ومن أهم هذه الصناعات صناعة الحلي والزينة والأسلحة التقليدية كالخناجر والجنابي « الخناجر « والملابس المصنوعة من الجلد الطبيعي والأواني الفخارية المتنوعة بأشكالها وأحجامها والمستخدمة لأغراض متنوعة .. بالإضافة إلى صناعة أدوات الحصاد القديمة والصناعات التقليدية التي تستخدم فيها ألياف وأوراق النخيل لأغراض عديدة عند ربات البيوت في المناطق الريفية والتي يستفاد منها كفرش لقاعات الغرف ومسارف لتقديم الطعام, كما يستخدم الفلاحون منتجات هذه الصناعات كقبعات تقيهم من حرارة الشمس وتستخدم بعض هذه المنتجات خصيصاً لحفظ الخبز .
ولعل أشهر هذه الصناعات هي صناعة الجبن التي تتميز بها محافظةتعزعن غيرها من المحافظات الأخرى وتصنع من مشتقات ألبان خاصة من ألبان الأغنام أو الإبل .. ويحتوي سوق الشنيني بمدينة تعزعلى بعض هذه الصناعات وكذا سوق الضباب والنشمة وسوقا هجدة والبرح .. أما أهم مراكز الحرف والصناعات اليدوية والتقليدية فتوجد بمديريات مقبنة وسامع ويختل