Powered By Blogger

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

يا حاملات الشريم *** والطل فوق الحشائش

دراسة قصيدة وأغنية وا حاملات الشريمـــــــــــــــــــــــــ ــ


قصيدة وا حاملات الشريم
ـــــــــــــــــــــــ
يا حاملات الشريم ***والطل فوق الحشائش
معطرات الزنان*** فوق الصدور الزراكش
هيا اسبقين الطيور***وغردين في الغباشش
لمين حشيش البكور***واطوين سبول على المحاجش
من ندى الخير رشين***قليب ولهان عاطش
وغنيين للبعاد***اللي ترك قلبي فاتش
هجر ولوعة حبيبه***تسكب دموعه دراديش
***
سحابة الفجر سيري***مع حنين المفارق
رشي فؤاد المتيم***ندى سخي العطر عابق
من مخمل الغيم غطي***لواعجي بالبيارق
واللي بهطلك قليب***صبابته كالحرائق
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لواثق
***
يا شارح الحول بشرى***حولك يفتح فراجم
مثل الجنان في سبوله***أخضر بكل المواسم
عراجيش السوم تزهر***ورده بوصلك هائم
والأقحوان متيم***شوقه إليك شوق صائم
أذكر عهود الشواجب***همس العيون والمباسم
عد يا حبيبي لحولك***خير الصراب فيك حالم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
اسم القصيدة : حنين المفارق
اسم الشهرة : وا حاملات الشريم
موضوع القصيدة الحنين والغربة
اسم الشاعر : راشد محمد ثابت
معاني الكلمات :
الشَرِيمْ : هو المنجل ، ويسمى في بعض البلاد ( المحش ) وهو
منشار محدب يقطع به الحشائش وسيقان الذرة وسيقان القمح
وتسمى محليات بــ ( العجور )
الزنان : جمع زنة وهو الفستان أو القميص النسائي في محافظة إب
وكما يطلق اسم الزنة على الفستان يطلق أيضا على الثوب الرجالي
والذي يسمى اليوم بالثوب الأبيض الخليجب
الزراكش : جمع زركشة وهي الزينة التي تضاف لصدر الفستان أو الزنة
اسْبَقِيْنْ : بالفصيح اسبقن فعل امر من ( سبق) مضاف إليه نون النسوة
غَرِدِيْنْ : بالفصيح غردن ومعناها غنين من أغاني الريف
الْغَبَاشِش : جمع غبش وهو بعد صلاة الفجر وقبل انبلاج الصبح
لُمَيْنْ : من لمَى ـ يلملم ـ للملمة ومعناها اجمعن

سَبُولْ : جمع سبولة وعي سنابل القمح والذرة
الْمَحَاجِشْ : جمع مَحْجُشْ وهو الرباط أو الحبل الذي يلف على الخصر
عند الرجال والنساء وعادة يضعه الرجال لتثبيت الإزار وهو بمكان
الحزام في الوقت الحاضر ، ومعنى الكلام يطوقن خصورهن بسنابل القمح
والذرة وهن يجمعن الحشائش
رُشَيْنْ : من رشى يرش رشا
فَاتِشْ : مفزوع ومحروم من النوم
هَجَرْ : سافر واستقر في بلاد بعيدة
دَرَادِش : جمع دردوش وهي المياه الساقطة من الجمبل كالشلال


اقتباس:
يا حاملات الشريم ***والطل فوق الحشائش
معطرات الزنان*** فوق الصدور الزراكش
هيا اسبقين الطيور***وغردين في الغباشش
لمين حشيش البكور***واطوين سبول على المحاجش
من ندى الخير رشين***قليب ولهان عاطش
وغنيين للبعاد***اللي ترك قلبي فاتش
هجر ولوعة حبيبه***تسكب دموعه دراديش
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
سَخِي : غني ، بمعنى ندى غني برائحة العطر
جَنِحِي : غطيه واحفظيه واحجبي عنه الأذى



***
اقتباس:
سحابة الفجر سيري***مع حنين المفارق
رشي فؤاد المتيم***ندى سخي العطر عابق
من مخمل الغيم غطي***لواعجي بالبيارق
واللي بهطلك قليب***صبابته كالحرائق
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لوثق
***
ـــــــــــــــــــــــــ
شَارِح : حارس
عَراجِيش : جمع (عِرْج ) ويقال أحيانا ( عِرْش ) ويجمع بعروش
والمقصود به كثافة الأشجار المتسلقة

سَبُولُهْ : جمع سبولة : وهي سنابل القمح
السَوْمْ : الحافة الخارجية للحول أو الحقل
الشَوَاجِبْ : جمع شَاجِبَهْ : وهي جوانب الحقل أو الحول


اقتباس:
يا شارح الحول بشراى***حولك يفتح فراجم
مثل الجنان في سبوله***أخضر بكل المواسم
عراجيش السوم تزهر***ورده بوصلك هائم
والأقحوان متيم***شوقه إليك شوق صائم
أذكر عهود الشواجب***همس العيون والمباسم
عد يا حبيبي لحولك***خير الصراب فيك حالم


دراسة للقصيدة
القصيدة كما ذكرنا هي حنين ولوعة وغربة وليست غزلية كما يتصور
بعض القراء ، فالشاعر الذي هجر قريته واستقر في بلاد بعيدة حلق
خياله في قريته وفي الحقول الزراعية القريبة من قريته واستعاد
من ذاكرته حركة الناس في قريته وكان متاثرا بالجانب العاطفي الذي كان
يؤنسه في أيام الطفولة وهو الجانب النسائي ، فقد استعاد إلى ذاكرته
مشهد نساء القرية وهن ينطلقن إلى الحقول بعد صلاة الفجر لتجميع
الحشائش كعلف للدواب في وقت الغبش وهو الوقت الذي يكون الطل
عليها لأنه لا يصلح جمع الحشائش بعد شروق الشمس ، أما مشهد
حاملات الشريم فهو وضعه من خلف العنق مربوطا عليه بكمي الزنة
من خلف الرقبة
كانت الزنة النسائية تحتوي على كمين واسعين وإذا خرجت المرأة إلى
الحقل تلم الكمين إلى خلف الرقبة وتربطهما ببعضهما وليس معنى ذلك أن
الساعدين ينكشفان لأنه يوجد من تحت الزنة فنيلة وهذا في الأيام التي
ادركناها في طفولتنا أما قبل أيامنا فلم يكن هناك فنائل بسبب الفقر
فقد استعاد الشاعر مشهد نساء القرية وهن يسرن مع زقزقة الطيور
مسابقات لها وهو مشهد جميل في تلك الحقول وفي تلك القرى
وفي المقطع الثاني تمر سحابة في أجواء الأرض التي هاجر إليها
الشاعر فأثارت في خياله مشهد السحاب في اجواء القرية وأجواء القرى
المحيطة بقريته وقد سماها بسحابة الفجر أي أن الخطاب لسحاب القرية
الموجودة في خياله وليس للسحاب التي يرها في بلاد الغربة فأثارت لديه
أشجان وذكريات
وفي البيت الخامس والسادس يتذكر حبيبا بعينه فرقت بينهما الغربة
حيث يقول :
وجنحي عا الذي***شوقي إليه سيل دافق
وبلغيه بالمراد***إني بعهده لوثق

وفي المقطع ألأخير يحلق في سماء الحقول وبين الزرع والأشجار
واطراف الحقول حيث ذكر ( السوم ، والشواجب والعراجيش )
واستعاد مشهد حارس الحقل وهو يحرس الحقل من أي معتدي
أو ماشية
فقد ابدع الشاعر في تصوير القرية وحياة الناس مع مواشيهم
وزروعهم وسنابل القمح والذرة واجواء الفجر والغبش
فالشاعر هنا ابدع إبداعا رائعا وقد أضاف فنان اليمن الكبير أيوب طارش
عبسي إلى هذا الابداع إبداعا آخر جمع المشهد مع النغمة والإيقاع
ما يجعلك وانت تسمعها كانك في هذا العالم الجميل القرية والحقول

الله يعطيكم العافية
وبارك الله فيكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق