الأربعاء، 3 سبتمبر 2014
الاثنين، 1 سبتمبر 2014
صــبــــر .. حكـــايـــات جبــــل يُقارب النجوم
صــبــــر..حكـــايـــات جبــــل يُقارب النجوم
ما إن تذكر الحالمة تعز إلا ويذكر بجانبها الجبل الذي تتكىء عليه.. انه جبل صبر وماأدراك ماجبل صبر! جبل يحتضن الحالمة بدفئه وحبه لها كيف لا! وهما ثنائيان لايمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل أحدهما عن الآخر.. الزائر إلى جبل صبر يندهش للوهلة الأولى منذ صعوده عبر الطريق الاسفلتي النموذجي الرائع الذي لاتنقصه الإنارة الكبيرة ولا الحواجز والشواخص المرورية وتزينه الخضرة على جانبيه.
ويخيل للزائر أن هذا الطريق سجادة سوداء مذهبة لاتتسخ أبداً - فرشت وبعناية فائقة لاستقبال السياح والزائرين وكلما ازداد الزائر صعوداً ازداد شوقاً وتلهفاً لمعرفة الجديد والغريب لكشف أسرار هذا الجبل الشامخ الأشم.
ثاني جبال اليمن
يعتبر جبل صبر ثاني أكبر الجبال في اليمن السعيد بعد جبل النبي شعيب إذ يبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف وسبعين متراً عن سطح البحر ويعد الجبل مزاراً سياحياً وتاريخياً هاماً وتبلغ درجة حرارته صيفاً 61 درجة مئوية فيما تتراوح درجة الحرارة فيه بفصل الشتاء مابين 1-9 درجات وقد ذكر المؤرخون ان أهمية الجبل في كونه ثاني جبال اليمن لاتكمن في الارتفاع فقط ولكن أيضاً في تواجد المواقع التاريخية والأثرية التي يمتاز بها كما أنه يعد أكبر جبال اليمن من الناحية الزراعية وانتاج المحاصيل الزراعية المختلفة ولكن للاسف تراجع انتاجه للمحاصيل الزراعية ليحل محلها زراعة القات الذي طغى على كثير من المدرجات والأودية الزراعية في مختلف نواحي جبل صبر.
منيف تعز ومنتزه زايد
عند صعودك إلى جبل صبر تتجسد أمامك فعلاً المقولة التي يطلقها البعض على جبل صبر في كونه منيف تعز فرغم سلاسة الطريق الاسفلتية المفروشة إلا ان عظمة الجبل وارتفاعه ورؤية المدينة - تعز - أسفل منه بصورة جمالية يجعلك تشعر حقيقة انه جبل المنيف الاشم أو كما يسمونه منيف تعز.
عند الصعود إلى جبل صبر ولياته المتتالية تلاحظ تناثر الناس جماعات وأفراداً على سفوح الجبل ويلاحظ المرء المنتزهات الصغيرة التي تستوعب الزائرين والسياح والمقاهي المتنقلة الموجودة على طول الطريق المؤدية إلى رأس جبل صبر أو «منيف تعز».
ولكنها متنزهات صغيرة عدا ذلك المنتزه الضخم المسمى بـ«منتزه الشيخ زايد» نسبة إلى الشيخ زايد آل نهيان - رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رحمه الله.
جبل صبر وثلاث ليات
مايميز الطريق الاسفلتية المفروشة كالسجاد - كما أسلفنا هو تعدد الليات أو المنعطفات أو كما يطلق عليها البعض - الأروان - والانحناءات التي تتقارب بين بعضها البعض وبمناسبة ذكر كلمة الليات هناك مثل شعبي قديم مازال يتناقله أبناء جبل صبر حيث يقولون فيه : «جبل صبر ملوي ثلاث ليات.. لية بنات وليتين غصون قات» وهذا المثل الشعبي يدلل على أهمية أغصان القات التي يحبها ويتغزل بها القاطنون ويعتبرونها بمكانة البنات وربما أزيد قليلاً.
مشاقر وقات صبري
وعند نزول المرء للترجل أو الاستراحة في إحدى الأماكن على سفوح جبل صبر والتأمل في أهالي الجبل ينبهر بتلك المناظر الجميلة التي تتزين بها المرأة الصبرية ذات الزي المتميز في لوحة فلكلورية بالغة الجمال ومايزيد هذه اللوحة الفاتنة جمالاً ورائحة زكية ذلك المشقر الملون الذي تعبق منه الروائح العطرة التي تنافس أغلى وأجمل العطور الاصطناعية.. إنه جمال الطبيعة.
ولايمكنك ان تستمتع بالزيارة الاستمتاع الحقيقي مالم تمضغ القات الصبري الذي تلاحظ غصونه تتدلى يميناً وشمالاً على المدرجات الزراعية.
ملك الجبال الجنوبية
وعلاوة على أهمية جبل صبر كونه جبل صبر جرانيتياً من العصر الثلاثي صخوره غنية جداً بالمكثفات بكافة أنواعها وفيها معدن «الهاليت» والفلزات المعدنية إضافة إلى الصخور البركانية ومنها كوارتز والموتزونيت علاوة على تلك الأهمية الجغرافية فإن له أهمية تاريخية كبيرة فقد ذكر لسان اليمن «الهمداني» في كتابه «الصفة» بأنه حصن منيع وهو من الجبال المسنمة من المعافر ويسكنه الحواشب والسكاسك وفيه آبار وهو ملك الجبال الجنوبية.
كما يصفه «ابن المجاور» انه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والاخشاب وفيه العديد من القرى والحصون وله أربعة مسالك : الخشبة وبرداد وعتدان وجبأ.
أهل الكهف.. ومواقع أثرية هامة
وتشير المصادر التاريخية إلى أن من أهم المعالم الاثرية والسياحية في مديرية صبر الموادم هي: ـ مسجد أهل الكهف يرتبط اسم المسجد بواقعة أهل الكهف التي وردت في القرآن الكريم، ويذكره «ابن المجاور» في كتابه «صفة بلاد اليمن والحجاز» ويشير أن في مدخل المسجد عين تسمى «عين الكوثر» وهو موضع فاضل يزار سنوياً في «اليوم العاشر من شهر رجب»، يقع المسجد في قرية «ذمرين ـ المعقاب» في الناحية الغربية من حصن العروس، شيد فوق مرتفع صخري بأحجار كلسية طليت بالقضاض وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يرتكز سقفه الخشبي على أعمدة من الخشب تزين تيجانها زخارف محفورة، ويحتل الناحية الشمالية من المسجد عدد من الأضرحة والقبور، وفي الناحية الشرقية توجد فجوة محفورة في الصخر يبدو أنها تتصل بسرداب طويل يؤدي إلى فتحة أخرى تعرف باسم «فتحة الكهف» ويقال إنها تمتد إلى مدينة ثعبات الواقعة في أسفل الجبل من الجهة الشرقية، للمسجد ثلاثة مداخل ذات عقود، وعلى يسار الداخل من الباب الجنوبي توجد بركة مبطنة بالحجارة والقضاض.
- مسجد الشعرة
يقع في الناحية الشرقية من قرية العارضة أسفل قلعة العروس، بناه الشيخ «أحمد حسين بن إبراهيم» المعروف بصاحب الشعرة، وأوقف عليه أموالاً كثيرة في قرية العارضة.
- مستوطنات أثرية في منطقة «حمام علي» توجد مستوطنات أثرية في منطقة «حمام علي» إلى الشمال من الطريق المؤدي إلى الحمام، وهي عبارة عن مستوطنات سكنية شبيهة تماماً بمواقع العصور الحجرية التي كشفت عنها أبحاث البعثة الأثرية الإيطالية في منطقة خولان الطيال.
- المقابر الصخرية في قرية المحراق: تقع في الشمال الشرقي من مدينة تعز على بعد حوالي «15كيلومترا» تتبع مديرية صبر الموادم، يعود هذا الموقع إلى عصر ماقبل الإسلام حيث تؤكد الشواهد الأثرية الظاهرة عليه مثل بقايا الأساسات والشقاقات الفخارية المتناثرة على السطح، كما عثر أحد المواطنين على تمثال كامل، ورأس تمثال من مادة الرخام، ومذبح من الحجر الكلسي وإلى الجنوب الشرقي من موقع المحراق على بعد «250متراً» تقريباً، وجد موقع أثري على تل صخري يرتفع حوالي «1600متر» عن مستوى سطح البحر، والذي احتوى على مقبرة قديمة على هضبة جملونية الشكل يبدأ انحدارها في الناحية الشرقية لقرية المحراق، ويسميها الأهالي «سقف الحيد» نحتت القبور في باطن الصخر وتتخذ الأشكال الدائرية، والبيضاوية والمستطيلة ولها فتحات خارجية تمثل مداخل لها، وتؤدي عبر ممرات إلى غرف الدفن، وفيمايلي وصف لنموذج من هذه:ـ المقابر:
- ويوجد قبر عبارة عن فتحة منقورة في الصخر مستطيلة الشكل أبعادها «100*78سم»، منحوتة بشكل متقن تؤدي الفتحة إلى ممر يليه ممر ثان يؤدي إلى غرفة الدفن، وهي مستطيلة أبعادها «550*196سم» ولهذا فإن القبر درجتان من الداخل تم نحتهما في الصخر وتنخفض الدرجة الأولى عن فتحة البوابة بحوالي «20سم» ويلاحظ أن المقبرة قد تعرضت للفتح ولايوجد بها أي مخلفات أثرية أو عضوية مصادر مياهه المعدنية تتسم بالبرودة، وذلك على عكس بقية الينابيع الأخرى، حيث تمتلك مجموعة من المواد المعدنية والعناصر الكيمائية الغنية بمادة المغنيسيوم، والصوديوم، والكربونات، ونسبة عالية من الكلورايد التي تساعد على مضاعفة عملية الإدرار وقوة اندفاع التبول مما يجعلها تساهم في إزالة الترسبات الكلسية.
ومما يزيد موضوع زيارة جبل صبر السياحية أهمية العمل على إنشاء مشروع خط هوائي «تليفريك» والذي يبدأ من فندق سوفتيل مروراً بمنطقة الحوبان وصولاً إلى قمة جبل صبر بموقع العروس والذي من شأنه أن يكون معلماً سياحياً بارزاً في محافظة تعز.. ولنا لقاء آخر لنحلم معكم بزيارة منطقة سياحية أو الحديث عن معالم سياحية تزخر بها تعز حتى لاننساها، فهي عريقة تفوح منها رائحة البن الذي كان يصدر من ميناء المخا إلى مختلف الامصار والبلدان.
قمة العروس وملامسة الضباب والنجوم
ويقع في أعلى جبل صبر مايعرف بجبل العروس أو قمة العروس وهي أعلى قمة في جبل صبر ـ بل في محافظة تعز بأكملها والمنظر من هذه القمة يعد ضرباً من الخيال ولو كان في الأصل حقيقة إلا أن الشخص الصاعد والماكث في قمة العروس شخص يعانق الضباب والسحاب نهاراً ويخيل له أنه قريب من ملامسة النجوم المتلألئة ليلاً.. ألم أقل إنه ضرب من الخيال؟!!
الفرسك والرمان
ولعل هناك أصناف زراعية عديدة تمتاز بزراعتها الطبيعة الساحرة في جبل صبر دوناً عن سواها من المناطق اليمنية أهمها البن الصبري ذو المذاق المتميز إلى جانب الرمان الصبري والأهم من كل ذلك ما اشتهرت به المناطق الزراعية في جبل صبر في زراعة الفرسك.
سياحة بكل المقاييس
في الختام أدرك أننا لم نوف جبل صبر حقه من الوصف في هذه العجالة ولن نستطيع الوصف الأمثل لروعة الزيارة وجمال السياحة عبر سفوحه الجميلة لكن إذا أراد أحدكم ـ اعزائي القراء ـ فعلاً أن يستمتع بجمال وروعة المناظر الخلابة لجبل صبر في محافظة تعز فما عليه إلا الزيارة بنفسه.. حينها سيجد سياحة بكل المقاييس.
ما إن تذكر الحالمة تعز إلا ويذكر بجانبها الجبل الذي تتكىء عليه.. انه جبل صبر وماأدراك ماجبل صبر! جبل يحتضن الحالمة بدفئه وحبه لها كيف لا! وهما ثنائيان لايمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل أحدهما عن الآخر.. الزائر إلى جبل صبر يندهش للوهلة الأولى منذ صعوده عبر الطريق الاسفلتي النموذجي الرائع الذي لاتنقصه الإنارة الكبيرة ولا الحواجز والشواخص المرورية وتزينه الخضرة على جانبيه.
ويخيل للزائر أن هذا الطريق سجادة سوداء مذهبة لاتتسخ أبداً - فرشت وبعناية فائقة لاستقبال السياح والزائرين وكلما ازداد الزائر صعوداً ازداد شوقاً وتلهفاً لمعرفة الجديد والغريب لكشف أسرار هذا الجبل الشامخ الأشم.
ثاني جبال اليمن
يعتبر جبل صبر ثاني أكبر الجبال في اليمن السعيد بعد جبل النبي شعيب إذ يبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف وسبعين متراً عن سطح البحر ويعد الجبل مزاراً سياحياً وتاريخياً هاماً وتبلغ درجة حرارته صيفاً 61 درجة مئوية فيما تتراوح درجة الحرارة فيه بفصل الشتاء مابين 1-9 درجات وقد ذكر المؤرخون ان أهمية الجبل في كونه ثاني جبال اليمن لاتكمن في الارتفاع فقط ولكن أيضاً في تواجد المواقع التاريخية والأثرية التي يمتاز بها كما أنه يعد أكبر جبال اليمن من الناحية الزراعية وانتاج المحاصيل الزراعية المختلفة ولكن للاسف تراجع انتاجه للمحاصيل الزراعية ليحل محلها زراعة القات الذي طغى على كثير من المدرجات والأودية الزراعية في مختلف نواحي جبل صبر.
منيف تعز ومنتزه زايد
عند صعودك إلى جبل صبر تتجسد أمامك فعلاً المقولة التي يطلقها البعض على جبل صبر في كونه منيف تعز فرغم سلاسة الطريق الاسفلتية المفروشة إلا ان عظمة الجبل وارتفاعه ورؤية المدينة - تعز - أسفل منه بصورة جمالية يجعلك تشعر حقيقة انه جبل المنيف الاشم أو كما يسمونه منيف تعز.
عند الصعود إلى جبل صبر ولياته المتتالية تلاحظ تناثر الناس جماعات وأفراداً على سفوح الجبل ويلاحظ المرء المنتزهات الصغيرة التي تستوعب الزائرين والسياح والمقاهي المتنقلة الموجودة على طول الطريق المؤدية إلى رأس جبل صبر أو «منيف تعز».
ولكنها متنزهات صغيرة عدا ذلك المنتزه الضخم المسمى بـ«منتزه الشيخ زايد» نسبة إلى الشيخ زايد آل نهيان - رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رحمه الله.
جبل صبر وثلاث ليات
مايميز الطريق الاسفلتية المفروشة كالسجاد - كما أسلفنا هو تعدد الليات أو المنعطفات أو كما يطلق عليها البعض - الأروان - والانحناءات التي تتقارب بين بعضها البعض وبمناسبة ذكر كلمة الليات هناك مثل شعبي قديم مازال يتناقله أبناء جبل صبر حيث يقولون فيه : «جبل صبر ملوي ثلاث ليات.. لية بنات وليتين غصون قات» وهذا المثل الشعبي يدلل على أهمية أغصان القات التي يحبها ويتغزل بها القاطنون ويعتبرونها بمكانة البنات وربما أزيد قليلاً.
مشاقر وقات صبري
وعند نزول المرء للترجل أو الاستراحة في إحدى الأماكن على سفوح جبل صبر والتأمل في أهالي الجبل ينبهر بتلك المناظر الجميلة التي تتزين بها المرأة الصبرية ذات الزي المتميز في لوحة فلكلورية بالغة الجمال ومايزيد هذه اللوحة الفاتنة جمالاً ورائحة زكية ذلك المشقر الملون الذي تعبق منه الروائح العطرة التي تنافس أغلى وأجمل العطور الاصطناعية.. إنه جمال الطبيعة.
ولايمكنك ان تستمتع بالزيارة الاستمتاع الحقيقي مالم تمضغ القات الصبري الذي تلاحظ غصونه تتدلى يميناً وشمالاً على المدرجات الزراعية.
ملك الجبال الجنوبية
وعلاوة على أهمية جبل صبر كونه جبل صبر جرانيتياً من العصر الثلاثي صخوره غنية جداً بالمكثفات بكافة أنواعها وفيها معدن «الهاليت» والفلزات المعدنية إضافة إلى الصخور البركانية ومنها كوارتز والموتزونيت علاوة على تلك الأهمية الجغرافية فإن له أهمية تاريخية كبيرة فقد ذكر لسان اليمن «الهمداني» في كتابه «الصفة» بأنه حصن منيع وهو من الجبال المسنمة من المعافر ويسكنه الحواشب والسكاسك وفيه آبار وهو ملك الجبال الجنوبية.
كما يصفه «ابن المجاور» انه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والاخشاب وفيه العديد من القرى والحصون وله أربعة مسالك : الخشبة وبرداد وعتدان وجبأ.
أهل الكهف.. ومواقع أثرية هامة
وتشير المصادر التاريخية إلى أن من أهم المعالم الاثرية والسياحية في مديرية صبر الموادم هي: ـ مسجد أهل الكهف يرتبط اسم المسجد بواقعة أهل الكهف التي وردت في القرآن الكريم، ويذكره «ابن المجاور» في كتابه «صفة بلاد اليمن والحجاز» ويشير أن في مدخل المسجد عين تسمى «عين الكوثر» وهو موضع فاضل يزار سنوياً في «اليوم العاشر من شهر رجب»، يقع المسجد في قرية «ذمرين ـ المعقاب» في الناحية الغربية من حصن العروس، شيد فوق مرتفع صخري بأحجار كلسية طليت بالقضاض وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يرتكز سقفه الخشبي على أعمدة من الخشب تزين تيجانها زخارف محفورة، ويحتل الناحية الشمالية من المسجد عدد من الأضرحة والقبور، وفي الناحية الشرقية توجد فجوة محفورة في الصخر يبدو أنها تتصل بسرداب طويل يؤدي إلى فتحة أخرى تعرف باسم «فتحة الكهف» ويقال إنها تمتد إلى مدينة ثعبات الواقعة في أسفل الجبل من الجهة الشرقية، للمسجد ثلاثة مداخل ذات عقود، وعلى يسار الداخل من الباب الجنوبي توجد بركة مبطنة بالحجارة والقضاض.
- مسجد الشعرة
يقع في الناحية الشرقية من قرية العارضة أسفل قلعة العروس، بناه الشيخ «أحمد حسين بن إبراهيم» المعروف بصاحب الشعرة، وأوقف عليه أموالاً كثيرة في قرية العارضة.
- مستوطنات أثرية في منطقة «حمام علي» توجد مستوطنات أثرية في منطقة «حمام علي» إلى الشمال من الطريق المؤدي إلى الحمام، وهي عبارة عن مستوطنات سكنية شبيهة تماماً بمواقع العصور الحجرية التي كشفت عنها أبحاث البعثة الأثرية الإيطالية في منطقة خولان الطيال.
- المقابر الصخرية في قرية المحراق: تقع في الشمال الشرقي من مدينة تعز على بعد حوالي «15كيلومترا» تتبع مديرية صبر الموادم، يعود هذا الموقع إلى عصر ماقبل الإسلام حيث تؤكد الشواهد الأثرية الظاهرة عليه مثل بقايا الأساسات والشقاقات الفخارية المتناثرة على السطح، كما عثر أحد المواطنين على تمثال كامل، ورأس تمثال من مادة الرخام، ومذبح من الحجر الكلسي وإلى الجنوب الشرقي من موقع المحراق على بعد «250متراً» تقريباً، وجد موقع أثري على تل صخري يرتفع حوالي «1600متر» عن مستوى سطح البحر، والذي احتوى على مقبرة قديمة على هضبة جملونية الشكل يبدأ انحدارها في الناحية الشرقية لقرية المحراق، ويسميها الأهالي «سقف الحيد» نحتت القبور في باطن الصخر وتتخذ الأشكال الدائرية، والبيضاوية والمستطيلة ولها فتحات خارجية تمثل مداخل لها، وتؤدي عبر ممرات إلى غرف الدفن، وفيمايلي وصف لنموذج من هذه:ـ المقابر:
- ويوجد قبر عبارة عن فتحة منقورة في الصخر مستطيلة الشكل أبعادها «100*78سم»، منحوتة بشكل متقن تؤدي الفتحة إلى ممر يليه ممر ثان يؤدي إلى غرفة الدفن، وهي مستطيلة أبعادها «550*196سم» ولهذا فإن القبر درجتان من الداخل تم نحتهما في الصخر وتنخفض الدرجة الأولى عن فتحة البوابة بحوالي «20سم» ويلاحظ أن المقبرة قد تعرضت للفتح ولايوجد بها أي مخلفات أثرية أو عضوية مصادر مياهه المعدنية تتسم بالبرودة، وذلك على عكس بقية الينابيع الأخرى، حيث تمتلك مجموعة من المواد المعدنية والعناصر الكيمائية الغنية بمادة المغنيسيوم، والصوديوم، والكربونات، ونسبة عالية من الكلورايد التي تساعد على مضاعفة عملية الإدرار وقوة اندفاع التبول مما يجعلها تساهم في إزالة الترسبات الكلسية.
ومما يزيد موضوع زيارة جبل صبر السياحية أهمية العمل على إنشاء مشروع خط هوائي «تليفريك» والذي يبدأ من فندق سوفتيل مروراً بمنطقة الحوبان وصولاً إلى قمة جبل صبر بموقع العروس والذي من شأنه أن يكون معلماً سياحياً بارزاً في محافظة تعز.. ولنا لقاء آخر لنحلم معكم بزيارة منطقة سياحية أو الحديث عن معالم سياحية تزخر بها تعز حتى لاننساها، فهي عريقة تفوح منها رائحة البن الذي كان يصدر من ميناء المخا إلى مختلف الامصار والبلدان.
قمة العروس وملامسة الضباب والنجوم
ويقع في أعلى جبل صبر مايعرف بجبل العروس أو قمة العروس وهي أعلى قمة في جبل صبر ـ بل في محافظة تعز بأكملها والمنظر من هذه القمة يعد ضرباً من الخيال ولو كان في الأصل حقيقة إلا أن الشخص الصاعد والماكث في قمة العروس شخص يعانق الضباب والسحاب نهاراً ويخيل له أنه قريب من ملامسة النجوم المتلألئة ليلاً.. ألم أقل إنه ضرب من الخيال؟!!
الفرسك والرمان
ولعل هناك أصناف زراعية عديدة تمتاز بزراعتها الطبيعة الساحرة في جبل صبر دوناً عن سواها من المناطق اليمنية أهمها البن الصبري ذو المذاق المتميز إلى جانب الرمان الصبري والأهم من كل ذلك ما اشتهرت به المناطق الزراعية في جبل صبر في زراعة الفرسك.
سياحة بكل المقاييس
في الختام أدرك أننا لم نوف جبل صبر حقه من الوصف في هذه العجالة ولن نستطيع الوصف الأمثل لروعة الزيارة وجمال السياحة عبر سفوحه الجميلة لكن إذا أراد أحدكم ـ اعزائي القراء ـ فعلاً أن يستمتع بجمال وروعة المناظر الخلابة لجبل صبر في محافظة تعز فما عليه إلا الزيارة بنفسه.. حينها سيجد سياحة بكل المقاييس.
جبل صبر .. جنة الحب والمشاقر وموطن العشق والقات والفرسك ..!!
يخالط قطرات الغيم بخمرة عناقيد النجوم..
جبل صبر.. جنة الحب والمشاقر وموطن العشق والقات والفرسك..!!
من صبر يبدأ العشق تاريخه الحافل بالبذل والتضحيات معلناً انبلاج فجر
الغرام العاطر ومرسلاً صفارة انطلاق مشوار الشوق والحنين، فبين المسراخ
ومشرعة وحدنان والموادم يتقاطر شهد الأماني وتجدد العهود والمواثيق وبين
القاهرة والعروس يختصر الهوى الغالي مسافات التلاقي وحكايات السنين.
معاً أيدينا بأيديكم ومن صبر منطلق رحلة الدهشة نمتطي صهوة الغيم لنخلق في
أفق الجمال الآسر ونمسح بمنديل الندى عن وجده الألق الباسم ما علق به من
ركام الشجون.. فدعوا كل شيء جانباً وافتحوا الآن خيالكم نافذة على سحر
إطلالة مفاتن صبر الشامخ.. صبر العشق والخضرة.. صبر الجمال والقات والمشاقر
والبلس..
البداية ذات صباح ومن على مشارف صبر الأشم يترنم شاعر
الوطنية والحب والأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان متلذذاً بطعم فرسك الجبل
ونكهة بلسه ومخاطباً الصبايا (بائعات البلس والفرسك) النازلات من الأعالي
وعلى رؤوسهن سلال الغلال باتجاه أسواق الحالمة تعز:
طاب البلس طاب واعذارى طاب هيا صبحونا بلس..
والفرسك اخضر وحالي.. فراسكك واصبرنا ما تسبب ضرس
ويعود ليستوقفنا مجدداً أمام لوحة الجمال الرباني الآسر لبنات الجبل وهن
يتخطرن باللباس التقليدي المزركش في أنحاء المدينة الحالمة ليروي ظمأنا
بندى الأوجان وطل المشاقر الحارسة لبياض الخدود..
ما احلى بنات الجبل حينما يطوفين المدينة بالثياب الدمس..
خدود مثل الورد ضوء الفجر أرواها وأعطاها المشاقر حرس
محوطات الوجوه البيض بالكاذي المسقى في برود الغلس
وفي مسك ختام قصيدة الحب والبلس هذه لا يملك شاعرنا الفضول العاشق لكل صور
الحسن في نواحي صبر الأخضر إلا أن يبسط كف التسبيح ويدعو حائمات الغوادي
لترتمي في مصب الدراديش بأحضان الجبل المطير..
يسقيك ما احلى ورودك وغرسك واصبر يرحم أبوه من غرس
كم فيك من حسن كم فيك من ألوان فتنة ليت قلبي نفس
لكن قلبي ملانه حب من حينما في الحب قلبي غطس
وفي وقفة أثيرية أخرى يمنحنا الفضول وعلى غير موعد فرصة لقاء بطعم القبل
ويجمعنا في غفلة عيون العواذل مع قطافة القات الفاتنة ليصف لنا ثلاثية
الحلا المعتق بين المثاني والمباسم وماء الجبل في هذا التصوير الاستثنائي
البديع:
طعُمه قُبَل.. واحلا طعمه قُبَل..
قات المثاني على ماء الجبل
قطَّافة القات قاتك كلَّما..
جلس تطرَّى ووردك ما ذبل
قات الجبل في يدك يقطر ندى..
وضحكتك في فمك تقطر عسل
وللحمايم بنوعيها (الغواني والطيور) يرسل الصوفي المولع بالجمال عبدالحميد
الشائف دعوة الفرحة بوصول الحبيب ويتماهي في وصف ملامح الحسن المبهرة
منتشياً بلذة غصون القات الطرية ومتعة المقيل بجانب الخل المليح:
يا حمام اهجلين الخل عندي مُقيِّل..
قاتنا من صبر سحابة الخير مظلِّل
يا بلابل صبر يا زائرين كل مغرس..
حبكم في الحشا أثَّر بقلبي وأسَّس
يا بنات يا بنات يا فاتنات يا غواني..
يا غصون يا رغاد يا حوريات الجناني
غيد يا حاليات يا قاطفات المثاني..
كم بكم من صفات احتار فيهن بياني
وعلى ذات السياق لا يذهب العم عثمان أبو ماهر بعيداً عمَّا ذهب إليه
شاعرنا الشائف المحتفي بوصال الحبيب.. فها هو يخاطب كل ما آنس في محيط
البشرى بقدوم الغالي من أعالي صبر:
يا سحاب رشرشي حصن العروس والموادم..
أرقصين يا غصون واتعانقين يا حمائم
زغردين لاجل حبي واملاح الضباب..
اليوم ضيف الفؤاد من رأس حدنان قادم
وهذا العاشق الأبيني عمر عبدالله نسير يشرع جناح الوله ليشد الرحال ويلقي
بساط الشجون على طريق نزول صبايا الجبل ليخاطبهن بنبرة العاشق المتيم
بإشراقة المباسم وارتعاش النهود..
يا بائعات البلس والقات..
يا حور يا نازلات من العلالي إلى البندر
يا لابسات الذهب زينات..
يا سعد من يشتري من صبايا صبر لخضر
في حسنكن شاضيع..
لو ذا الجمال للبيع.. با نشتري يا ناس
أما إذا أردنا أن نفتش في الدفاتر القديمة عن بعض أسماء من طال بهم مقام
العشق في ثنايا جبل صبر فدعونا نقلب الأوراق على عجل لنعود بذاكرة الأشواق
إلى صفحة العاشق الراحل علي عبدالله السمة الذي تعلق بحب غانية من غواني
صبر فأهدى لها العشرات من الأغاني واستمر يرسل لها مع رفيقاتها النازلات
والطالعات “قولين لمحبوبي” موجهاً إليهن هذا الخطاب المشجون والمتضمن وصف
من ملكت قلبه المستهام برقة الطبع والطلعة:
يا صبايا صبر.. بينكن لي حبيب..
هو مغير القمر.. غاني اهيف حلا
ظبي ماله مثال.. وعيونه كحال..
له درايا طوال.. حاز كل الخصال
يا صبايا صبر.. يا حمام الجبل..
كم اسرتين بطل.. ما يهاب القتال
وتتعالى أهازيج الرعيان والرعية من صدور الروابي وخدود الجبال ويبقى سحر
جبل صبر هو الملهم الشاعر والشادي بكل صور الحسن الناطقة في افق الجمال
الرحيب.. يعلو الهتاف فتردد الصدى عوج الشواجب نشوانه بموال البكور..
يسقي صبر يسقي غروسه.. والبلابل تحرسه..
يسقي صبر حيث ما نقيِّل.. ما احسن المقيل بظل
وفي فترة العشية يعزف شفق الغروب لحن الرواح المتهادي على كمنجة الأفق
البعيد فتتراقص المحاجين والسبول بإيقاع موال الصراب (هلا واليل دان.. هلا
واليل به)..
وامسِجد صبر.. أنا قا امسيت به
لو يقع لي جبا.. والله ما ارد به
رد به الاصبر.. حائط البن به
وليس للأسمراني فحسب بل ولكل من عاش قصة حب في أفياء صبر الأخضر يهدي
شاعرنا الدكتور سعيد الشيباني عاصفة الذكريات هذه والتي رغم تقادم الأيام
والسنين ستظل تختصر مسافات الزمان والمكان لتعيد كل عاشق إلى أحضان الماضي
الجميل وبالتحديد إلى مخادع اللقاء بالحبيب خلف أستار الغيم والغصون في
أنحاء صبر العالي:
جبل صبر كم طلعتك بهية..
ذكرتني صالة والجحملية..
صوت المغني في صبر شجاني..
وهيَّج الذكرى للأسمراني
تعز تعز يا موطن الحسانِ..
ما اقدرش انا جنبك أمر ساني..
أخضر مليح بمقلته طواني..
بضحكته بغمزته سباني
بلفتته وفتنته شواني..
هو منيتي يا ناس من زماني
أنا مولع به وبالغواني..
حمر الخدود ورد الربيع قاني
ولا ننسى هذا الاعتراف الموثق في ملف قضية الدكتور سعيد الشيباني المنظورة
أمام محكمة الحب والغرام منذ عقود والذي سبق وأن شهد عليه الراحل المرحوم
محمد مرشد ناجي:
جبل صبر كم لي عليك قضايا..
قضايا حب تمسي القلوب طوايا
أما من لم تسعفه الفرصة بزيارة جبل صبر والصعود عبر منعطفاته على الواقع
فيمكنه مشاهدة هذه الصورة المصغرة للجبل بريشة عاشق تراب صبر المتيم محمد
عبدالباري الفتيح وسيدرك عن بعد سر ذلك الشعور الغريب الذي يتملك كل من
يسلك ذلك الطريق الأسفلتي الملتوي صعوداً صوب الأعلى وصولاً إلى أعلى قمة
العروس:
جبل صبر عالي حتى على الشمس..
والغادية يهمس بأذنها همس
وكما كان منذ الأزل سيظل صبر صفحة ناصعة لسطور حكايات العشق والتلاقي
ومسرحاً مفتوحاً لعناق الخضرة والغيوم وشلالاً يروي ظمأ الجوانح والعيون
ومهما علا غبار الأيام ستبقى لصبر مساحته الندية في العين والروح
والذاكرة.. بلى وما زلت أتذكر وأنا أقف على قمة العروس في مرحى غيمة إلى
جوار أستاذي عارف الصغير ذات عشية ماطرة من عشايا الربيع.. كان المطر يهطل
ليداعب خضرة الأعشاب والزهور فيخيل لي بأن صوت أيوب ينسكب على السفوح
بإيقاع ذلك المشهد ليخالط كل قطرة مطر وكل رفة نسيم.. وأتذكر أنني قلت له
لحظتها بأنه ليس في تعز ولا في اليمن بأسرها ما هو أجمل من صبر وأيوب..
فسقاك يا صبر العالي ولله در من قال:
جبل صبر عالي على المدينة..
يا من معه محبوب الله يعينه
جبل صبر عالي وانا طلعته..
طبع الحبيب حالي وانا عرفته
جبل صبر أخضر كلَُه سواقي..
إركنِّي يا المحبوب وانا شلاقي
جبل صبر أخضر ما احلى الروابي..
ما احلى البنات البيض بكل وادي
جبل صبر ملوي ثلاث ليَّات..
ليَّة بنات وليَّتين غصون قات
جبل صبر متهم بقضايا عشق
< هيمان الخالد
كان الشاعر الفضول مفتوناً بجبل صبر حد العشق ورغم صعوبة الطريق آنذاك إلا
أنه كان يكرر الصعود إلى الجبل بصورة مستمرة وكما عشق صبر فإنه أيضاً وقع
في عشق فرسك (بدور) حيث كانت بدور فتاة جميلة مشهورة ببيع الفرسك والبلس
والرمان في دكان صغير عبارة عن صندقة قامت بتركيبها مع زوجها.. وكانت
“بدور” وزوجها وافدان من احدى مديريات«العدين».
ولأن الفضول كان لا
يطيب له البلس إلا من يد “بدور” فقد خلّدها بغنائيته “طاب البلس” اختزل
فيها كل ملامح جمال الطبيعة الأخاذة، ورسم من خلالها لوحة تسر الناظرين
وبصوت ملحنها ومغنيها فنان اليمن الكبير أيوب طارش عبسي.. أصبحت جنة من
جنان الله وروضة من رياضها تتنقل بين الجبل والمدينة وتجعل المستمع يغرد
في اعشاشها ويهيم بين خمائلها.
وفي رائعة أخرى اعتبر الشاعر سعيد
الشيباني جبل صبر كائن عاقل متهم بقضايا عشق كثيرة في قصيدة غنائية ذائعة
الصيت صدح بها الراحل محمد مرشد ناجي مطرباً وممتعاً الاسماع والقلوب ونصها
التالي:
صنعا الكروم يا موطن الثلايا
يا قلب أيلول محتوى وغايه
عدن شطوط البحر نهود صبايا
سمرة تمور أما العيون آيه
“ذمار” ، “رداع” يا روح من “حدايا”
“مأرب” و”حوث” و”حضرموت” مزايا
“بيضاء” شروق “صعده” جبال علايا
“إب” اخضرار تسخر من البلايا
هذي “التهايم” للسلام هدايا
وذي “تعز” دائي بها دوايا
“جبل صبر” كم لي عليك قضايا
قضايا حب تمسي القلوب طوايا
شعبي قرى شعبي مدى مدايا
وزعت لك قلبي سطور وآيه
الوحده يا خلي للشعب رايه
فجر الشعوب دايم بلا نهايه
جبل صبر ... وحكاية الثلاث ليّات !
جبل صبر ... وحكاية الثلاث ليّات !
لابد يوماً ما وانك وبفضول سياحي قد رأيت النجوم واستمتعت بضوئها الساحر .. لكنك لن ولن تصل إليها مهما غامرت في الاعجاب.. الوضع يختلف هنا واستثناء عن كل مكان ، في الحالمة في مدينة النجوم كل شيء تحلم به يمكنك أن تغمض عينيك لتراه ، في تعز ولياليها الساحرة يطل عليك جبل صبر شهياً وقابلاً لإبداء الاعجاب ، فهو ليلاً يطل عليك كالنجوم المتلألئة لن تشبع رغبتك إلاّ بصعودك إلى جوار هذه النجوم وبعد وبالتأكيد كل شيء سيصبح بجوارك وكأنك أصبحت الجار الجديد للنجوم.هكذا هي بكلمات بسيطة الوصف للجبل الشامخ صبر..صبر هو أعلى جبل في مدينة تعز يصل ارتفاعه إلى ما يقارب (3000) متر عن مستوى سطح البحر .. صبر الذي يحضن مدينة تعز وهي تحتمي بهذا الشامخ.إدارياً صبر يضم ثلاث مديريات هي :صبر الموادم ومشرعة وحدنان والمسراخ وهذه الأخيرة خلف الجبل.عند وصولك إلى تعز كسائح أو كزائر لا يمكنك أن تغمض عينيك دون الصعود إلى صبر .. وعند قرارك بالصعود إلى صبر فإنك ستبدأ باختراق أزقة وحواري المدينة حتى الوصول إلى أول الخطوات بالطريق الاسفلتي الذي يتوشح الجبل كعقد من ريحان وياسمين على عنقك وصدر الفاتنة ذات المشقر..في بدايات الصعود سيطلق سراح كلماتك الغزلية ، لإبداء الاعجاب بالمدينة التي تتراءى أمام عينيك والتي كلما أوغلت في الصعود فإنها تبرز فاتنة أكثر وأكثر وتبرز ملامحها جميعاً.في بداية الجبل وفي اللفّات الأولى يمكنك أن ترتاح في المنتزهات الصغيرة والتي هي عبارة بيوت لسكان الجبل حولت إلى أماكن سياحية للجلوس وأخذ الراحة.أما إذا قررت مواصلة السير فبالتأكيد عليك بأمرين هامين ان تتريث أثناء الصعود حتى تستمتع بكل التفاصيل وأن تجعل كاميرتك في وضع الاستعداد فلن تستغني بعد ذلك عن منظر اخترق عدسة كاميرتك واستقر في الذاكرة.فما هي إلا دقائق من التوغل في بطن الجبل وكانها فترة استعداد للمشهد الأبرز بعد ذلك ليس مطلوباً منك ربط الأحزمة وإنما مطلوب منك الاستعداد لمقابلة تعز بكامل حلتها وأنت تكاد تصل إلى الثلث الأول من الجبل.يا إلهي ... هكذا هو الجمال وواصل صعودك حتى تصل إلى المعلم السياحي الأبرز في الجبل وهو منتزه الشيخ زايد فهناك يمكنك أن تضع قليلاً من متاعب رحلتك الشهية إلى صبر.في منتزه الشيخ زايد تبدو تعز من خلاله في المشهد كاملاً تتراءى أمام عينيك المدينة بكامل تفاصيلها الكبيرة .. ويبدو الجبل أمامك مفعماً بالحيوية وقابلاً للاكتشاف..بعد منتزة الشيخ زايد لازال الجبل سعيداً بقدومك ومازالت الرحلة متواصلة ستخترق بعد كافة الخضرة التي تغطي الجبل صعوداً إلى أعلى قمة فيه.عناق ضبابي حارفي قمة العروس أعلى قمة في جبل صبر هناك فرصة لمعانقة الضباب والسحاب التي تمر من بين يديك بينما يمسح الضباب عنك الغبار لكنك لن تكون خارج دائرة الارتجاف من البرد ولست معفي من التجمد.أصحاب الكهفمن المعالم الموجودة في الجبل ما يجرى على الألسنة من أن قبر أصحاب الكهف موجود في الجبل لكن بين التصديق بالمكان فعلاً وبين الروايات التي كلا يدلي بدلوه في وجود أصحاب الكهف في عدة مناطق كل حسب تأويله هو وجود المسجد الذي يعتقد أنه مسجد أهل الكهف.الليلة الأولىهناك قول شعبي يصف الجبل بالقول ..جبل صبر ملوي ثلاث لياتلية بنات وليتين غصون قاتهناك شيء ملفت للنظر وهو ما تنفرد به المرأة الصبرية في نشاطها الزراعي وهو ما يمثل الجبل كمنطقة زراعية بامتياز وبين حنكة ومهارة المرأة في تسويق المنتجات الزراعية والخضار والقات وغيرها.في جبل صبر كموروث ثقافي في الأزياء وما يميزها هو زي المرأة الصبرية الفريد وما يحويه من تشكيلات لكن الأجمل من هذا كله هو ما سمي المشقر .. والذي هو عبارة عن مجموعة من الأزهار فبعد أن تضع المرأة المقرمة وهي عادة ما تكون بغير لثامة تضع المشقر تحت المقرمة مدلية واجهة الزهور للأمام في أحد جهتي «مقدمة» الرأس لكن المشهد الرائع هو تلك الأطفال بما يحملنه من براءة وبما يمثلنه من ابتسامة ممزوجة بالمشقر !الليتان الثانية والثالثة:جبل صبر هو جبل زراعي بامتياز يكثر فيه زراعة الفواكه والحضروات وأيضاً زراعة الورود والتي تلقي رواجاً في الجبل أو في تسويقه في المدينة.لكن الأشهر والغالب من كل هذه المزروعات هو القات الصبري الشهير الذي يسوق في المدينة تعز ويباع أيضاً في أغلب مناطق الجبل لذلك كان وصف الشاعر دقيقاً في وصف ليات الجبل.صورة تذكارية:جولتك في صبر لن تخرج منها خالي الوفاض فهناك مناظر عديدة .. تستحق منك أن تلتقط صورة تذكارية .. تحتفظ بها وربما هي منبه للعودة إلى الجمال الرائع في المدينة الحالمة.العودة ليلاًِ:إذا كانت رحلتك إلى جبل صبر متسلسلة هكذا فإن الأجمل أن تترك الجبل وفي طريق عودتك إلى احضان المدينة أن يكون ليلاً عندها ستضيف مشهداً أكثر من رائع للمدينة التي تتلألأ أمام عينيك وأنت تقترب منها والجبل يبتعد عنك ويصعد ونجومه تزداد بريقاً.الحكاية ذات تفاصيل كثيرة وجميلة في الصعود إلى جبل صبر ربما اختصرتها لك في ثلاث ليّات لكني أحسب أنك لن تفارقها عند زيارتها وتكتشف فيها المئات من الليّات المبهرة.
جبل صبر .. ربيع الخضرة وسفينة الضباب
جبل صبر.. ربيع الخضرة وسفينة الضباب
سابقنا الشمس قبل أن تشرق لننطلق من هنا من الحالمة تعز بعد أن جهزنا عدتنا ..وشوقنا يزداد كلما اقتربنا من جبل صبر الذي طال اشتياقنا لجماله والتجول بين الحقول الخضراء والزهور الملونة وبدأنا نصعد أول منعطف من الجبل مودعين المدينة تكمل أحلامها ونومها بكل هدؤ وسعادة . وبعد وقت قصير وصلنا إلى جانب منتزه الشيخ زايد بن سلطان ذو البناء الضخم المطل على المدينة بالكامل ، ظلينا نراقب حركات الناس والوجوه البريئة لأبنا الريف ، بعضهم على الرصيف يبع القات والفواكه والبعض ذاهبين للعمل في الحقول والمدرجات الخضراء وآخرون نازلون إلى المدينة وهكذا اختلط الحضر بالريف في مشهد جميل قضيناه في متعة واستراحة.
واصلنا السير إلى الأعلى في المنعطفات الإسفلتية المتطورة ومن يميننا ويسارنا مناظر مدرجات خظراء خلابة وزاهية تتوسطها منازل تقليدية وأهالي يعملون بكد ونشاط في هذه الواحات الخضراء وكأنها لوحة فنية رسمها أحد الفنانين المبدعين.
للقرى المتناثرة على الجبل طعم خاص،معظمها لا تزال تحتفظ بعاداتها وتقاليدها القديمة، والأهالي لا يزالون يحتفظون بالبساطة والاحتفاء بالزائر تشعر بذلك وأنت تتحدث مع أي شخص فتصافحك الابتسامات قبل الأيادي لا احد يزور صبر إلا ويقع أسيراً في عشق المنطقة التي تكسوها الخضرة المتدرجة الألوان من الاخضر الباهت إلى العميق كالزمرد تعطيك الإحساس بروح الجمال لهذا السندس الأخضر والنباتات التي تنبثق من بين الأحجار وأشجار الفاكهة التي بجوار كل المنازل .
وقفنا في منتصف الطريق المؤدية إلى قمة الجبل في منطقة (ذي مرين) بإطلالة واسعة على تعز بالكامل ونشاهد المدرجات الخظراء في الأسفل وفي هذا المكان يتواجد السواح بكثرة يراقبون حركة المدينة التي تتلألأ وكأنها لمعان الماء في قعر بئر.
مسجد أهل الكهف
وبينما نحن في شوق ولهفة لنعانق العروس تاج الجبل سحرتنا شذرات روحانية من يمين الطريق في منطقة المعقاب وسط واحة واسعة من الخضرة المختلطة بالأزاهير الملونة تتناثر فيها بعض المنازل التقليدية هنا وهناك وكان منبع الشذرات هو مسجد أهل الكهف .
استقبلنا في المسجد الحاج قائد بابتسامات بريئة نابعة من وجهه وبداء يشرح لنا تفاصيل عن المسجد .. وهو مبني بأحجار تكلسية مطلية بالقضاض الأبيض بشكل مستطيل بمساحة 18 متراً وعرض 12 متراً تقريباً ، وللمسجد ثلاثة مداخل في المدخل الجنوبي وبركة للماء مبطنة بالحجارة والقضاض وسقف المسجد خشبي مزخرف وأعمدته خشبية متصلة بأحجار عليها نقوش جميلة ، وفي زاوية المسجد توجد غرفة صغيرة فيها فتحة الكهف بقطر 70 سم يقال أنها تمتد إلى مدينة ثعبات الواقعة أسفل الجبل من جهة الشرق على بعد عدة كيلو مترات وتهب منها رياح أحيانا تطفي الفانوس أو الشمعة كما شرح لنا ذلك الحاج قائد ؛ ويرتبط اسم المسجد بواقعة أهل الكهف التي تعدد ذكرها في القرآن الكريم حسب اعتقاد الأهالي هناك ، ويعتبر المسجد مزاراً دينياً حافلاً يزار سنوياً في اليوم العاشر من شهر رجب وبجانب المسجد مساحة واسعة تستخدم في ذلك اليوم وهي تابعة للأوقاف يمكن استغلالها بإنشاء استراحة فيها ؛عندما نبتعد قليلاً تطل نظراتنا على شذرات روحانية مشابهة على مد النظر لمسجد بن علوان في يفرس والذي يحضره في يوم الجمع أهالي صبر بنسبة اكبر.
العروس تاج الجبل
بعد طول اشتياق وصلنا إلى راس جبل صبر الشامخ أعلى مكان في اليمن بعد جبل النبي شعيب والرياح الباردة واللطيفة تهب علينا من كل جانب ونمد أبصارنا مد النظر شمالاً وشرقاً ،غرباً وجنوباً نستمتع برؤية المدرجات الزراعية من حولنا وتسافر أنظارنا إلى مشرعة وحدنان وصالة والتعزية ونرسل نظرات إلى دمنة خدير والراهدة حتى قلعة الدملؤة بالصلو.
لحظات جميلة لن ننساها والهواء العليل يداعب أجسادنا بهواء بارد ينسينا كل هموم الدنيا ولا نريد أن نفارق هذا المكان الذي قد لا نلقى مثله في أي بقعة أخرى وما تزيد الشجون شوقاً هي اللحظات التي ننظر بها إلى عدن وخاصة في الليل لنرى أنوار المدينة تتلألأ فنكاد نطير إليها ونسبح في بحرها الساحر .
طيور الجبل
في الغباش الباكر صحونا نستنشق نسيم الصباح ونتجول بين قطرات الندى التي ملأت الأشجار والطيور والعصافير تغرد محلقة في الهواء وعلى الأشجار وقد نهضت من الأعشاش قبل أن يلوح الضوء . . لفت انتباهنا صوت مميز لطير (أبو كحيل ) الصادي والذي يشبه الطيور بصوته العالي وهو صغير الحجم قد لاتراه إلا بصعوبة فوق أغصان الأشجار الخفيفة..
و(البلبل الجبلي) وهو غير بلبل القيعان فهو يفضل العيش في أعالي الجبال وله صوت شجي وجميل ،وعادة ما نرى طائر كبير (العقاب ) يظهر في موسم البذور في نيسان وينبش البذور التي يبذرها الفلاحون والبعض يضع قطعة بيضاء من القماش أو غيره فتحركها الرياح فتهرب العقاب منها ،ولا يعرف أين تذهب العقاب في بقية فصول السنة ، وهناك طيور أخرى متنوعة وكثيرة مثل (مريم الراعية) كما يسمى هنا في صبر والحمام.
الفواكه والمزروعات
لا نتناول الفرسك والرمان والبلس إلا ويذكرنا جبل صبر المشهور بزراعة هذه الفواكه والتي نراها تباع في الأرصفة في الطريق إلى الجبل وأكثر ما تزرع في عبدان المسراخ في شرقي صبر المشهور بوفرة المياه ، فتخرج في الصيف 120 عين ماء إضافية ، أما المزروعات فهي التي ميزت الجبل عن غي
الحياة مازالت تقليدية
وللحياة الاجتماعية في جبل صبر إيقاع خاص ،حيث ما يزال السكان يتوارثون ارتداء ملبوساتهم الشعبية وخاصة النساء اللاتي يرتدين الزي الشعبي والحلي التقليدية حتى أصبحت صبر مصدر الإلهام والإبداع الفني للعديد من الفنانين الذين استطاعوا تجسيد ذلك في العديد من اللوحات التشكيلية والأغاني والقصص الأدبية والصور الفونغرافية..ومازال الأهالي يحافظون على الحياة التقليدية القديمة مثل نقل الماء من الآبار القديمة واستخرج الماء بالطريقة التقليدية (بالدلو ) فيتساعدن الفتيات في سحب الحبل بنشاط وهن يتغنين بالأغاني الخاصة بذلك ولشهرته بالخضرة والزراعة والحياة التقليدية القديمة فقد أصبح مزاراً يتوافد إليه من معظم المحافظات والسواح إلى جانب سكان مدينة تعز فأصبح المنفذ الأول للتفرج والهروب من ازدحام مدينة تعز .
المقالح والفضول في صبر
حب المعرفة جعلت الدكتور عبدا لعزيز المقالح يزور صبر قبل 42 عاماً، ليستمتع بالجمال والحياة الجميلة في صبر فتبدوا تعز من هناك كأنها رمانة ياقوتية مفتوحة ، وترجم ذلك الإحساس في كتابه الجديد (كتاب المدن )متحدثا فيه عن صبر وتعز ؛ ولم ينس الفضول صبر بل عاش جزءاً من حياته في صير فولدت فيه أجمل الأشعار عن صبر كالتي تغنى بها الفنان الكبير أيوب طارش وتوارث أبناء الفضول من بعده في قضاء جزء من حياتهم هناك في صبر كابنه منذر النعمان صديقي العزيز الذي لم ألقاه منذ سنه .
جمال مخفي خلف الضباب
لم تكتمل رحلتنا في قمة راس الجبل المليء بالضباب وإنما بدأنا بالشوط الآخر لنكتشف ما يخفيه الضباب عنا في الجهة الخلفية التي لا تطل على المدينة فيبدوا الجو أكثر نقاءً وإنعاشاً تفوح رائحة المدرجات الخظراء التي تتخللها قرى عديدة متناثرة هنا وهناك على ظهر الجبل الشامخ ومن القرى التي تراه أمامك حَصبان النجادة والشقب وتستمر هذه الطريق حتى دمنة خدير وما ينقصها هذه الجهة تعبيد الطرق لكي تفتح أمام المتنزهين والسواح الأجانب.
لم نرتو من صبر ومهما أجبرتنا الحياة على أن نفارق من نحب فإننا سنعود إلى أحضانها مرة ومرة ومرات.
مسجد أهل الكهف .. جبل صبر
كانوا في « الجند » ولجأوا إلى « المعقاب » هرباً من « دقيانوس »
أهل الكهف..في جبل صبر
مناصيب وروحانية عجيبة.. وروايات عن كرامات وفيوضات تحدث من وقت لآخر
مدوّنات وقرائن هامة تدلل على أن موضع أهل الكهف في اليمن وليس في غيرها من البلدان
- استطلاع وتصوير/توفيق حسن آغا ..
ـ
على ارتفاع 2300 قدم فوق سطح البحر تقع قرية «المعقاب» أو كما عرفت منذ
القدم بقرية أهل الكهف، نسبة للقصة التي جاء ذكرها في سورة «الكهف» في محكم
الكتاب بقوله الله سبحانه وتعالى: [وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله
فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا] «الكهف
16».. وتماشياً مع ايحاءات هذا النص القرآني جاءت تسمية هذه القرية في سفح
جبل صبر الأغر بقرية أهل الكهف حيث تمتد في تلك البقعة الخضراء في تلك
السلسلة الفاتنه لشواهق جبل صبر وكأنها صدفة معلقة بين الأرض والسماء وبذلك
تكون قرية أهل الكهف في جبل صبر هي القرية الوحيدة التي حباها الله بصفات
قلّ أن نجد مثيلاً لها.
روحانية عجيبة
ـ في تلك البقعة الجغرافية
المميزة من الدنيا قرية المعقاب والتي ربما اكرمها الله أن تكون بهذه
الصفات وهذه السكينة وذلك لدورها في ايواء أهل الكهف لتظل منذ قديم الأزل
وحتى اليوم في هذا العبق العجيب وخصوصاً أن ماء ينبوعها اشبه ما يكون
بالسلسبيل أو الكوثر والشربة الهنية التي لا يماثلها إلا ماء الجنة وهذا هو
السر المكنون عند زيارة المرء لجامع أهل الكهف في قرية المعقاب حيث يعجز
الزائر عن فك طلاسمه بل قد يكون الدليل للوصول إلى حقيقة مكان القصة
القرآنية المرتبطة بأهل الكهف أمام تلك الاكتشافات والرؤيات المختلفة حول
اكتشاف مكان الكهف المذكور بالقرآن الكريم والتي منها تلك الاشارت الاثرية
في العقود الماضية إلى بعض الكهوف المكتشفة في عمان بالأردن أو أفسوس بآسيا
الصغرى وغيرها إلا أن بعض الروائيين والذين زاروا كهف منطقة سحاب بالأردن
وكهف قرية المعقاب بقمة جبل صبر يجدون أن روحانية وصفات مسجد أهل الكهف في
اليمن هو الاقرب للقصة القرآنية وهناك روايات متناقلة من اسلافنا تؤكد
بركات ودلالات هذا المسجد.. على الرغم من اختلاف بعض الروايات التي اختلف
حولها كثير من المؤرخين حول حقيقة أهل الكهف ومكان تواجدهم حيث ذهب بعضهم
إلى الشام أو إلى الأردن وغيرها من مواقع البلدان الأخرى غير أن البعض من
الناس مقتنع تماماً بأن أهل الكهف كانوا في رحاب قرية المعقاب هذه القرية
الروحانية المدلله بعطاء الخالق عزوجل وبكثير من النعم وإن كانت خارجة عن
دائرة الأهتمام والانظار فهي على طبيعتها وفي تلك القمة تروج لنفسها بقبلة
جامع وكهف من يسارها كان مأوى اختبأ فيه أهل الكهف من الملك «دقيانوس»
فصارت هي الاعجوبة التي ليست بحاجة إلى تلك الاساطير التي ينسجها البعض من
حولها.
قرائن أهل الكهف
- مع هذا النفس البديع لقرية المعقاب حول قصة
أهل الكهف كان لقاؤنا في البداية بالحاج الشيخ/محمد عبدالله غالب ـ ليتحدث
عن هذه القصة الاسطورة حيث قال:
ـ قصة أهل الكهف في جبل صبر متداولة عن
اسلافنا ومتناقلة منذ عهد قديم وبعمر هذا المسجد الاثري الذي يعود بناؤه
تكريماً لهذه القصة القرآنية ويعود ذلك ربما للفترة التي تم فيها بناء مسجد
الجند الذي بناه الصحابي الجليل معاذ بن جبل.. وهذا متناول وليس من نسج
رواية أو خيال وموضع الكهف في قرية المعقاب بصبر هو الموضع المطابق للقصة
القرآنية من حيث شروق وغروب الشمس وكما اخبرنا الله سبحانه وتعالى في قوله
بسم الله الرحمن الرحيم [وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين
وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله
فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً] صدق الله العظيم.
وليس
كما يقال أو يشار إلى الأردن أو غيره من المواضع التي يروج لها بين الناس
خارج اليمن.. لأن معظم هذه المواضع الذي يشار إليها هي منافية عن هذه
الدلالة القرآنية لأهل الكهف في جبل صبر.. لأنه كما وصفها لنا بعض الناس من
قصدوا الأردن واتوا بعد ذلك لزيارة جامع أهل الكهف في جبل صبر يشيرون إلى
أن هذا الاختلاف يكمن في إن الموضع هناك هو ضمن مساحة أو موضع يقع ضمن
امتداد مدينة وهو عبارة عن غار مكشوف أو موضع منحدر يقيم فيه جامع وهناك
كما يقولون توجد اوجه الشبه من حيث العمارة للجامع هنا وهناك أما ما يتحدد
لموقع الكهف فهنا الاختلاف وكما قالوا أنه ليس سوى غار مكشوف ليس فيه ما
يدلل على أن أهل الكهف اختبأوا فيه كما قال الله تعالى في قصتهم :[ولبثوا
في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً] صدق الله العظيم.
بناء على هذا
فموقع أهل الكهف في هذا الموضع من جبل صبر وهذا هو الصحيح وقد حقق الأولون
فيه قبل ان تظهر هذه الاكتشافات في السنين الماضية ووجدوا أن موضع أهل
الكهف في صبر وليس في موضع آخر غير اليمن.
قصص الأولين عن موقع الكهف
ـ كما اشرت هناك ذكر عند الأولين حول هذه القصة القرآنية وما يدلل عن موقع الكهف في صبر... هل هناك مدونات لهؤلاء الأولين؟
ـ
الذين حققوا في كتاب ابن المجاور وهذا أحد المحققين الذي حقق عن موضع جبل
صبر: فيقول: «هو جبل مدوّر وفيه كذا وكذا من القرى والحصون والصعود إليه في
اربعة مسالك».. إلى آخر ما اشار إليه إلى أن يصل ويقول عن جبل صبر: بأنه
جبل طيب وفيه انشدت شمس النهار بنت أحمد بن سبأ بن ابي السعود ويقال سبأ بن
سليمان تقول عاتبتني فقالت: كيف طاب لك النأي وخليت الوطن يترك الحبيب
حبيبه ويطلب الاقامة في عدن واعتضت عن صيد الظباء صبور ارباب السفن واعتضت
صبره عن صبر سلطات اجيال اليمن.
ومن ثم يقول: في بعض كهوفها أي كهوف جبل
صبر اصحاب الكهف واسماؤهم مكسليمنا ويمليخا وسمرطوس وكسر طويوس وفرورس
محمسمينا وبقية الأسماء التي ذكرها وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد وعلى باب
الغار مسجد وعلى باب المسجد عين تسمى عين الكوثر وهذا مطابق لهذا الموضع
الذي نحن فيه والماء الذي شربته من هذه البئر التي وصفها ابن المجاور وإلى
أن يشير إلى دقيانوس فيقول هو الملك الذي اسسس مدينة الكدراء وسكن الجند.
وكان القوم من أهل الافسوس.. فلما خرجوا من مدينتهم صعدوا جبل صبر فأووا إلى الكهف.
قرية الكدراء وحقيقة الاسطورة
ـ أين هذه الكدرة المدينة الذي ذكرها ابن المجاور ربما هي المدينة الاخرى التي تقع في الأردن؟
ـ
الكدراء موضع في تهامة أو في منطقة المراوعة وقد حققها لسان اليمن المؤرخ
حسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني في كتابه صفة بلاد جزيرة العرب وفي اشارة
اخرى للمخلافي في كتاب «مرآة المعتبر في فضل جبل صبر» وذلك عندما اشار إلى
أنه قد بولغ في الكلام عن أهل الكهف فمن بالغ وطرح أنهم بالشام وضعف من
يقول أنهم في جبل صبر وفي هذا شرح طويل حتى يشير إلى ما اشار إليه أحد
العلماء من اصحاب السير كما جاء على لسانه حيث يقول: إنهم من أهل اليمن،
يعني أهل الكهف وكانوا في مدينة الجند على عهد «دقيانوس» وهو من ملوك اليمن
وفي ذلك صرح الحافظ الربيع في كتابه «المفيد في تاريخ زبيد» أو غيره من
أهل التواريخ وذلك ليصل إلى هذا الدليل بأنهم من أهل اليمن.
مناصيب جامع أهل الكهف
ـ أما عن حكايات خدمة جامع أهل الكهف في جبل صبر فيتحدث في ذلك الحاج/محمد يحيى عقلان ـ منصوب الجامع الحالي في قرية المعقاب فيقول:
ـ
منذ القدم ونحن مناصيب على جامع أهل الكهف اباً عن جد والأخبار المتناقلة
عن أهل الكهف هي من اجدادي والآن عمري يزيد على السبعين عاماً أو اكثر
وبجانبي اولادي ونحن قائمون على هذا المسجد.. وفي الحقيقة هناك مدد من الله
تعالى لهذا المسجد حيث أنه في إحدى المرات جفت العيون وانقطعت الأمطار في
كل نواحي صبر.. فأتوا من بيت الطيب وأهل الحدقه إلى الجامع مستغيثين بالله
تعالى بقلوب خاشعة ولم يبرحوا المسجد إلا والمطر يسقى الأرض.
بركات عين الكوثر
- فما قصة عين الماء في هذا المسجد؟
ـ
قصتها أنها مباركة من عند الله تعالى وهذه العين فيها ماء مبارك ويقصدها
كثير من الزوار حتى أن بعض النصارى من السياح يأتون إلى هنا ليشربوا من ماء
أهل الكهف وكأن عندهم علماً عن بركتها من كتب قديمة وعندما يأتون يسألون
بلغة مكسرة «مئكاب» أي «معقاب» فنحن نفهم أنهم يقصدون قرية المعقاب وعندما
يكونون على مشارف الجامع يسألون عن هذه العين فينزلون إلى عين الماء
ليشربوا.. كما أن هناك كثيراً من الأسر من السعودية ودول الخليج يأتون إلى
هنا ليشربوا من هذه العين في قرية المعقاب ويأخذوا من مائها ويقولون أنه
علاج.
معالم وآثار قائمة
- وعن موقع الكهف من المعالم وما ترويه القصص فيقول:
ـ
الموضع الحالي والقائم عليه الكهف والمسجد كما ترى هو بوضعه كما قام منذ
مئات السنين وكما قام عليه اجدادنا.. فالقفص بجانب المحراب ليس قفص ضريح
وإنما هو الفاصل لموضع الكهف.. فالكهف يتوسط الجامع وعين الماء يعني بين
الشرق والغرب لكن عندما تم بناء الجامع شمل سقفه كما ترى سقيفة مداخل الكهف
في القمة وباب الكهف الذي صعدوا إليه ليس هنا بل هي فتحة لكهف هي نهاية
الكهف في قمة الجبل.. فمدخل الكهف في قرية المديهمي بمدينة ثعبات وكانت
تسمى مدينة الثعبان وأول ما نجا أهل الكهف من الملك دقيانوس وصلوا اولاً
إلى ثعبات من الجند قاصدين صعود الجبل وعند هذه القرية صادفوا في طريقهم
راعي غنم فسألوه أن يعطيهم شربة لبن.. فقال لهم الراعي: الغنم كما ترون
جائعة وبلا ماء ولا يوجد فيها لبن.. فإذا أحدهم يضرب بموضع في هذا المكان
وكأنه يضرب بضربة فأس.. فإذا بقدرة الخالق الواحد الأحد تنبع من المكان عين
ماء ثم شربوا الماء من هذا الينبوع بعد هذه الضربة ومازالت عين الماء هذه
موجودة حتى اليوم وهي تعتبر العلامة الأولى لمدخل الكهف في قرية المديهمي
في ثعبات.. أما العلامة الثانية هي حجر سوداء معلقة عند مدخل الكهف في قرية
المديهمي وهي التي ارادها الله تعالى أن تكون العقبة أمام جيش دقيانوس
ليتوقف عن ملاحقتهم داخل الكهف بعدما صعدوا فيه إلى الجبل ومروا عبر هذا
المدخل صعوداً حتى وصلوا قمة جبل صبر حيث هذا الموضع وهذا المسجد.
تمتلئ
المدن اليمنية بعشرات المساجد التي تعود لعصور مختلفة، لكن “مسجد أهل
الكهف”، الواقع في أعلى قمة “جبل صبر” في مدينة تعز جنوبي البلاد، يعد
واحدا من أبرز المساجد المثيرة للجدل، والحاوي للكثير من الأسرار.
وتذهب
روايات تاريخية إلى أن المسجد الذي يقع في بلدة “المعقاب” على أعلى قمة في
جبل صبر، والتي ترتفع 3 آلاف متر عن سطح البحر، تم بناؤه على “رفاة أهل
الكهف” الذين ذكروا في القرآن الكريم، استدلالاً ببراهين وروايات وإن كانت
ليست قطعية.
ويسود جدل بين المؤرخين حول المكان الذي نام فيه أهل الكهف
المذكورون في سورة قرآنية باسمهم، فإلى جانب “جبل صبر” في مدينة تعز
اليمنية تتعدد الروايات بوجود “الكهف” الذي آوى إليه الفتية المذكورون في
السورة في تركيا أو سوريا أو الأردن.
ويحتوي مسجد أهل الكهف، في جبل صبر، على فتحة المغارة التي يعتقد أنها توصل إلى الكهف المذكور في القرآن.
ولا
يُعرف التاريخ الحقيقي لبناء المسجد القديم، لكن مؤرخين وسكانا محليين
قالوا إن شكله الحالي يعود إلى عصر الدولة الرسولية (سلالة مسلمة حكمت بلاد
اليمن منذ 1229 حتى 1454م).
وقال قيّم المسجد (المسؤول عنه) عبد الله
محمد يحيى لوكالة الأناضول إن “جميع المعلومات الخاصة بالمسجد نتوارثها من
الأولين، وهي معلومات تاريخية على الباحثين التأكد من صحتها”.
وأشار إلى بعض الترميمات التي أجريت للمسجد قبل عقدين من الزمن وشوّهت ملامحه بشكل كبير.
ويعيش
المسجد حالة إهمال كبيرة من قبل السلطات المختصة والسكان المحليين في
المنطقة، فبإلاضافة إلى عملية الترميم التي شوهت ملامحه غزت المنازل
الحجرية كافة المساحات المحيطة به وبات بلا متنفس، بحسب يحيى.
وأضاف
يحيى أن “المسجد يشمل ضريحا لباحث جزائري يدعى “عبد الرحمن بن بكر
الجزائري”، جاء من بلده للبحث عن الموقع الذي أشارت إليه الآية القرآنية في
سورة الكهف”، دون أن يوضح ميقات قدومه إلى اليمن.
ووفقاً لقيّم المسجد،
فإن الكتب الموجودة لدى المؤرخين من أبناء المنطقة أشارت إلى أن
“الجزائري” ظل يتتبع شروق وغروب الشمس حتى تأكد له أن الموضع المذكور (أسفل
المسجد) هو المكان الحقيقي لأصحاب الكهف.
وفي حين تقول روايات تاريخية
إن “أصحاب الكهف” هربوا إليه من ظلم الإمبراطور “دقيانوس” حاكم مملكة
“أفسوس”، أشار الخبير الأثري اليمني في تعز “العزي مصلح” إلى أن المؤرخ
اليمني “أبو الحسن الهمداني” أشار في كتابه “صفة جزيرة العرب” إلى أن أفسوس
هي “مدينة الجند” حالياً (21 كيلومترا شمال شرقي مدينة تعز).
وقال
“مصلح”، وهو مسؤول سابق في مكتب الآثار بتعز، لوكالة الأناضول: “لدينا جذور
تاريخية في اليمن تثبت أن مسجد أهل الكهف يعود لموضع أهل الكهف حقيقة، وأن
روايتنا لم تكن آتية من فراغ، ولم يتم ابتداعها كما ابتدعتها بلدانعربية
من أجل استقطاب السياحة”.
وأضاف أن “مسجد أهل الكهف، الخالي من النوافذ
وذا الغرف المستطيلة، كان لوقت قريب مزاراً لجماعات دينية، وخصوصاً
الصوفية، التي تقيم فيه موالد ومناسبات خاصة”.
وكشف مصلح أن القائد
التركي “حسين بن حسن باشا” قد رصف الطريق المؤدي إلى “جامع أهل الكهف” خلال
توليه حكم تعز في العام 1002هجرية، الموافق 1593م، لافتا إلى أن “الإهمال
بات يلف هذا الموقع الأثري النادر، والذي لابد من وضع حماية له، ومتنفس
جنائني”، بحسب قوله.
يشار إلى أن اليمن وقعت تحت الحكم العثماني من عام 1539 وحتى 1911هـ.
وقال
بلال الطيب، وهو صحفي من أبناء المنطقة التي يوجد فيها المسجد، لوكالة
الأناضول “حاليا الكهف مطمور، ولا أحد يستطيع دخوله، لكن روايات الأجداد
تقول إن مشايخ صوفية دخلوه، وقاموا بتدوين شهادتهم عنه، ومنهم الشيخ الصوفي
الشهير عبد القادر الجيلاني (١٠٧٧ - ١١٦٦م
جبل صبر .. الطبيعة والبــركات
جبل صبر.. الطبيعة والبــركات
صبر الموادم بكل فواتنها الربيعية تعشقها الطبيعة بين فصل وآخر بود الغنج والمداعبة الساحرة، وجدت وامتدت وتوسعت وتحولت بتضاريسها القاسية إلى استراحة سياحية بكل الألوان، وحتى بالمغنى والمرقص والتغريد، الجميع غرد وغنى لصبر بلحن وترانين ومهجل منفرد.. بل يزداد صبر أعجوبة بموروثه كعلاقة يمنية متميزة في كل التفاصيل، بالمشقر والقميص، وبهاء الوجه الصبري الآية في الجمال والورش الآدمي الذي من رآه قال: سبحان الله!!.
أيضاً الأعجوبة في صبر الموادم تعود للبركات التي لا
ينقطع مردّها لهذا الجبل اليماني الذي جعل منه الله سبحانه تعالى «قرية
المعقاب» مأوى لأهل الكهف لتتخلد حكايتهم بقصة قرآنية دونتها سطور بقول
الحق وهناك يأتي المكان بياناً لهذه القصة السماوية عن ذكر قصة أهل الكف
حين يتلمس ويرى المرء أو الزائر مأوى أهل الكهف في موضع بيت الله المعمور.
وهنا
ونحن نشتم روائح أهل الكعف الطيبة بتلك النسائم الفوّاحة من فتحة غارهم
حيث تقرأ الفواتح بالنيات حسنة لمن أرادها من الصادقين والمؤمنين.
الاهتمامات وأولويات التخطيط
فما
مدى الاهتمام بهذه المديرية السياحية وما التوجه المستقبلي من التخطيط
هذا؟ ما أجاب عليه الأخ عبدالباري الحمودي مدير عام مديرية صبر الموادم في
حديثه معنا والذي استهله قائلاً:
كما تعلم إن مديرية صبر الموادم كغيرها
من المديريات تحظى باهتمام خاص من قبل قيادة المجلس المحلي بالمحافظة
والمجلس المحلي بالمديرية وخصوصاً في الجانب السياحي، إلى جانب الاهتمام
بالجانب التنموي والخدمي من حيث التخطيط والأولويات التي يوليها المجلس في
إعداد برنامجه الاستثماري السنوي.
وهنا لابد من أن أشير إلى أنّ ثمار
تجربة السلطة المحلية لهذه المديرية أو لغيرها من المديريات الريفية ذات
التضاريس الجبلية المعقدة والتي قدرت على النهوض بفضل هذه التجربة عمَّا
تريده من تخطيط تنموي وخدمي بل قد عززت التجربة لمديرية صبر الموادم رؤيتها
المستقبلية وجعلتها تمتلك الخطوط العريضة للتخطيط السليم إلى جانب نقل
جميع الصلاحيات للمديريات في تعزيز اللامركزية وهذه سمة عظيمة لهذه التجربة
أن تنقل هذه المديرية إلى الالتفات لخصوصيتها السياحية، وكما تعلم بعد أن
جبل صبر مقصد الزائرين سواء من الأجانب أو المحليين وأول من يأتي إلى مدينة
تعز وينظر إلى هذا الجبل الذي يحتضن مدينة تعز، يتطلع إلى زيارة هذه
المنطقة التي تعتبر من أهم المناطق السياحية على مستوى المديرية
والمحافظة.. لما يتمّيز به جبل صبر من تنوع في المناخ حيث يعتبر المناخ
متعدد بحسب المسافات، بحيث أنه كلما ارتفع المرء إلى منطقة أعلى يجد أنّ
الطقس يختلف من مكان إلى آخر، وبالتالي فهو يتناسب مع كافة الزائرين كلٍ
بحسب بيئته التي جاء منها.
ولهذا فإن المجلس المحلي قد وضع في أولويات
مهامه فيما يتعلق بالجانب السياحي ابتداءً من وضع خطة وفقاً لتوجهات الأخ
القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي وهي تشمل
البدء بتنفيذ مشروع تحسين وحماية طريق صبر الموادم ضمن برنامج تأهيل جبل
صير سياحياً وبيئىآً، وهذا المشروع تم تنفيذ مرحلته الأولى المتمثلة بإنشاء
أحواض زينة ومتسلقات على جوانب الطريق للحفاظ أولاً على الجزر مابين
المنعطفات وعدم البناء فيها للحفاظ على المنظر الجمالي للجبل بشكل عام.
جامع أهل الكهف
ماهي المعالم الأثرية والسياحية الأخرى إلى جانب الأعمال الأخرى التي تشمل المرحلة الثانية لتأهيل جبل صبر؟
ـ
بالنسبة للمرحلة الثانية سيبدأ تنفيذها خلال هذا العام حيث تمتاز المديرية
بكثير من المعالم السياحية والأثرية وأهمها جامع أهل الكهف في قرية
«المعقاب» إلى جبل العروس، ويولي المجلس المحلي هذا المعلم الأثري الهام
الاهتمام الكبير حيث وضع في خطته لهذا العام 2008م إدخال جامع اهل الكهف
ضمن الترميم بما لا يؤثر على طابعه المعماري والجانب الأثري بالنسبة للمواد
المبنية منها الجامع وبما في ذلك رصف الطريق المؤدية إلى الجامع، ووضع
لوحات ارشادية تعرّف بهذا الجانب الأثري المهم حتى يتم التعريف بهذا الجامع
على المستوى المحلي والعام اضافة إلى الاهتمام الزراعي بمديرية صبر
الموادم، هذه المديرية التي كانت كما يقال بأنها تمتلك من الحواجز والبرك
بعدد أيام السنة، وهناك سواق أثرية تمتد إلى أغلب المناطق والى مدينة تعز
وأغلب المدن المجاورة ما زالت آثارها باقية حتي الآن.. فقد تنبه أجدادنا
الأوائل في صبر فيما يتعلق بالمشكلة القائمة هذه الأيام وهي مشكلة المياه
والتي تعتبر عالمية، وتنبهوا لهذا الجانب، وبدأوا آنذاك بإيجاد الحلول
المناسبة والتي تمثلت بإنشاء عدد من الحواجز والبرك، وهذه البرك سيتم إعادة
تأهيلها بالتنسيق مع مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة في تعز
والذي قد نُفّذ في نطاق المديرية نحو 25 مشروعاً.
مرحلة التحسين وإزالة التشوّهات
ماهي الاجراءات التي اتخذها المجلس المحلي لترتيب وتنظيم الأماكن أو الاستراحات السياحية التي انتشرت على ربوع جبل صبر مؤخراً؟
ـ
تمثل هذا الترتيب أولآً ــ كما قلناــ في تنفيذ المرحلة الأولى من تحسين
جبل صبر وتأهيله سياحياً وبيئياً في الأحواض الزراعية وأنتم تلاحظون في
بداية المنعطفات الأولى.. أيضاً إزالة كل التشوهات والدعايات الانتخابية
والكتابات العشوائية وطلاء الجدران الساندة بالألوان البيضاء وقد كانت من
قبل تعكس انطباعاً سيئاً وحتى نفسياً لكل زائر حتى من حيث الجانب الجمالي
للطريق وإنشاء سلل للنظافة إلى جانب اللوحات الارشادية وكان لها مردود
ايجابي وبدأت بالتدريج استقبال الزائرين وأبناء المنطقة الذين كانوا عادة
ما يعيثون بهذه الجزر والأماكن التي كان يفترض أن يتم تحسينها في السابق،
ولكن حالياً تم ضبط الأمور بهذا الجانب وتم أيضاً ضبط البناء العشوائي وكان
هناك يتم بناء وانشاء استراحات بشكل عشوائي وبدون دراسة ودون ترتيب لمواقف
السيارات والخدمات التي ستقدم للزائرين، الأمر الذي أدى إلى بروز اشكالية
مع الاستراحات التي أنشئت سابقاً بدون دراسة حيث أن كثرة الوافدين إلى هذه
الاستراحات تسبب اختناقاً كبيراً جداً وخصوصاً في الصيف ــ مثل هذه الأيام
ــ وهذا الاختناق يؤدي إلى عرقلة السير وتوقفه أحيانآً.
ونحن الآن نفكر
بوضع حلول لإنشاء مواقف للسيارات وكما تعرف طبيعة الجبل صلبة وتحتاج إلى
إمكانية ودراسة لإيجاد هذه المواقف وإن شاء الله ستحل هذه الإشكالية إلى
جانب خطة المجلس في الترويج السياحي بشكل عام.
وضع منتزه الشيخ زايد
ماهو حال منتزه الشيخ زايد؟
ـ
الوضع القائم على مايبدو أنه تم تسليمه للمستثمر شوقي أحمد هائل حيث أنه
تم إعادة تأهيله سياحياً بكافة الجوانب التي يتطلبها الزوار الأجانب
وحالياً يمثل متنفساً سياحياً لأبناء المحافظة بشكل عام وبماتضمنه من تأهيل
أعطى مردوداً إيجابياً على مستوى المحافظة من حيث توفر الخدمات التي نعاني
منها حالياً على مستوى الجبل، وكما قلنا إن الاستراحات التي تمت كانت بدون
دراسة وبالتالي وفّر المنتزه الخدمات التي يُحتاج إليها.
خدمة السائح
فما نصيب الاستراحات القائمة من الخدمات؟
ـ
وضعها لا يخدم السائح وكما أشرت على الأقل البوفيات أو الحمامات العامة لا
توجد وأحياناً الزائر يصل إلى الجبل ويستمتع بالهواء الطلق وبمنظر الطبيعة
ولكن ربما لا يجد الخدمة التي تشجعه على أن يعود إلى المكان أو يستمر فترة
أطول للترويح على النفس وقضاء اجازته بالشكل المطلوب.
مورد السياحة أولاً
فهمنا أن مديرية «صبر الموادم» تعتبر السياحة مورداً أولاً .. فماهو المورد الآخر؟
ــ
نعم المورد الرئيس بعد الواجبات ومورد الواجبات يأتي بالدرجة الأولى ولكن
نحن الآن نركز على الجانب السياحي؛ لأنه الأهم وكما تعلم أن موضوع جبل صبر
بالذات لا يخص المجلس المحلي بمديرية صبر الموادم فقط وإنما نظراً لشحة
الإمكانات وقلة الموازنة في المديرية فإن القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ
محافظة تعز قد تنبه إلى هذا الجانب منذ فترة طويلة وكان له الدور الأكبر
في توفير هذا المنجز الكبير الذي هو منفذ لعدد من طرق المديرية وكان له
الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى بتوفير هذا المشروع، وأيضاً كان له دور
كبير في منتزه الشيخ زايد فيما يتعلق بإعادة الترميم وعدد من الأمور وكما
قلت ليس اهتمام المجلس المحلي فقط بالمديرية وإنما ضمن اهتمام المجلس
المحلي بالمحافظة وان شاء الله سيدعم الجانب المادي فيما يتعلق بتنفيذ
المشاريع التي نطمح إليها.
سلة غذائية
يقال إن جبل صبر ــ وحتى زمن قريب ــ كان سلة غذاء لتعز وأصبحت اليوم معظم بساتينه تزرع القات فما تعليقكم على هذا الخصوص؟
ـ
نحن في المجلس المحلي نركز على هذا الجانب وكما أسلفت أن صبر الموادم كانت
المنطقة التي تغطي تعز والمنطقة بمعظم الثمار والفواكه، وأيضاً الحبوب
والخضار كالفول والعدس والشعير والحبوب بمختلف أنواعها وكانت مخزوناً
غذائياً لأغلب سكان المحافظة بشكل عام وبالتالي بدأت تقل منتوجاتها وقلّت
الاهتمامات بهذا الجانب الزراعي.
ونحن طلبنا من مكتب الزراعة في
المديرية وحثيتهم في هذا الجانب بالقيام بالدراسات والعمل على وضع تقرير عن
أسباب اختفاء بعض الفواكه والمزروعات الغذائية وكانت احدى الأسباب تتعلق
بالهجرة والاغتراب.. الهجرة من مناطق صبر الموادم إلى المدينة، وثانياً
لربما قلة المياه واستخدامها للشرب أكثر من الزراعة وأيضاً عدم ترميم كثير
من الحواجز التي كانت تغطي أغلب المساحات الزراعية ونحن الآن نبحث عن كيفية
اعادة الوضع السابق إلى ما كان عليه وإن شاء الله سنجد حلولآً قريباً لهذا
الجانب.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)