بلغة الورد يقدم اطفال تعز محافظتهم ..وينثرون الحب على جبل صبر
في الوقت الذي يقدم فيه بعض الكبار بلدهم كما لو كان "جهنـم", اصطف الأطفال على سفح "جبل صبر" كما فراشات الربيع يقدمون بلدهم بحروف الحضارة، ودفء المحبة، ولون العشق، وعبق الأزهار الزكية.. فالورد- بألوانه وعطوره، هو اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء الاطفال اليمنيين.. وهي رسالتهم التي يقدمونها للاجانب، من عشاق اليمن الذين يقطعون لوصوله آلاف الأميال..!
"نبأ نيوز" إستوقفها مشهد الأطفال على سفح "جبل صبر" بتعز، فثمة لغة للحب والسلام يتقنها هؤلاء الأطفال.. وثمة عالم مفعم بالبراءة والصدق والأمل أرغمنا على التوقف أمامه بحياء، لنتعلم منه فن صناعة الحياة الجميلة.. فهؤلاء الصغار يوجهون الدعوة لأقرانهم في مناطق اليمن- الملتهبة- لتقديم الورد، وبيعه للناس، ونشر روائحه بدلاً من روائح البارود، بعد ان صار "الكبار" يقدمون أطفالهم وجبة مجانية لطواحين السياسة، ووقودا في معارك- غير وطنية..!!
"حواء"- 10 سنوات- من سكان جبل صبر- كل يوم تقف مع زميلاتها وزملائها على ناصية الطريق الاسفلتي المؤدي الى "قمة العروس"، وهي اعلى قمة في جبل صبر بمحافظة تعز.. يلوحون بالورد في وجه السواح الاجانب والعرب الذين يقصدون الجبل..
-
وببراءة متناهية تقول حواء:- كل يوم عصرا أقف هنا لابيع الورد للاجانب ولكل الناس بما تيسر, فانا اساعد نفسي في الحصول على مصروف المدرسة من بيع الورد, ووالدي يشجعني على العمل لاني اساعده.. وتقول ان السواح الاجانب اكثر اقبالا من العرب لانهم يحبون الورد..
حواء التي تدرس في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة الحياة، قرية ذي مرين، جبل صبر، تعمل في مهنتها منذ سنتين، وتتمنى ان تجد الناس في اليمن يقبلون اكثر على شراء الورد في المستقبل..
اما صديقتها "ايناس"- 11 سنة- طالبة في الصف السادس، فتشير الى ان مهنة بيع الورد مهنة جميلة وتكسب من خلالها مصروف المدرسة، "وكل يوم وله ظروفه" على حد قولها.. وتضيف:- كان زمان السواح اكثر، اما اليوم فالسواح قليل ولذلك اكسب 200 ريال بس في اليوم..!!
-
تضيف اسماء، انها تشتري حزمة الورد بخمسين ريالا لتبيعه بسبعين ريالا، "ويوم في مكسب ويوم مافيش"، واكثر يوم تحقق فيه مكسب هو يوم الجمعة حيث يكثر السواح العرب، وحتى اليمنيين يشترون..!
ويرى "أشرف"- 11 سنة- طالب في الصف السادس، ان مهنة بيع الورد في الجبل اصبحت منتشره بشكل كبير ويمارسها النساء والاطفال، وهي مهنة مناسبة افضل من بيع القات.. كما انه وجد تشجيع من والده الذي يعمل في المدينة. ويتمنى "أشرف" لو يتجه الناس في جبل صبر لزرع الورد بدلا عن القات الذي ينافس زراعة الورد بشكل كبير..!
نفس الرأي وجدناه عند "صابرين" التي بدت بملامحها الاجنبية- كما اشرف وايناس ومحمد- عصافير سلام ومحبة تنطلق من جبل صبر تعز لتقول للعالم: نحن دعاة سلام ومحبة، وبلدنا أجمل بالورد والزهور.. ويؤسفنا ان يقدم بعض الكبار في بلدنا صورة اليمن مشوهة منفرة وهي بلد الحضارة والتاريخ والامجاد عبر الازمان.. وهي بلد الكرم العربي الأصيل..!
ربمـا على المسافرين عبر "جبل صبر" أن يتوقفوا برهة عند هؤلاء الأطفال... فلنلق البنادق من على أكتافنا، ولندخل بيوتنا بالزهور.. فللحب والسلام ثقافة آن الأوان لنتعلمها.. فقد أرهقتنا ثقافة الكراهية، وصغارنا لا يكفون عن السؤال: متى نعيــش حياتنا!؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق